العدد 3677 - الأحد 30 سبتمبر 2012م الموافق 14 ذي القعدة 1433هـ

في يوم المسنين العالمي... 260 منتسباً لدار الرفاع للوالدين يطلقون آمالاً بافتتاح مقرهم الجديد

عدد من منتسبي دار الرفاع لرعاية الوالدين
عدد من منتسبي دار الرفاع لرعاية الوالدين

يصادف اليوم الإثنين (الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2012) يوم المسنين العالمي، إذ يطلق 260 منتسباً من الجنسين من كبار السن بدار الرفاع لرعاية الوالدين بالتزامن مع هذا اليوم آمالاً بأن يتم افتتاح مقرهم الجديد قريباً وذلك بتعاون كلٍّ من القطاعين الحكومي والخاص.

وتُعَدُّ الدار المعنية بالرعاية النهارية للوالدين وكبار السن والمتقاعدين أحد مشاريع وزارة التنمية الاجتماعية، والتي افتتحت في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2008، وتجسد الشراكة المجتمعية بين الوزارة والجمعية البحرينية لتنمية المرأة.


في اليوم العالمي للمسنين... دارٌ تحتضن عبق الماضي وأمل التمسك بالحياة

260 منتسباً لـ «دار الرفاع للوالدين» يأملون افتتاح مقرهم الجديد قريباً

الرفاع - زينب التاجر

تحتضن دار الرفاع لرعاية الوالدين 260 منتسبا من الجنسين من كبار السن كمشروع من أحد مشاريع وزارة التنمية الاجتماعية والذي افتتح في العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني لعام 2008، إذ يعتبر هذا المشروع تجسيدا للشراكة المجتمعية الفعلية بين الوزارة والجمعية البحرينية لتنمية المرأة، وفي اليوم العالمي للمسنين والذي يصادف اليوم (الاثنين الأول من أكتوبر/ تشرين الأول لعام 2012) يطلق منتسبو الدار آمالهم بأن يتم افتتاح مقرهم الجديد قريبا بتعاون كل من القطاعين الحكومي والخاص في ذلك.

كان لـ «الوسط» زيارة للدار والتي تختلف كثيرا عما يظنه البعض عن دور رعاية كبار السن، فهي دار للرعاية النهارية وأشبه بناد تخصص أيام فيه للرجال وأخرى للنساء، واللافت أنه في الدار يمكنك أن تشم عبق الماضي وتحس بأمل الحاضر والتمسك بالحياة، وقد تصادف مديرة مدرسة متقاعدة وربة منزل وموظفا حكوميا متقاعدا ومتطوعين شبابا لخدمتهم ورعايتهم، وجميعهم يجمعهم ماض يتفاخرون بذكرياته وأمل في الاستمتاع بحياتهم بفعالية.

الدار تتكون من طابقين، ويتحرك فيه الجميع بحرية ومحبة، وعلى رأسهم مديرة الدار والتي يقع مكتبها المفتوح للجميع في الطابق العلوي نادية الجار، قالت لـ «الوسط»: «الدار تعتبر من ينتسب لها من كبار السن أشبه بالكنز والإرث التاريخي ومن واجب المجتمع الحفاظ عليه، لذا نقوم في الدار ببرامج تحقق هذا الهدف من جهة وتسهم في الاستفادة من خبراتهم من جهة أخرى».

وتابعت أن من أهم البرامج التي تقدمها الدار لمنتسبيها برنامج تحسين الذاكرة والذي تقوم فيه الدار بعمل سلسلة من الاختبارات لذاكرة المسنين وتمارين الذاكرة وكيفية تطبيقها في الحياة وبرنامج استمارة الذاكرة الفردية وبرنامج تراثي للتذكير بالحياة في الماضي، كما تقدم الدار برنامج العلاج بالعمل، إذ تتيح للمسنين المجال لممارسة بعض الأعمال اليدوية والهوايات المهنية المحببة لهم وذلك من أجل اشغال أوقات فراغهم وتشجيعهم على استرجاع مهاراتهم الحركية بصورة طبيعية وحثهم على الاعتماد على النفس فضلا عن تنمية بعض المهارات المهنية والإنتاجية البسيطة لديهم والتي تتناسب مع قدراتهم مثل النجارة والخياطة والأشغال اليدوية والكورشية والزراعة وتدوير المخلفات.

وأضافت أن من برامج الدار أيضا تقديم الرعاية الاجتماعية كتدريب كبار السن على ممارسة المهارات الحياتية وتشجيعهم على تحقيق التكيف والاندماج الاجتماعي ومساعدة الأسر على حل المشكلات الاجتماعية التي تعترضها في التعامل مع كبار السن من خلال تنظيم المحاضرات واللقاءات الفردية والجماعية، إلى جانب تقديم الدار لبرامج ثقافية وترفيهية كتنظيم الرحلات والزيارات الميدانية والمشاركة في المهرجانات والمعارض وتنظيم الحفلات في المناسبات الوطنية والدينية.

