قال استشاري أمراض القلب بمجمع السلمانية الطبي راشد البناء، ان نواة الإصابة بالامراض القلبية الوعائية ممكن أن تبدأ عند الطفل حتى قبل ولادته، وانه لا ينطبق فقط على العيوب الخلقية بل يمكن ان يمتد إلى امراض تصلب الشرايين التي عادةً ضحاياها من الكبار.
واضاف، ان دول العالم تحتفل بيوم القلب العالمي الذي يصادف التاسع والعشرين من سبتمبر/ أيلول كل عام،
ويعتبر هذا اليوم من الانشطة الرئيسية التي تحرص عليها الفيدرالية العالمية للقلب والتي قد تأسست عام 1946، وتعنى الفيدرالية بمحاربة امراض القلب والجلطات الدماغية وبالأخص عند الدول ذات الاقتصادات البسيطة والمتوسطة.
واضاف، بالرجوع للإحصائيات الصحية الرسمية في البحرين للعام 2010، أدخل تقريبا 500 مريض لوحدة القلب في مجمع السلمانية الطبي باحتشاءت (جلطات)قلبية حادة، وكانت نسبة النساء منها 16 في المئة. كذلك من اصل 200 مريض تطلب علاجهم دخول المستشفى بسبب مضاعفات ضغط الدم على القلب نصفهم من النساء. من ناحيةٍ أخرى فأن ثلث مرضى ضعف عضلة القلب ضحاياه النساء.
واشار، تختار الفيدرالية شعاراً سنوياً ليوم القلب العالمي هادفةً توعية الجمهور وتوجيه اهتمامهم نحو مشكلة قلبية معينة، هذه المشكلة قد تصيب مجموعة خاصة من المجتمع كفئة عمرية او غيرها. وارتأت الفيدرالية الاستمرارية بالاحتفال تحت شعار عالم واحد، منزل واحد، قلب واحد كنايةً عن السعي نحو الحفاظ على قلبٍ سليم عند جميع افراد الاسرة، وهذا الشعار امتداد لشعار العام الماضي 2011 مع الفارق ان الحملة التوعوية لهذا العام منصبة على صحة قلب المرأة والطفل.
ويشير البناء في مجمل حديثه عن يوم القلب العالمي بقوله، من واقع الممارسة العملية المدعومةً بالأبحاث فإن معدلات السمنة لدى النساء أكثر بكثير من الذكور وبالأخص عند دول الخليج العربي، وهذا يعني مضاعفة قابلية الاصابة بداء السكري وارتفاع الضغط وأمراض القلب، ليس هذا فحسب بل ان تأثيرات بعض أمراض القلب الوعائية تكون مضاعفة عند النساء، فعلى سبيل المثال المرأة المصابة بارتفاع ضغط الدم تكون عرضة للجلطات الدماغية اكثر من قرينها الرجل من الفئة العمرية نفسها وخصوصاً اذا صاحب ارتفاع الضغط مضاعفات اخرى كرجفان الاذين.
ويضيف، لابد من تغيير الصورة النمطية لأسلوب حياة المرأة في مجتمعنا البحريني، فالجواب التقليدي حين تسألها هل تمارسين الرياضة فتبادرك بالجواب الروتيني، أنا لا ارتاح في البيت إنني في حركة متواصلة من الفجر حتى الخلود للنوم. جواب كهذا تردده المرأة سواء كانت تعمل أم ربة بيت، فيعتبر هذا من المفاهيم الخاطئة فالحركة المتقطعة في المنزل لا ينطبق عليها مفهوم الرياضة المنشطة للقلب، يجب تخصيص 30 دقيقة للمشي المتواصل خمس مرات أسبوعيا، أضف إلى ذلك ضرورة الالتزام بالغذاء الصحي المتنوع وبحصص معلومة بلا تفريط ولا إفراط، ولابد من الإشارة هنا إلى أهمية محاربة التدخين عند المرأة وبالأخص الشيشة.
واضاف، تقوم الفيدرالية بالتركيز على جهودها في نصف العقد القادم على تحقيق الأهداف الستة التالية:
- ادراج الاهتمام بصحة القلب والأوعية الدموية على سلم أولويات الأجندة الصحية العالمية.
- إحكام رعاية مرضى القلب والسكتات الدماغية.
- تشجيع نمط الغذاء الصحي وممارسة الرياضة.
- تحسين الإدراك والاهتمام العالمي للوقاية من وعلاج ارتفاع ضغط الدم.
- الطموح نحو كوكب خال من التبغ.
- القضاء على حمى الروماتيزم والتقليل من أعبائها الصحية ومضاعفاتها التي عادةً ما تفتك بصمامات القلب.
وقال، بالاضافة لما سبق يولد سنوياً مليون طفل مصاب بالعيوب الخلقية القلبية منها البسيط ومنها في غاية التعقيد والتي تحتاج لرعاية قلبية وجراحة متطورة، والعبء القلبي والنفسي الذي يتعرض له القلب الصغير للطفل عادة ما يكون مضاعفاً. الأول يكون بسبب الألم العاطفي حين يرى شخصاً قريباً منه يتأوه من امرض القلب والثاني حسي حين يصاب الطفل نفسه بالأمراض القلبية خلقية كانت أو مكتسبة.
