تعتبر سرعة شيخوخة السكان والزيادة المطردة في طول عمر الإنسان في جميع أنحاء العالم، من أعظم التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في عصرنا. وتؤثر هذه التغيرات الديموغرافية على كل مجتمع وأسرة وشخص. وهم يطالبوننا بأن نعيد التفكير في طريقة عيش الأفراد وعملهم وتخطيطهم وتعلمهم طوال حياتهم، وأن نعيد اختراع كيفية إدارة المجتمعات لشئونها.
وعندما نشرع في تشكيل خطة الأمم المتحدة للتنمية لما بعد عام 2015، فإنه يجب علينا أن نتصور نموذجاً جديداً يجعل الشيخوخة الديموغرافية تنسجم مع النمو الاقتصادي والاجتماعي، ويحمي حقوق الإنسان لكبار السن. ونحن جميعاً - فرادى وجماعات - مسئولون عن إدماج كبار السن في المجتمع، سواء من خلال تطوير وسائل نقل يسهل استخدامها، ومجتمعات يسهل الوصول إليها، وكفالة توافر الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية المناسبة للعمر، أو من خلال توفير أرضية مناسبة للحماية الاجتماعية.
ويصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لاعتماد خطة عمل مدريد الدولية للشيخوخة. وكلما ازدادت نسبة كبار السن في المجتمع، فإن الرؤية الجريئة التي تطرحها - لبناء مجتمع لجميع الأعمار - تتسم بأهمية أكثر من أي وقت مضى.
ويعتبر طول العمر إنجازا من إنجازات الصحة العامة، وليس مسئولية اجتماعية أو اقتصادية. وفي هذا اليوم الدولي لكبار السن، لنتعهد جميعاً بكفالة رفاه كبار السن وكسب مشاركتهم الهادفة في المجتمع حتى نتمكن جميعاً من الاستفادة من معارفهم وقدراتهم.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 3677 - الأحد 30 سبتمبر 2012م الموافق 14 ذي القعدة 1433هـ