افتتح وزير العمل، رئيس المجلس الأعلى للتدريب المهني جميل حميدان، صباح اليوم الاثنين (24 سبتمبر / أيلول 2012) فعاليات المؤتمر والمعرض الإقليمي الخامس، الذي يعقد خلال الفترة من 24 -26 سبتمبر2012م بمركز الخليج للمؤتمرات في فندق الخليج.
وينعقد هذا المؤتمر والمعرض في إطار الجهود والحرص المشترك على مواجهة الكثير من التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي في مجال العمل، وأهمها عملية إحلال المواطنين الخليجيين في الوظائف ودمجهم في أسواق العمل، وتنظم مجموعة أورجين المؤتمر بالتعاون مع وزارة العمل وتمكين ومنظمة العمل الدولية ومنظمة العمل العربية والاتحاد الدولي لمنظمات التدريب، بمشاركة نحو 300 متخصص ومشارك من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الأخرى، فضلاً عن 30 متحدثاً متخصصاً في مجالات التعليم والتدريب والتنمية البشرية، بالإضافة إلى 35 عارضاً في المعرض المصاحب للمؤتمر.
وفي كلمة ألقاها، راعي المؤتمر في مستهل افتتاح فعاليات المؤتمر، رحب حميدان بالمشاركين، منوهاً بأهمية المؤتمر في رفد الخطط التنموية الموجهة للموارد الوطنية على مستوى دول مجلس التعاون، معتبراً بأن حصيلة هذه الفعالية ستثري مجمل الأفكار والمقترحات البناءة الهادفة إلى تطوير سياسات وبرامج إدماج الشباب الخليجي في أسواق العمل بدول المنطقة.
وقال حميدان إن موضوع توطين الوظائف في دول مجلس التعاون الخليجي يواجه الكثير من التحديات، لافتاً إلى أن هناك مجموعة كبيرة من القرارات والبرامج على مستوى كل دولة تؤكد على أهمية إعطاء المواطن الأولوية في فرص العمل المتاحة وزيادة قدراته ومهاراته التنافسية بحيث يكون قادراً على الإحلال مكان العامل الوافد في مختلف الوظائف والتخصصات في سوق العمل، لافتاً النظر إلى دعم هذا التوجه وتخصيص الموارد المالية للتصدي لتحديات توطين الوظائف، مشيداً بما تحقق من انجازات على صعيد تأمين فرص العمل اللائق للشباب.
وأكد أن وزارة العمل تمكنت من ضبط معدلات البطالة ووفرت حماية اجتماعية للباحثين عن عمل عبر نظام التأمين ضد التعطل، إضافة إلى توسيع نطاق الدعم المادي والفني لمؤسسات القطاع الخاص لتكون قادرة على استيعاب المواطنين الشباب بصورة أكثر فعالية وإنتاجية.
وأشار إلى أن الأزمة العالمية الاقتصادية التي يعيشها العالم منذ سنوات بينت أن التعافي الاقتصادي ونمو فرص العمل لابد وأن يسير في خطوط متوازية، إذ لا بد من توفر نمو اقتصادي قوي ومستدام لتوليد الوظائف من العمل بصورة صحيحة، مضيفاً بأن هذه المعضلة تؤثر بصورة خاصة على فئة الشباب، التي تعتبر أحد أكثر الفئات تضرراً من بطء تعافي الاقتصاد العالمي وشح الوظائف، والمهم هو تنمية قدرتنا على الوقاية من أية تداعيات مستقبلية سلبية سلبية على أسواق عملنا وضمان سرعة تعافي سوق العمل من أية ظروف خارجية أو أزمات طارئة وضمان استقرار قائم بيئة اقتصادية وتنموية متينة.
وذكر حميدان أن عملية توطين الوظائف تعد بمثابة تحدٍ متجدد باستمرار، ما يتطلب الاستمرار في تطوير مناهج وأساليب العملية التعليمية في مختلف مراحلها، لتواكب احتياجات سوق العمل، وانتهاء بالارتقاء المستمر لكفاءات وقدرات العمالة الوطنية في مختلف مواقع العمل عبر برامج التدريب المستمرة ومنظومة الحوافز المادية والمعنوية التي تفتح آفاق الإبداع والابتكار في العمل.
وقال حميدان أن التعليم الجامعي في دولنا قد شهد طفرة غير مسبوقة خلال العقد الماضي، وأثر ذلك بصورة ملحوظة في تركيبة الداخلين الجدد إلى سوق العمل فهم أكثر تأهيلاً في مختلف التخصصات، في مقابل ذلك نواجه وضعاً يتسم بسيادة العمالة الوافدة الرخيصة التكلفة ومتدنية المهارات الأمر الذي يؤثر سلبياً على إنتاجية الاقتصاد ويقف عائقاً أمام توفر فرص ذات قيمة مضافة للخريجين الجامعيين، منوهاً "لقد بادرنا بتنفيذ برنامج طموح لتوظيف الجامعيين خلال السنتين الماضيتين ولا نزال نطلق المبادرة تلو الأخرى لدمج الكوادر المؤهلة في سوق العمل.
وأختتم وزير العمل حديثه بالتأكيد على أن توطين الوظائف يتطلب تعاون الجميع بما فيها الحكومات، وأصحاب العمل، والعمال، ومؤسسات المجتمع المدني، مؤكداً بأن كل قصة توطين ناجحة تحققها أي مؤسسة ستكون بالضرورة قصة ناجحة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي وبالدرجة الأولى الإنساني.
من جانبه أشاد أحمد يوسف البناء الرئيس التنفيذي لمجموعة أوريجين الشركة المنظمة للمؤتمر بالتعاون مع وزارة العمل وتمكين برعاية وزير العمل رئيس المجلس الأعلى للتدريب المهني، للمؤتمر والجهود التي بذلتها الوزارة في سبيل دعم وإنجاح المؤتمر، مشيراً إلى أن هذا الملتقى الخليجي سيركز على التأهيل والتدريب الأمثل للموارد البشرية الوطنية، وان المؤتمر يشتمل على خمس فعاليات فرعية، وورش عمل، والمعرض المصاحب، ومنتدى حواري، بالإضافة إلى منتدى المختصين بالموارد البشرية وأصحاب الأعمال لبحث تطوير رواد الأعمال، فضلاً عن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وطرق التدريب والتأهيل الحديثة وكذلك توطين الوظائف.
وقال رئيس جمعية البحرين للتدريب والتنمية البشرية محمد محمود إن توحيد الجهود الرسمية والأهلية في دعم وتنمية الموارد البشرية الوطنية من أهم عوامل النجاح في عملية توطين الوظائف، مؤكداً على أهمية الاستفادة من تجارب الدول في مجالات التنمية البشرية المتعددة.
بعد ذلك قام وزير العمل، رئيس المجلس الأعلى للتدريب المهني، راعي الحفل، بتكريم الجهات الداعمة للمؤتمر، كما قدمت اللجنة المنظمة درعاً تذكارية له، تثميناً لدوره ورعايته لهذا الملتقى الخليجي، ثم قام راعي الحفل بافتتاح المعرض المصاحب وتفقد أجنحته، وذلك بحضور الرئيس الفخري لجمعية البحرين للتدريب إبراهيم الدوسري، والوكيل المساعد لشئون التدريب رضا أحمد حبيل، والوكيل المساعد لشئون العمل محمد علي الأنصاري، بالإضافة إلى عدد من المسئولين والمعنيين بقطاع تنمية الموارد البشرية، ورؤساء الشركات وأعضاء المجلس الأعلى للتدريب المهني ورؤساء وأعضاء المجالس النوعية للتدريب المهني.