العدد 3670 - الأحد 23 سبتمبر 2012م الموافق 07 ذي القعدة 1433هـ

عودة «الدويحة» الحمراء

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

لطالما لعب الإعلام المحلي دوراً في التحريض والتأجيج الطائفي منذ مارس/آذار العام الماضي، ولعل أبرز ما يُذكر في هذا السياق هو الدوائر الحمراء (الدويحات) التي رُسِمَت على صور بعض النشطاء، وظهرت مقرونةً بأسماء أصحابها في بعض وسائل الإعلام وفي الحملات التي شنت عليهم باعتبارهم «خونة» و«مأجورين» و«أصحاب أجندات خارجية» ينفذون ما يطلب منهم «ضمن مخططات دول خارجية تسعى لقلب النظام»!

إعلامٌ لم يكلف نفسه يوماً بالتروّي أو عرض وجهة نظره من غير إثارة الزوابع الإعلامية التي تشبه ما تقوم به الصحف الصفراء التي ترفضها أخلاقيات العمل الإعلامي ومواثيقه، لدرجة أن اللمسة المهنية زالت في كثير من المواد المنشورة؛ بعد أن أدخل كتّاب ومحررو الأخبار آراءهم وانطباعاتهم أثناء كتابتها، وهو ما يجب أن يتوافر في المقالات وأعمدة الرأي فقط، حتى تكاد لا تخلو الصفحة الواحدة من صفحات الشئون المحلية من لفظ «مأجورين» و«خونة»... وكل ما يعادلهما من معانٍ ونعوت!

وبرغم التوصيات التي أقرتها «اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق» أو ما عُرف بعد ذلك بـ «لجنة بسيوني»، بشأن تعديل خطاب الإعلام الطائفي والموجّه، ما زالت الكثير من وسائل الإعلام تنتهج ذات المنهج من غير رادع لها، فكان آخرها ما نشر يوم أمس بشكل «سبق صحفي»، إذ نشرت صور الوفد الأهلي المشارك في جنيف، وبأسفلها أسماؤهم، وعليهم نفس «الدويحة» الحمراء التي عرفها الجميع، وعرف مدلولاتها وأهدافها، خصوصاً بعد الحملة «التويترية» التي أطلقها مجموعة ناشطين على تويتر تحت عنوان «دوحوها» دعوا فيها المغردين من المتعاطفين مع القضية البحرينية لرسم دوائر على وجوههم، رغبةً منهم في إخبار الجميع بدور الإعلام في التحريض ضد النشطاء في فترة السلامة الوطنية.

ولم تكتفِ تلك الجهات الإعلامية بنشر الأسماء، بل ساقت لهم تهمة تشويه صورة البحرين، إضافةً إلى استشهادها بمطالبة بعض الشوريين بسحب جنسية من يقوم بتشويه صورة بلاده ووصفتهم بالخونة، في عودة لتبني ذات السياسية التحريضية البغيضة.

المضحك المبكي هو أن أحدهم ظهر في إحدى الصحف باعتباره خائناً يحاول تشويه صورة البحرين، في حين نشرت صحيفة أخرى خبر ترقيته في مجاله التطوعي ليكون مستشاراً إقليمياً للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في اختصاصه لدى منظمة عالمية عريقة، ليكون واحداً ضمن سبعة أشخاص فقط على مستوى العالم، وهو الأمر الذي يجعلنا نتساءل: هل من يحرز هذه النجاحات، ويمثل البحرين دولياً في مجال ما، يمكن أن يسعى يوماً لتشويه سمعة البحرين، وهو الذي رفع اسمها في المحافل الدولية؟ إن ما وصل إليه الإعلام المحلي اليوم في البحرين يدعو للتساؤل الجاد: ما الذي تنتظره الدولة لكي تقوم بوقف التحريض الإعلامي ومحاسبة جميع من يسعى لتمزيق النسيج الاجتماعي، وتشويه صورة المواطنين أياً كان منصبهم؟ وهل يستثنى هذا التحريض والتشويه من «جرائم التشهير» التي تحدّثت عنها وزارة الداخلية عندما لوَّحت بمحاسبة من يرتكبها في مواقع التواصل الاجتماعي؟

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3670 - الأحد 23 سبتمبر 2012م الموافق 07 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 7:27 ص

      كل ما يفعل له ضؤ أخضر من فوق

      الجوقة التى عادت تعمل الدويحات او الدوائر عندها ضؤ أخضر من فوق .. اذن المتهم هو اللي جالس فوق .. ندعو الله ان يسفر لنا عن الصبح نراه تغرد به واشنطن وتل أبيب ونحن ننتظره بفارغ الصبر .
      وسنرى لمن توضع الدويحات . ومن يبول لا اراديا .

