«كندا هي الأرض المقدسة الثانية»، يقول زائر مسيحي أميركي من أتلانتا بولاية جورجيا، هو جزء من مجموعة مكونة من 15 مسلماً ويهودياً ومسيحياً أميركياً، يسمون أنفسهم «حجاج العالم» سافروا إلى كندا ليتعلموا من أعضاء من جماعاتها الدينية المتعددة، وليتناقشوا معهم. احتضنت الأراضي المقدسة تاريخياً الأديان الإبراهيمية الثلاثة مثل ثلاثة إخوة وأخوات يعيشون في بيت واحد. هكذا رأى هذا الزائر الشاب كندا بما تضمه من فسيفساء الديانات المختلفة.
سافرت المجموعة عبر كندا من خلال برنامج يحمل اسم «حجاج العالم» بجدارة، وتديره منظمة «مبادرات المجتمعات عبر الديانات» ومركزها مدينة أتلانتا بولاية جورجيا. وفّر الحج، وهو جزء مهم في الديانات الإبراهيمية الثلاثة سبيلاً للمجموعة لتفهم الممارسات والمعتقدات التي تتشارك فيها، بما فيها موضوع الاهتمام بالأرض الهام.
تمحور موضوع الحج بشكل محدد حول الماء، لأن الحفاظ على الماء وترشيد استهلاكه يشكل مكوناً مهماً من مكونات الجهود لمكافحة التغير المناخي، ولأنه يلعب دوراً مهماً عند المؤمنين في التقاليد الدينية الإبراهيمية الثلاثة. تمكّن المشاركون، من خلال تعميق فهمهم للدور الذي يلعبه الماء في تقاليد كل منهم الدينية، من فهم جهود الحفاظ على الماء من منظور جديد.
قادة المشاركين مجموعة من الزعماء الدينيين ضمت أئمة وقساوسة وحاخام. قاموا من خلال برنامج «الحج إلى العالم» بزيارة مسجد جامي في أوكفيل بكندا الذي تديره الجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية (ISNA) إضافة إلى كنيس «البرعم المقدس» في تورنتو، ضمن بيوت عبادة أخرى.
شاهد المشاركون بقيادة الزعماء الدينيين أهمية الماء في التقاليد الإسلامية والمسيحية واليهودية، وكيف يشكّل الماء بَرَكة مقدسة.
تكلمت الحاخام إيلين نيمهاوزر عن الأساليب العديدة التي يشكل الماء من خلالها جزءاً من التقاليد اليهودية، وبحثت انقسام الماء في البحر الأحمر للنبي موسى والقبائل الإسرائيلية أثناء الخروج من مصر، والحمّام التقليدي المستخدم للتطهير الشعائري.
تبع كلمات الحاخام نيمهاوزر عرض قدمته القسيسة جيل أولريشي التي تحدثت عن قصص الماء المهمة العديدة في التقاليد الدينية المسيحية، بما فيها شعائر التعميد بالماء وقيام السيد المسيح بتحويل الماء إلى خمر وقيامه بالمشي على الماء.
ألقت المجموعة بعد ذلك نظرة على الماء في التقاليد الدينية المسلمة، حيث تحدثت طيبة تايلور، رئيسة تحرير مجلة «عزيزة»، التي تصف نفسها بأنها «نافذة العالم على المرأة الأميركية المسلمة»، وإحدى منظِّمات برنامج «حجاج العالم»، تحدثت عن أوصاف الماء في الجنة وعملية الوضوء قبل الصلاة.
«أثبتت كلمات هؤلاء القادة الدينيين نقطة أن الماء مهم روحياً، وهناك مسئولية ضخمة أمام الجميع لأن يكونوا على وعي بأثرهم على الأرض»، أضافت تايلور.
في طريق العودة إلى أتلانتا، توقّفت المجموعة في فورت إيري بأونتاريو وقابلت زعيمة روحية من قبيلة الموهوك الأميركية الأصلية. تكلمت الزعيمة الروحية عن المرأة في تقاليد الموهوك وكونها «المحافِظة على الماء»، وبحثت إحدى الشعائر التي تسير فيها الجدّات حول البحيرات العظمى وهن يصلين للماء من أجل الشفاء، حيث إن الماء النظيف ضرورة لكل من الناس وللحفاظ على النظام البيئي في الطبيعة. عزز هذا اللقاء فكرة أن أصحاب الإيمان يجب ألا يحتفلوا فقط بثراء الماء في الشعائر الدينية، بل يجب أن يعملوا بنشاط للحفاظ عليه.
«تعتبر الزيارات بين الديانات، مثل تلك التي تقوم بها «حجاج العالم» مفيدة للمجتمع على اتساعه وعلى مستويات عديدة. كذلك فإن زيارات كهذه من قبل أناس يحفزهم حب الروحانية والتعلّم تشعرنا بتواضعنا وتهمنا، وتدعونا للسير في خطاهم»، اختتمت القول الدكتورة كاثي بولوك، وهي مشاركة كندية مسلمة.
جرى تذكير «حجاج العالم» من خلال رحلة الطريق هذه بأهمية الدور الذي يلعبه الماء في دياناتهم وفي حياتهم. الماء يطهّر، وهو مصدر الحياة. ذكرتهم تجربتهم بضرورة الوعي بأهميته وبأن يعوا أعمالهم كقاطنين في الأرض وبأمة الإيمان. تماماً كما نعتمد في حياتنا على الماء، نعتمد كذلك على بعضنا بعضاً للحفاظ على جمال الأرض.
إقرأ أيضا لـ "Common Ground"العدد 3679 - الثلثاء 02 أكتوبر 2012م الموافق 16 ذي القعدة 1433هـ
آه يا بنكي
نحن نؤمن بالديالكتيك ولكن التاريخ يلبسنا ونلبس التاريخ آه يا بانكي نحن اثرا في الذاكرة وذاكرتنا في اعماق التاريخ آه يا بانكي اراك تتحدث عن المقدس ولكن القدس تحت الأقدام كسيخ نار يققع العيون آه يا بانكي نحن نمشي فوق قشر البيض وانت تجلس فوق تحتك تدور بك الأرض كحجر الرحى تطحن آلاف الكادحين اينما انت نحن التاريخ يبكينا والتاريخ يفرحنا و التاريخ يخدعنا فنحن بلا تاريخ ولا هوية يا بنكي نحن الموت يحيينا والحياة تميتنا لا ادري ان كنت حياً او ميتاً نحن نطرب ولا نطرب تصور يبنكي امة لا تطرب
سبحانك يارب
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَ جَعَلْنَاْ مِنَ المَاْءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاْ يُؤْمِنُوْنَ) الأنبياء :30
صدق الله العظيم