أشاد المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي خلدون أباحسين بمضامين كتاب «تاريخ استعمالات الأراضي والتطوير في البحرين» لمحمد نورالنبي الذي يؤرخ لمراحل مهمة في تطور البحرين الحضاري والعمراني وتأكيده على دور رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة في تأسيس تلك المرحلة المهمة من التاريخ، على اعتبار أنه «رائد مسيرة التخطيط العمراني في البحرين».

جاء ذلك عقب حفل تدشين الكتاب الذي احتضنه مركز عيسى الثقافي برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الإسكان سابقاً الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، الذي يعود له الفضل في تطور نهج التخطيط العمراني في البحرين ومترجماً تلك الحقبة المهمة في تاريخ تأسيس التخطيط المدني إلى إنجازات ميزت البحرين عن كثير من دول المنطقة لما شهدته من تطور وازدهار حضاري وعمراني ملحوظ.

وذكر أباحسين أن عملية التخطيط العمراني للمدن في البحرين واجهتها العديد من المعوقات والمصاعب والتحديات، إلا أنه وبفضل حكمة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة وخبرته وحنكته استطاع تذليل كل تلك المعوقات آخذاً في الاعتبار أولوية حاجات الأهالي والمواطنين واعتبارهم طرفاً محورياً في تكريس عمليات التطوير العمراني والحضري في مختلف مناطق البحرين، مراعياً بالأساس خلق بيئة صالحة لمعيشة المواطن ضمن مفردات كثيرة ومتشعبة منها حرية التملك وسهولة التنقل والحركة والحفاظ على الحق العام والمساعدة في سن القوانين لحفظ الحقوق ووضع الضوابط للسيطرة على استعمالات الأرض. وأبدع وأجاد سموه في متابعة مختلف المشروعات والقضايا والأوضاع الخدمية والإسكانية التي تحقق راحة المواطنين.

وقال: «إن المؤلف نورالنبي أشار في مطلع كتابه إلى الجهود الجبارة التي بذلها رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة لدوره القيادي الكبير في تدشين وتنفيذ عملية التخطيط العمراني، معتبراً سموه اللاعب الرئيسي في عملية إنشاء التخطيط العمراني للمدن، حيث تولى سموه مبادرات عملية التخطيط الرسمي للمدن والمناطق في البحرين في 1968 حينما كان سموه وزيراً للبلديات والزراعة منذ 1967 حتى 1975، فضلاً عن كونه رئيساً لمجلس تنسيق التخطيط في الفترة ما بين 1968 حتى 1975. وتميز سموه بكفاءة ومهنية عالية ورقي في التعامل والأداء الإداري، حيث كان سموه يشجع على الأخذ بمختلف الآراء وإبداء الاهتمام البالغ بكل تفاصيل العمل والتعاون البارز مع المختصين من المهندسين ومستشاري التخطيط العمراني والمواطنين كافة، مؤكداً على قدرة سموه على تحمل ضغوط العمل حيث كان سموه يردد دائماً «عندي صبر أيوب» عند مواجهة الصعاب، موضحاً أن الكتاب سيتضمن في جميع محتوياته أفكاراً تخطيطية نابعة من حرص سموه في استغلال كل الموارد المتاحة مادية وبشرية واقتصادية وطبيعية لوضع أهداف تحقق حياة أفضل للوطن والمواطنين».

وعبر أباحسين عن بالغ شكره للجهود الحميدة لمؤلف الكتاب محمد نورالنبي في سبيل توثيق حركة التطور العمراني في البلاد، وقال: «لقد أجاد المؤلف في سرد تفاصيل تجربة البحرين التخطيطية منذ بداياتها مروراً بالتحديات والصعاب وصولاً لما جعل البحرين في مصاف الدول المتقدمة في مجال التخطيط الحضاري والعمراني».

وأضاف: «تكريساً لذلك فإن التقدم المستمر في تخطيط المدن والتطور العمراني في البحرين يعود بالفضل لمساعي المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، ولدعم القيادة بزعامة عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وجهود رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة».

وأثنى أباحسين على جهود الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة ودعمه وتشجيعه الدائم للكتاب والباحثين الذين يسهمون في توثيق تاريخ الوطن، شاكراً له رعايته تدشين كتاب «تاريخ استعمالات الأراضي والتطوير في البحرين» الذي يعد مرجعاً مهماً يرصد تاريخ تخطيط المدن في البحرين منذ العام 1968 مع إنشاء «مجلس تنسيق التخطيط» مظاهر التقدم المستمر، حيث يحتوي على العديد من المعلومات التاريخية حول التخطيط الطبيعي في البحرين، مستعرضاً مراحل إعداد مخططات المناطق المختلفة، ومشاريع البنية التحتية المختلفة، واختيار المواقع للمشاريع الرئيسية، ومخططات تقسيم الأراضي، فضلاً عن القوانين والتشريعات التي تحكم العمل البلدي والعمراني.