الزيف زيف أينما كان وحل، فليس له تعريف آخر وإن تمكيج وتجمل.
قال البعض عنه، ليته لم يأت ولم يكلّف. ليته اعتذر قبل أن يقبل. ليته تولى بعد أن وصله خبر التكليف. كان تقرير لجنته لعنة. كان تقريره محليّاً ومجرد توصيات غير موجبة التطبيق بالقانون وإن تمت الموافقة عليها، ولذلك كان وجعه خفيفاً بدايةً. وها هو يشيد من على منابر عالمية بما أنجزه في بلادنا عبر شهور خمسة طالت أم قصرت لا فرق، فما حدث لم يكن مخفيّاً ليكون كشارلوك هولمز ليكتشفه، ولذلك تعدّت صفحات تقريره من عشراتٍ لتصل إلى المئات، ويقال ما خفي منها كان أعظم ولم يسجل بعد.
وإن كانت أجمل الأيام تلك التي لم تأتِ بعد؛ فكذلك أعظم الأعمال العكسية ضد الإنسانية تلك التي لم يسجلها بسيوني بعد. لكن اليوم بعد جنيف أصبح تقرير بسيوني أشبه بلعنة تطارد من يسعى إلى التطبيق، لأنها ضُمت إلى توصيات جنيف التي وافقت عليها الدولة بموادها السابقة بسابقتها والحالية، حيث أشار الجميع إلى ضرورة تطبيق التوصيات «البسيونية» التي كانت مجرد كلام من رجل قانوني دولي جاء لزيارة البحرين وكتب شيئاً مَّا وذهب، إلى أن صارت مواد قانونية بتوقيع معظم دول العالم، بما فيهم الحلفاء الأساسيون للدولة، والمفترض أن تطبق على أرض الواقع، أي على البشر في الواقع وليس على الورق.
حقّاً؛ إنها لعنة تفوّقت في تأثيراتها على لعنة الفراعنة بعد أن حاول البعض فتح قبر الملك «توت عنخ أمون»!
أما في الفيوم، فقد نشرت الدعوة السلفية إعلاناً واضحاً لجمع المال من الناس البسطاء وهي في قمة الصدق والوفاء لشهداء سورية؛ مستغلةً بشكل فاضح، صورة الشهيد أحمد فرحان الذي وجد يوم (15 مارس/ آذار 2011) وقت العثور عليه مشقوق الدماغ، وذكر حينها أنه ربما أُطلق عليه رصاص «شوزن» أو مقذوف ناري على رأسه بشكل ملاصق وهو ملقى على الأرض فتفجر رأسه، وتعرض للضرب بآلةٍ حادةٍ في هذه النقطة من رأسه نتج عنه ما شاهدناه في الصور.
وقد ذكرت اللجنة الملكية لتقصي الحقائق (لجنة بسيوني) في تقريرها، أنها حصلت على معلوماتٍ تفيد بأن الشهيد أصيب في ساقه اليمنى بطلقة رصاص انشطاري (شوزن)، وأثناء محاولة نهوضه من على الأرض أُطلق عليه النار في رأسه من مسافة قريبة وهو مستلقٍ على الأرض.
ولكن ليست هذه هي القضية، فالشهيد قد رحل إلى جوار ربه، لكن ما يزيد الأمر غرابةً وأكثر من سؤال هنا، أن ملصق إعلان هذه الجماعة الفيومية هو «حملة أمة واحدة لإغاثة إخواننا بسورية»، فما علاقة فرحان البحريني بهذا الأمر؟ ولماذا هذه الصورة البشعة تعرض في ملصق لجمع زكاة المال لفقراء سورية كما يوضح الإعلان؟ وما علاقة ما يحدث هنا بفقراء سورية؟ ثم ألا توجد أية صورة أكثر بشاعة منها مما حدث في سورية اليوم، أيّاً كان المتسبب في فعلها، لتعرض في الإعلان؟ أم أن هذه الجماعة الفيومية لا تفرق بين ما يحدث هناك وما يحدث هنا، أم لا تعلم به أصلاً؟ وأين هنا من يدعون دائماً أن هناك من يستغل اسم البحرين في تشويه سمعتها خارجيّاً في موقفهم من هذا الاستغلال غير الآدمي لشهداء البلاد في قضايا سياسية خارجية لا علاقة لنا بها بتاتاً. هل سيرفعون ضدهم قضية مثلاً أو يشهِّرون بهم على صدر الصفحات الصفراء بدوائر حمراء أو سوداء، ويطالبون بالاعتذار عن سوء الاستخدام والاستغلال لأحداث محلية في قضايا خارجية بعيدة عن الحَراك المحلي السلمي تماماً؟ أم أنه من أجل جمع المال كل شيء مباح كما قالت شهرزاد قبل انبلاج الصباح!
إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"العدد 3675 - الجمعة 28 سبتمبر 2012م الموافق 12 ذي القعدة 1433هـ
انا اعرف مسمار حجا
اعرف ان اللعنات تصيب من يلعن بها لكن توصيات بسيوني نسمع بها. فقط انها ليست لعنه بل مسمار حجا فكل شي علق بها
وكذلك اسأل ....
امن اعطيت الاموال التي نقلت من البحرين الى مجادي سوريا منهم واي
منظمات وأي جماعة لماذا لم يعلن عنها وعن اسمها حتى يطمئن المتبرعون
ويبادروا للتبرع بالمزيد اسألوا حاملي المتبرعات
صوره
لكنها صوره بشعه جدا وأن مرت مر السحاب لكن أثرها باق والذليل هؤلاء الذين أتخدوا الدين جسر الى مأربهم وحقدهم على الدين وأهل البيت .