نأت الحكومة الباكستانية بنفسها، اليوم الاحد (23 سبتمبر / أيلول 2012) عن مبادرة وزير عرض مكافأة على من يقتل مخرج الفيلم المسيء للاسلام الذي انتج في الولايات المتحدة والذي لا يزال يثير الاحتجاجات في العديد من دول العالم.
ورفض المتحدث باسم رئيس الوزراء رجا برويز اشرف في تصريح لفرانس برس المكافأة وقيمتها 100 الف دولار التي عرضها وزير السكك الحديد غلام احمد بيلور على من يقتل مخرج الفيلم. ودعا مقاتلي طالبان والقاعدة الى المشاركة في هذا "العمل النبيل".
وقال اشرف ان ذلك "ليس من سياسة الحكومة، نحن ننأى بنفسنا بالكامل عن هذا الامر".
وخرجت تظاهرات جديدة الاحد في انحاء باكستان لادانة الفيلم بعد ان ادت تظاهرات عنيفة عمت البلاد الجمعة الى مقتل 21 شخصا عندما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي للتصدي للمتظاهرين الذين هاجموا المتاجر ودور السينما وحاولوا الوصول الى السفارات الغربية.
وقتل اكثر من 50 شخصا في احتجاجات وهجمات عمت العالم بسبب الفيلم الذي يسخر من الاسلام والنبي محمد منذ 11 ايلول/سبتمبر. وقتل اربعة مسؤولين اميركيين في هجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي من بينهم السفير الاميركي.
كما ادى نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد في مجلة "شارلي ايبدو" الفرنسية الاربعاء الى اثارة غضب المسلمين.
واجتاحت تظاهرات جديدة الاحد هونغ كونغ وتركيا واليونان والسعودية وايران وبنغلاديش.
واشتبك نحو ثلاثة الاف متظاهر في هونغ كونغ مع الشرطة لفترة وجيزة اثناء محاولتهم تسليم رسالة الى القنصلية الاميركية.
وقال احد المحتجين ويدعى سعيد الدين "حرية التعبير يجب ان لا تستخدم ضد اي دين" واصفا الرسوم الكرتونية بانها "بغيضة، ولا تحترم الاديان وتزدريها".
وفي اسطنبول تظاهر نحو 500 شخص واحرقوا الاعلام الاميركية والاسرائيلية احتجاجا على الفيلم الاميركي والرسوم الكرتونية المسيئة للنبي محمد والاسلام. وتجمع المحتجون في ساحة تقسيم وسط اسطنبول وهتفوا "الله اكبر" واحرقوا اعلاما غربية تعبيرا عن غضبهم على الرسوم المسيئة للنبي.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "الموت لاميركا" و"الموت لفرنسا" وهتفوا بشعارات معادية للغرب ودعوا العالم الاسلامي الى الرد على الرسوم المسيئة للنبي.
وفي اليونان اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو الف متظاهر وسط اثينا بعد ان حاول بعضهم اختراق منطقة اغلقتها الشرطة والتوجه الى السفارة الاميركية.
ومعظم هؤلاء المتظاهرين مهاجرون من باكستان وافغانستان وبنغلادش.
وفي السعودية سارت تظاهرة في احدى بلدات محافظة القطيف شرقا مساء السبت استنكارا للفيلم المسيء للاسلام بمشاركة رجال دين ونساء واطفال، بحسب ما ذكرت مصادر حقوقية وشهود عيان الاحد.
وهتف مئات شاركوا في مسيرة اخترقت الشارع الرئيسي في بلدة العوامية التي يطغى عليها طابع التشدد الديني "لبيك يا رسول الله" وحملوا لافتات كتب عليها الشعار ذاته، وفقا للمصادر.
وفي طهران تظاهر نحو 400 شخص امام السفارة الفرنسية احتجاجا على الرسوم المسيئة للنبي محمد والتي نشرتها مجلة فرنسية.
وهتف المتظاهرون "الموت لاميركا" و"الموت لاسرائيل" و"الموت لبريطانيا" و"الموت لفرنسا"، الا ان شرطة مكافحة الشغب ابعدتهم عن السفارة، بحسب ما افاد شهود عيان لوكالة فرانس برس.
وفي بنغلادش اغلقت معظم المدارس والمتاجر والمكاتب ابوابها بعد ان فرضت احزاب المعارضة اضرابا في جميع انحاء البلاد احتجاجا على الفيلم المسيء للاسلام.
وانتشر الاف من رجال الشرطة في مدينة دكا، وخلت شوارع البلاد الاحد الذي يعتبر يوم عمل في البلاد التي يسكنها 153 مليون نسمة معظمهم من المسلمين.
وفي القدس الشرقية حاولت فلسطينية صباح الاحد طعن شرطي اسرائيلي بسكين احتجاجا على الفيلم الاميركي المسيء للاسلام ولكنه نجح في السيطرة عليها بحسب ما اعلن متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية.
وقتل جندي اسرائيلي في اشتباك وقع الجمعة قتل فيه ايضا مهاجموه الثلاثة الذين كانوا مسلحين تسليحا ثقيلا وتمكنوا من التسلل الى اسرائيل من سيناء.
واعلنت مجموعة "انصار بيت المقدس" مسؤوليتها عن الهجوم في بيان وفقا لمركز "سايت" الاميركي المتخصص بمراقبة المواقع الالكترونية الاسلامية مشيرة الى انها قامت ب"عملية انتقامية ضد الذين تجرأوا على النبي" في اشارة الى فيلم "براءة المسلمين" الذي انتج في الولايات المتحدة مؤكدة وجود مشاركة ل"اليهود" في هذا الفيلم.
وفي المانيا ذكرت مجلة "در شبيغل" الاسبوعية الاحد ان مجموعة يمينية متطرفة تعتزم عرض فيلم "براءة المسلمين" في برلين في تشرين الثاني/نوفمبر.
وصرح زعيم الجماعة مانفريد روهز للمجلة انه تلقى موافقتين شفهيتين من مخازن لعرض الفيلم بعد ان رفضت العديد من دور السينما عرضه.
من ناحيته بدا وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفليي الاحد متحفظا في مقابلة حول نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد في مجلة ساخرة فرنسية مؤكدا ان الحرية تعني ايضا المسؤولية.
وقال فيسترفيلي لصحيفة "فيلت ام تسونتاغ"، "احيانا المسألة لا تقتصر على ما اذا كان يحق لنا القيام بعمل ما بل ما اذا كان علينا القيام به".
واضاف "تعلمت من تجربتي في الحياة ان الحرية تعني دائما المسؤولية".
ويعتقد ان مخرج الفيلم هو القبطي نقولا باسيلي نقولا (55 سنة) المقيم في سيريتوس قرب لوس انجليس، وهو مختبىء بسبب تهديدات بالقتل.
وقالت وسائل الاعلام الاميركية ان نقولا كتب الفيلم وانتجه تحت اسم مستعار هو سام باسيلي. وحققت الشرطة معه قبل ان يختبىء هو وعائلته.