    • زائر 17 | 5:41 ص

      هل الأعتداء والتعدي فيه من الأمن شيء؟

      من الأحداث التي جرت في البلاد، ومنها البحرين لا تكاد أن تكون لتحفظ الولد أو فيها تلد لكنها لتعرية من لم يحفظ للمصون كرامته. فليس غريب ولا عجيب أنه لم يسلم منها أحد.
      فبديهي أن السلامة ليس جسدية وإنما معنوية ونفسية أيضا. فالمعنوية منها قد طالت خطوط الطول والعرض، إذ جعلت من سمعة الناس مرتع. فمن اصابه سهم من الدوائر الحمراء، أو كلمة طالت سمعته أو إسرته أو حتى جارته ما هي الا فتن، وهي بائنة وقاطعة كشمس النهار أنها أشد من القتل.
      هل يستوي الذي قتل والذي فَتَنَ وفَتّنْ؟

    • زائر 16 | 5:30 ص

      المواطن

      العجب العجاب في الموالين أنهم لا يكلفون انفسهم في البحث عن حقيقة واحدة لمعرفتها ويفتون بما تقوله السلطة والغريب أن جميع الكتاب الموالين يكذبون ويعرفون أنهم يكذبون ويصدقون كذبتهم يصنفون الثوار والمطالبين بالحقوق بنعوت سيحاسبون في يوم ما عليها ، ليكون معلوماً من يكتب حرفاً سيحاسب عليه إن كا ن خيراً سيرفعة وإن كان شراً سيحط من قدرة قفوا مع انفسكم وحاسبوها ولو اشوى

    • زائر 15 | 5:17 ص

      متهم ب ا ل ط ا ئ ف ي ة

      الدويحات الحمراء لو تجد يد آثمة ترسمها بكل حقد وبغض ما كان لها أثر..
      ولعمري عشت سنة كاملة مع شماتة واستهزاء من اغلب الطائفة الاخرى بشكل لم ارى لهم مثيل..
      بكل حقد يرسم الدويحة ويذهب للعمل او الدراسة في اليوم التالي تعلوه ابتسامة خبيثة وهو يسمع الزملاء في يتسائلون عن عدم مجيئ احدهم للدوام..
      بعد سنة كاملة لعنت كل لقمة جمعتني معهم..
      واسأل الله تعالى ان لا يجمعني معهم في الدنيا والأخرة..

    • زائر 13 | 4:46 ص

      مقال رائع

      جميل استاذة سوسن مقالك اليوم وكعادتك في الفترة الاخيرة موفق جدا تعرفين كيف تلامسين الجراح وتتحدثين عنها فتثور لدينا الاهات ولكنها تنطفئ قليلا لان هناك من يتحدث بصوتنا انت والاستاذ قاسم والاستاذ هاني وعلى رأسكم طبعا الدكتور منصور . دمتم ذخرا لنا وللوطن. لكني تمنيت ان تذكرين اسم الطبيب بالاسم لانه يستحق ان نشير الى اسمه لانجازاته العظيمة وخصوصا ان الوسط هي التي نشرت خبر ترقيته . أكرر شكرا لكم

    • زائر 12 | 4:43 ص

      الي زائر رقم

      الحسبة غلط

    • زائر 10 | 4:38 ص

      اه من ضلم بلادي

      كيف لنا ان نتحمل كل هذا الضلم. الا يوجد قانون يوقفهم؟ اليس فائدة القوانين ان تنضم حياة المجتمع؟ السنا مواطنين مثلهم؟ كيف يستسهلون شتيمتنا والتشهير بنا بدون اي رادع؟ هل هذه البلد ملكا لهم وحدهم ونحن لاجئون بها؟ الي متي سوف تغض الحكومه والمعنيين على افعالهم؟ هل هم مشتركون معهم؟ اسئله حائره. هل هذه الافعال تندرج تحت التفرقه الطائفيه او التفرقه العنصريه؟ ماذا يراد لنا؟ هل هو التطهير العرقي مثل ماحدث في البوسنه؟ السنا بشر مثلهم؟ هل يستطيع احد ان يجاوبني ام الخوف تملك كل الكتاب والمثقفين؟

