أصبحنا نندهش لما نراه من حولنا، لكثرة التضادات في معنى مفهوم الحرية وأمور التشكيك.
وأوضح بالقول انه حينما يصعب على الإنسان إبداء كل ما يريده من الأفكار تنزلق المواضيع، وتضيع خيوط أفكارنا بسبب الاستمرار في مشاهدة أخبار العنف والقتل والدماء على الأرض العربية، والمفاجآت اليومية التي نسمع بها، في حين أنها قد تكون مطبوخة في مطابخ الغرب والولايات المتحدة الأميركية، لأسباب قد نجهلها، وكيف يدبرون ويديرون دفتها، وينتظرون الوقت المناسب لإظهارها.
وأحد الأمثلة نشر الفيلم المسيء عن الرسول الكريم محمد (ص)، وبعد يومين نشرت صور مسيئة أيضاً في مجلة فرنسية، وبعدها مباشرة قامت الدنيا، وأقفلت السفارات الفرنسية في كل العالم خوفاً، ومن أجل حمايتها من التدمير وغضب المتظاهرين... والسؤال: لماذا في مثل هذا التوقيت بالذات؟
ترى! ما الذي تريد هذه الدول تمريره وإشغال شعوبنا به؟ لقد أصبح الغرب يعرف الوتر الحسّاس عندنا، وكيفية تحريك تلك الخيوط. وقد نتعرف بعد فترةٍ على أسباب إشعال هذه الحرب ضد الإسلام، ونرى من يقف وراء كل ذلك الإشعال. وقد تكون إحدى المؤامرات لتغطية حدث ما، أو إبعاد النظر عن شيء تريد فعله وتنفيذه. والغريب في الأمر أن تمنع المظاهرات للاعتراض على نشر الصور المسيئة في فرنسا، بلد حرية التعبير! ويستحيل ذلك المنع لو كان الأمر يخص الهولوكوست واليهود.
والأكثر غرابةً أن تقوم تونس، وهي الأولى في ثورات الربيع العربي، بمنع المظاهرات أيضاً، وحينما يصر الشعب العظيم على التظاهر يستعمل الرصاص الحي ويقتل خمسة من المتظاهرين! هكذا يتم اختلاس الثورة وتحويل مسارها.
واليوم نقرأ عن تجاوزات في مصر، في الإعلام، وتهميش الكتّاب وتعيين رؤساء التحرير حسبما يريد وزير الإعلام، في محاولة لإيقاف الشباب من التعبير عن أفكارهم وآمالهم بمنع الكتابة (بالجرافيتي) في الساحات وميادين الثورة!
إن كل هذه دلائل مخيفة تدق جرس الإنذار للثوار، للانتباه والالتزام بمراقبة ما يدور أمامهم، وعدم السماح أو التنازل عن المطالب الأساسية التي قامت من أجلها الثورات العربية الشبابية العظيمة. والحذر الشديد من المؤامرات الموجهة لشراء طاقم الحكومات الجديدة، وعدم السماح للاستغلال الخارجي في الثوب الجديد.
كما نرى هنا مدى الهوة السحيقة بين الغرب المستهتر بالحرية المطلقة ودون وازع، ومهاجمة الآخر حتى في العقيدة، ومنع شعوبنا من الاحتجاج، وربط الألسنة وتحويلهم إلى سجناء حرية الرأي والتعبير!
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 3670 - الأحد 23 سبتمبر 2012م الموافق 07 ذي القعدة 1433هـ
من السخط والهوان بنا
ليس منهم وحدهم بل أصل هذا من أنظمتنا الفاسدة الخاوية من الفكر والعقيدة الحقة ومن الزيف والخدع والدجل والكذب والأفك الذي تتعاطه مع شعوبها كل يوم . فنجد الفساد مستشري في السياسية وفي كل القنوات حتى غدى ظاهرة يعيرنا بها الغرب القاصي والداني .. مع العلم عرفوا النور والمعرفة الا من عباقرة العلم عندنا ولكن هم ترجموها فأضحت علوم العصر عندهم ونحن نترجم كل كتب الجنس والمجون. وشوفوا أقل دولة أوربية تترجم كتب علمية سنويا أضعاف كل العرب. ونحن ننفق مليارات للتسلح ضد شعوبها .