وفق التقديرات المتاحة بسجلات وزارة الصحة وجمعية السكري البحرينية، فإن عدد الأطفال البحرينيين المصابين بالسكري من النوع الأول يقدر بنحو 1500 طفل، إلا أن تحذيرات كثيرة صدرت من المتخصصين تشير الى توقع ارتفاع في الإصابة بالسكري لدى الأطفال من النوع الثاني بسبب السمنة والعوامل الوراثية والسلوكيات الصحية والغذائية الخاطئة.
وتسجل وزارة الصحة سنوياً اصابات تتراوح بين 60 و80 حالة، وهو ما يقدر بنحو 23 مصابا لكل 100 ألف من السكان سنوياً، غير أن القلق الأكبر يتمحور – بحسب الأطباء - حول إصابة الأطفال والمراهقين بالنوع الثاني المعتمد على حقن الأنسولين في الوقت الذي كان المرض مقتصرا على البالغين فقط.
وأثارت معلومات متبادلة بين العديد من ذوي الأطفال المصابين بالسكري في البحرين المخاوف من استخدام أدوية تؤدي الى تدهور صحة المصاب، وتسبب مضاعفات جانبية وخيمة، فيما أكدت نائب رئيس جمعية السكري البحرينية، رئيسة خدمات الصحة المدرسية بوزارة الصحة مريم الملا هرمس الهاجري أن مثل تلك المعلومات (المغلوطة) لا تستند الى أساس علمي.
ويشير والد أحد المصابين الى أن معلومات ترددت منذ أشهر مضت مفادها أن هناك أدوية تستخدم لعلاج الأطفال المصابين بالسكري لها مضاعفات جانبية حيث تتسبب في تعطيل وظائف البنكرياس بدرجة كبيرة، ما يؤدي الى سوء حالة المريض، لكنه استفسر من بعض الأطباء عن صحة هذه المعلومة وطمأنوه بأنها غير صحيحة على الإطلاق.
وتواجه البحرين مشكلة صحية بسبب انتشار داء السكري من النوع الأول باعتباره الأكثر شيوعاً بين الأطفال والناشئة في البحرين ومنطقة الخليج العربي، فبعد أن كان معدل الإصابات السنوي يقارب 18 حالة في مرحلة التسعينيات، ارتفع الى 80 حالة بين مختلف الأعمار خلال الأعوام الخمسة الماضية، إلا أن اثارة معلومات عن استخدام أدوية تعقد الحالة الصحية للمرضى وخصوصاً الأطفال، وتناقلها عبر الوسائط الإلكترونية، سببت حالة من القلق الكبير بين الأهالي، وهو أمر وصفه الأطباء بأنه مجهول المصدر وبلا دليل مبني على الدراسات المعتمدة.
وأكثر ما أثار مخاوف الأهالي، الذين أشاروا الى أنهم حصلوا على المعلومات بشأن وجود أدوية (ضارة) لعلاج الأطفال المصابين من موضوعات عبر (الواتس أب) وبعض المواقع الإلكترونية، هو أن تلك الأدوية تسهم في انهاك المريض وتسبب له مضاعفات صحية، مطالبين وزارة الصحة بضرورة تحري حقيقة هذا الأمر، فيما أكدت نائب رئيس جمعية السكري البحرينية، رئيس خدمات الصحة المدرسية بوزارة الصحة مريم الملا هرمس الهاجري أن مثل هذه المعلومات الخاطئة ليست جديدة، وهي منتشرة منذ أمد، وزادت قولها: «لا داعي للقلق... في الطب، نسير على المعلومات المبنية على البراهين، وحين تنتشر معلومات كهذه فالأولى أن تكون معززة بأدلة علمية».