أما عن أهداف الدار، فقد ذكرت الجار أنها تهدف إلى تطوير برامج التأهيل المناسبة للمسنين وتحقيق الاستفادة بحسب قدراتهم، وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية لهم بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة وتوثيق علاقة المسن مع المحيط الاجتماعي داخل الدار وخارجها وتقديم خدمات الدعم والإرشاد الفردي والجماعي.

وقالت: «الوالدان والمتقاعدون أفراد أعطوا المجتمع الكثير وتعودوا على ذلك العطاء ومن الصعب عليهم أن يعيشوا الفراغ، لذا نجد في منتسبي الدار الرغبة في العمل وتقديم خبرتهم»، معرجة على الصعوبات التي تواجه الدار والتي على رأسها الصعوبات المالية، والتي تحد أحيانا من تقديم خدمات أكثر للمنتسبين للدار.

وأملت أن تفعل الشراكة المجتمعية بين القطاعين العام والخاص ويتم افتتاح المبنى الجديد للدار ليتسنى قبول من هم على قائمة الانتظار من الوالدين وكبار السن والمتقاعدين.

وعلى مقربة من مكتب المديرة، توجد غرفة تضم مكتبين أحدهما لمشرفة اجتماعية والآخر لممرضة، إذ تحدثت المشرفة فاطمة الصديقي التي تعد عضوا في مجلس إدارة الجمعية البحرينية لتنمية المرأة عن الجمعية والتي تأسست عام 2002 وحملت على كاهلها اعداد المرأة البحرينية لتأخذ دورها في دفع عجلة التنمية، ساعية لتحقيق الريادة والتميز لها والشراكة.

وأشارت إلى أهداف الجمعية والتي منها تبنى قضايا المرأة والأسرة، وتأهيل وتمكين النساء لأدوار فعالة في المجتمع، وتعزيز الشراكة بين الجمعية ومؤسسات المجتمع المدني على المستوى الرسمي والأهلي، وتطوير المشاريع الإنتاجية للمرأة وتوفير مصادر تمويل تلبي احتياجات مشاريع وبرامج الجمعية.

وأضافت أن الجمعية بالتعاون مع دور رعاية الوالدين تقدم عددا من الأنشطة والمشاريع والبرامج لتحقيق أهدافها.

وشاطرت الصديقي مديرة الدار في دعوتها لمؤسسات القطاعين العام والخاص لدعم الدار باعتبارها غير ربحية تعنى بتوفير الخدمات والبرامج الشاملة للوالدين وكبار السن والمتقاعدين من خلال الرعاية النهارية المجانية، باعتبارهم شريحة من المجتمع «غالية وعزيزة» على الجميع، مشيرة إلى أن منتسبي الدار يطمحون أحيانا للحصول على خدمات إضافية كالسفر للعمرة أو دول الخليج إلا أن الدعم المالي يقف حاجزا دون تحقيق ذلك.

وبسؤالنا لها عن شروط القبول في الدار، أِشارت إلى أن المنتسب لابد أن يكون من مقيمي منطقة الرفاع، ألا يقل عمر المنتسب عن 50 سنة، أن يكون خاليا من الأمراض المعدية والاضطرابات العقلية وأن تكون لديه الرغبة في الاستفادة من خدمات وبرامج الدار، مشيرة إلى إجراءات القبول وهي تقديم طلب ملء استمارة وإجراء فحص طبي شامل وبحث اجتماعي للمنتسب، على أن يتم إنهاء انتساب المسن للدار في عدة حالات منها عدم الرغبة بالاستمرار في الدار، الإخلال بأنظمة الدار، والوفاة.

وبينت أن الدار مفتوحة للرعاية النهارية من الثامنة صباحا حتى الواحدة ظهرا، وتخصص ثلاثة أيام للرجال وثلاثة أخرى للنساء، ويتم توفير حافلة لنقل منتسبي الدار من وإلى منازلهم.

وأضافت أنه يعمل في الدار تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية إداريون مدفوعو الأجر، وآخرون متطوعون وهناك عدة لجان ولكل لجنة رئيسة تعنى بعدد من المهمات لتحقيق عدد من الأهداف، وفي ذلك التقت «الوسط» احدى المتطوعات للعمل في الدار والتي بدا عليها الاستمتاع بعملها، إذ قالت حصة عيسى خليفة الذوادي انها متطوعة للعمل في الدار منذ عام 2009، هي وزوجها وأن الهدف من تطوعها هو حبها لتقديم الخير وخدمة هذه الشريحة من المجتمع وشعورها بالفراغ وضرورة استثمار وقتها بما هو نافع لها ولمجتمعها.