    • زائر 9 | 4:22 ص

      اسمعوا السالفة

      في احد برامج الراصد في تلفزيون البحرين كانت هناك كاتبة فأجاها المذيع بصورتها في احدي المظاهرات وعلي وجهها دويحة فارتكبت وقالت انها لا تعلم سبب هذه المسيرة تصوروا كاتبة ومثقفة ولا تعلم الهدف ولم يحاسبها احد والسبب معروف والغريب انها تكتب وتنتقد المعارضة والمسيرات نسينا ما كلينا

    • زائر 8 | 3:55 ص

      سياسة ونهج دولة

      هذا النهج المتواصل من الاستهداف والذى جرمه ( بسيونى ) هو فى الحقيقة سياسة ونهج الدولة . فليس معقولا ولا مقبولا ان تتهم طائفة كبرى تمثل اكثر من 64% بالخيانه والعماله وتنتهك حقوقها فى ظل دولة المؤسسات والقانون . الا اذا كانت سياسة الدولة هى كذلك

    • زائر 7 | 2:37 ص

      عجيب

      ليش مستغربين من الجريدة الفلانية كتبت ماجورين او خونه او غيرها من الكلمات فالقانون على ناس دون ناس فهناك صحف تقدم الى المحاكمة والمسائلة القانونية والبعض الاخر يغض الطرف عنه هذا هو قانون ديرة ...

    • زائر 5 | 1:55 ص

      مثل هؤلاء ليسوا اعلاميين

      هؤلاء موظفين يطبلون ويزمرون له وكأنه نبي لا يخطء .ودي اسمع يوم ان وكالة انباء عالمية او تلفزيونية مستضيفة مثل هؤلاء الابواق الاعلامية . ليش لانهم ليسوا بأعلاميين وانما حدهم تلفزيون العا ئلة. والله يعينهم على ما هم فيه مساكين

    • زائر 3 | 1:18 ص

      هذا ما يثبت اول الالتزامات بتوصيات جنيف

      جاء بسيوني وجاءت جنيف وسيأتي من بعدهم من يأتي ولن يتغير حال السلطة ومن يسيرون في فلكها من طريقة تعاملهم مع هذا الشعب بغية اركاعه وثنيه عن مطالبه وفي المقابل وصل الشعب الى قناعة انه لا يمكنه التنازل مهما كلف الثمن وهذه الآلة القمعية والتنكيلية شغالة في وطنه. لذلك سوف يطول بك المقام يا بحرين حكومة تريد اركاع شعبها وثنيه عن المطالبة بحقوقه حتى لو ادى الى اختراق كل القوانين والاعراف وفي المقابل شعب سئم الظلم والجور والتعدي عليه لاتفه الاسباب فلم يعد لديه خيار الا رفض هذا الوضع مهما كلف الامر

    • زائر 2 | 1:07 ص

      مابُني على باطل فهو باطل

      جماعات الكراهية والمغانم عليهم أن يتقينوا بإنهم لن يفلحوا فيما يسعون إلية, لأنه مخالف لقيم وأخلاق ومبادي جميع الدينات السماوية والإنسانية.
      وعلى الرغم من توصيات بسيوني وتقرير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قبل إسبوع ومعرفة العالم عن كذبهم وكذب إعلامهم مع كل ذلك, فأنهم مازالوا في إسلوبهم وأعمالهم, لأنهم يعرفون إصلاح الأوضاع سوف ينهئ وجودهم, لأن المجتمع الصالح يرفض وجود مثل هؤلاء بينهم.

    • زائر 1 | 10:37 م

      شكر

      الدويحة الحمراء اكرها من كنت في المدرسة مشكورة يا بنتي

اقرأ ايضاً