واشارت الى أن اختبار الأدوية العلاجية لداء السكري لا يعتمد على المقارنة بينها وبين الأدوية الشعبية أو العشبية، ذلك أن الاختبار العلمي المخبري والدراسات المحكمة هي الأساس، ولابد من القول ان المشكلة بالفعل تتفاقم وفق البيانات الإحصائية على مستوى البحرين والعالم، وبالنسبة للمجتمع البحريني فإن الإصابة تزداد بين الصغار والكبار، إلا أن المقلق بالنسبة للصغار هو ظهور حالات السكري من النوع الثاني التي تنتج عن زيادة الوزن وقلة الحركة والأنماط الغذائية الخاطئة، وهذه الإصابات تختلف عن النوع الأول المعتمد على الأنسولين، وهي اصابة لها علاقة بالقابلية الوراثية والمناعة.
وتؤكد حرص الأطباء واهتمامهم بهذه المشكلة الصحية متساءلةً: «لا توجد أي أدوية من قبيل تلك التي اثارت مخاوف الناس، ولنفترض أن هناك معلومات بالفعل منتشرة... ما هو الإثبات العلمي؟ واود القول ان هناك الكثير من الكلام الذي صدر بالمثل بشأن التطعيمات وقد أوضحنا للناس المعلومات الصحيحة، وقدم برنامج التمنيع بوزارة الصحة من خلال وسائل الإعلام الحقائق مدعمة بدراسات منظمة الصحة العالمية». واختتمت تصريحها بالقول: «هناك متابعة مستمرة مع الاتحاد الدولي للسكري للوقوف على المستجدات، لهذا، من الضروري أن نبتعد عن المعلومات المغلوطة وأن نكون على بينة، وحين يثير البعض قولاً يتعلق بوجود أدوية تسبب السكري أو مضاعفاته فلابد أن يكون هذا القول مبنياً على أساس علمي».
يصاب الإنسان بمرض السكري نتيجة لعدم قدرة غدة البنكرياس على انتاج ما يكفي من الانسولين، أو أن الخلايا تمتنع عن الاستجابة لإنتاج الانسولين، بحيث لا يمكن استيعاب الجلوكوز في خلايا الجسم، وتشمل الأعراض التبول المتكرر، السبات، والعطش المفرط، والجوع، ويتضمن العلاج عدة وسائل منها تغييرات في النظام الغذائي، الأدوية الفموية، وفي بعض الحالات، إلى حقن يومية من الانسولين، وداء السكري هو أحد الأمراض المزمنة التي تسبب مضاعفات صحية بما فيها فشل الكلى، وأمراض القلب والسكتة الدماغية والعمى.
وهناك نوعان للمرض، الأول هو السكري المعتمد على الانسولين ويسمى أحياناً مرض السكري للأحداث، ويبدأ غالباً في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وفي هذا الشكل من مرض السكري، ينتج الجسم الانسولين بكمية ضئيلة أو معدومة، ويسمى (المعتمد على الانسولين)، لأن المرضى يحتاجون الى حقن يومية من الانسولين.
أما النوع الثاني، فيعتبر اخف من النوع الأول من مرض السكري بسبب هجومه البطيء (أحياناً يتطور على مدى عدة سنوات)، ولأنه عادة ما يمكن السيطرة عليه مع النظام الغذائي والأدوية الفموية، لكن عواقب النوع الثاني غير الخاضع للرقابة والعلاج، لا تقل خطورة عن تلك في الفئة الأولى، فهذا الشكل من السكري يدعى سكري غير معتمد على الانسولين، وبالإمكان السيطرة على الحالة مع النظام الغذائي والأدوية الفموية، ولكن حقن الانسولين ضرورية في بعض الأحيان إذا كانت المعالجة بالنظام الغذائي والدواء ليست كافية.
العدد 3675 - الجمعة 28 سبتمبر 2012م الموافق 12 ذي القعدة 1433هـ
عبارة صحية خطأ
غير أن القلق الأكبر يتمحور – بحسب الأطباء - حول إصابة الأطفال والمراهقين بالنوع الثاني المعتمد على حقن الأنسولين في الوقت الذي كان المرض مقتصرا على البالغين فقط.