وقالت: «أحب عملي التطوعي كثيرا، وقد أضاف لي الكثير فقد دخلت دورات تدريبية كثيرة وتعلمت الكثير من منتسبي الدار، رأيت كيف كانت حياتهم جميلة وبسيطة في الماضي وكيف كان يسودهم الحب والأخوة وحب الخير، كما أحسست بحبهم باستمرار لتقديم الخير والمنفعة للجميع».

جهود الدار والعاملين والمتطوعين فيها لا تقتصر على كل ما سبق، إذ تقدم الدار خدمات طبية ونفسية لمنتسبيها، وتشرف عليها الممرضة المسئولة عن الدار شيخه جاسم الحرم، والتي انتسبت للدار منذ افتتاحها، مشيرة إلى أن من الخدمات التي تقدمها لمنتسبي الدار إجراء الفحوصات الطبية الشاملة والدولية، متابعة الحالات المزمنة وتقديم العلاج المناسب مع الجهات المعنية فضلا عن تقديم البرامج التثقيفية عن صحة المسن.

وأضافت ان الدار تقدم أيضا برنامج للرعاية النفسية تعنى بعلاج المشكلات والاضطرابات النفسية، تقديم علاج سلوكي وفردي من خلال برنامج تعديل السلوك للذين يعانون من مشكلات واضطرابات سلوكية.

وقالت: «يتم فتح ملف طبي لكل منتسب للدار ويملؤ استمارة لإجراء فحص شامل»، مشيرة إلى أن أكثر الأمراض انتشارا بين منتسبي الدار هو السكر والضغط وأمراض القلب.


مديرات متقاعدات وربات منازل وموظفون سابقون

منتسبو «الرفاع للوالدين» لـ «الوسط»: الدار بيتنا الثاني

تتعالى ضحكاتهم ومزحاتهم، وقد لا تسمع ما يقولونه لبعضهم البعض منها، بعضهم يقرأ الصحف ويتناقش في القضايا المحلية والعربية والدولية، وآخرون يلعبون لعبا شعبية، في حين يتبادل البعض الاخر أطراف الحديث ويشربون الشاي ويأكلون بعض الأكلات الشعبية ويتحدثون عن الماضي ويقارنونه بالحاضر، وبسؤالنا لهم عن ماذا تعني لهم الدار، أجابوا بأن «الدار هي بيتنا الثاني والمكان الذي نلتقي فيه بأصدقائنا ونقضي فيه وقت فراغنا»، إذ قال راشد فهد ان الحياة تصبح روتينية بعد التقاعد، ووجود الدار أسهم في كسر هذا الروتين من خلال الالتقاء بأصدقاء الماضي والتعرف على أصدقاء جدد، متمنيا أن يتم فتح المقر الجديد ليتسنى قبول منتسبين جدد.

وأشار إلى أن تواجدهم في الدار ليس لقضاء وقت فحسب وإنما تخصص أوقات لهم للمحاضرات الثقافية والدينية والفحوصات والرحلات، آملين أن يتم دعم الدار لتقدم رحلات للعمرة والاحساء والكويت، أما زكريا الحرم فشاطره الرأي متمنيا سرعة فتح المقر الجديد.

لا تختلف الفترة المخصصة للنساء عن مثيلتها للرجال، ويتشابهان كثيرا في البهجة، ويمكنك أن ترى في الفترتين منتسبين من الموظفين السابقين، تربويات متقاعدات وربات منازل وغيرهم، هذا والتقت «الوسط» مع مديرة مدرسة متقاعدة أمينة إبراهيم، ومشرفة إدارية متقاعدة عائشة رفيع، واللتين تحدثتا عن الدار ومدى سعادتهما بالانتساب لها، مشيرتين إلى أنهن اعتدن على العطاء والعمل وأملن بعد التقاعد بالاستفادة من خبرتهن، إذ لفتن إلى أنهن ساهمن في تكوين اللجان وإعداد الخطط في الدار كتلك التي كن يطبقنها في بعض البرامج في المدارس.

وقالتا: «تغير مفهوم دور رعاية الوالدين في المجتمع والذي لطالما صورته بعض وسائل الإعلام على أنها دور لمن يعانون الإهمال من قبل أبنائهم، وهذا مفهوم خاطئ، فهذه الدور تعد أشبه بالملتقى الثقافي والاجتماعي والترفيهي للمتقاعدين وكبار السن ليقضوا فيه أوقاتا جميلة ومفيدة، تساعدهم على ممارسة فعاليات شغلتهم عنها مشاغل الحياة».

العدد 3677 - الأحد 30 سبتمبر 2012م الموافق 14 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:11 م

      يوم المسن العالمي

      من حق كل كبير بالسن ان يفعل ما يريده بحياته بكل شيء وعلينا احتراام ما يقدموه لنا من أراء او افعال اخرى ونقدرهم
      هذا رأيي

اقرأ ايضاً