واشار الى ان الإحصاءات الحديثة كذلك تدل على أن ضحايا التعرض للتدخين المباشر من غير المدخنين (التدخين السلبي) نحو ست مئة ألف شخص, يمثل الأطفال نسبة كبيرة منهم. إضافة إلى ما سبق فان نحو نصف أطفال العالم يتعرضون لاستنشاق متكرر للهواء الملوث بدخان التبغ بصورة أو أخرى.
ولعل التحدي الذي نواجهه حالياً وخصوصاً في دول الخليج العربي هو نمط الحياة الرتيب الذي قمنا بتربية أبنائنا عليه.
وواصل البناء، يبدو هذا جلياً عندما نمد ناظرنا عشوائيا نحو اطفالنا عندما نراهم في المجمعات التجارية او في المطاعم او في وقت ذهابهم او انصرافهم من مدارسهم او روضاتهم سنكتشف ان واحداً على الاقل من كل عشرة منهم مصاب بالسمنة. وهذه علامة مقلقة جداً بالقياس الى معدلات الاصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم لدى سكان الخليج العربي، ما يعني مضاعفة خطر تعرضهم لأمراض القلب عند تقدم أعمارهم بسنين قليلة جداً.
واوضح، الطبيب المتمرس بعلاج مثل هذه الامراض يستغرب من تغير الأعمار التي بدأت فيها هذه الامراض في الظهور فأضحى الأطفال ليسوا بمنأى عنها. من العوامل المساعدة على تفشي هذه الأمراض وشيوعها لدى الصغار السلوكيات الخاطئة كالجلوس لفترات طويلة امام التلفاز او اجهزة الترفيه واستهلاك الاطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والدهون المشبعة والسكريات الاحادية والكمية الهائلة من الاملاح والألوان الصناعية. كل هذا من شأنه ان يؤثر سلباً على صحة اطفالنا ويجعلهم مشاريع للأمراض المختلفة بدلاً من تهيئتهم كأفراد أصحاء بدنياً وذهنياً يتوقد فيهم الحماس والنشاط.
هذه المسئولية هي فرض عينٍ وليست فرض كفاية فكل فردٍ منا كان ممن يمتهن حرفة صحية أو غيرها فهو مطالب بأن يسعى جاهداً لتوعية أطفال مجتمعنا. لا مناص من توعية أبنائنا بمخاطر عدم الحركة والإفراط في تناول الوجبات السريعة. لا بديل عن تخصيص وقت مستقطع نحبب فيه الاطفال للرياضة ونحفزهم عليها. ولابد من تنبيه الاطفال من مخاطر الادمان على اجهزة الترفيه المحمولة ليس لأنها تشجع على الخمول والكسل فحسب بل يمتد تأثيرها السلبي على المستوى الاجتماعي. يتمثل ذلك في اختصار وتآكل فن التحاور والتواصل بيننا وبين أطفالنا فينغلق كلانا على نفسه تحاور أنامله هذه الأجهزة المحمولة من العاب ترفيهية او هواتف ذكية وغيرها.
واشار الى ان صحة قلب المرأة من المواضيع الساخنة التي استقطبت اهتمام المتخصصين في طب القلب، لا تكاد تحضر ندوة طبية متخصصة في طب القلب إلا وتكرس حلقات نقاشية مكثفة تطرح الاراء والأوراق البحثية وآخر التوصيات المتعلقة بأمراض القلب لدى النساء، وان آخر هذه المؤتمرات كان للرابطة القلبية الأوروبية التي عقدت بميونخ (المانيا) في نهاية أغسطس/ آب الماضي، اذ استحوذ قلب المرأة على 48 جلسة علمية نوقش في هذه الجلسات قلب المرأة باستفاضة على مختلف الاصعدة بدءا من الوقاية والتشخيص حتى التدخلات والجراحات المعقدة.
واضاف، من الإحصاءات المثيرة للرعب أن وفاة ثمانية ملايين وست مئة ألف امرأة سنوياً يكون سببه الأمراض القلبية الوعائية، بل يخطف الموت سنويا امرأة واحدة من بين ثلاث من مثيلاتها بسبب أمراض القلب، ما يعني وفاة واحدة كل دقيقة، وعلى رغم فظاعة هذه الارقام فإن ما يدعو للتفاؤل ويلهب الحماس في محاربة هذه الامراض ان الوقاية من امراض القلب ممكنة اذا توافرت الجهود.
واوضح، لقد تبنت الفيدرالية شعارا (GO RED FOR WOMEN) الذي قد استحدثته جمعية القلب الأميركية، ومعناه لنتشح بالأحمر من اجل المرأة، وتمثل رمزية اللون الأحمر خطورة مرض القلب لدى المرأة ومحاولة توعيتها بكيفية وقايتها منه، هذه الحملة لا تطال المرأة فقط لكن تمتد للطواقم الطبية وصناع القرار من اجل وضع اجندة صحة المرأة على سلم أولوياتها.
العدد 3675 - الجمعة 28 سبتمبر 2012م الموافق 12 ذي القعدة 1433هـ
مايجدث من إنتهاكات للإنسان في البلد سبب رئيسي
لأمراض القلب و الضغط و السكر ، يعني قتل بالبطئ