تعهد الرئيس المصري محمد مرسي بتلبية مطالب الشعب المصري بالقضاء على الفساد من كل المؤسسات الحكومية. وقال مرسي في اول مقابلة مع التلفزيون الرسمي المصري منذ انتخابه في يونيو حزيران ان كثيرا من التغييرات التي اجراها في الجيش واجهزة الرقابة الحكومية وجهاز المخابرات استهدف استئصال شأفة الفساد.
واضاف مرسي "مازلت أكرر لن ندع أبدا مفسدا يستمر في فساده ليعلم الجميع أن بإرادة هذا الشعب الذي حملني هذه المسئولية لن أدع فاسدا في مكانه أبدا." وقال "أنا لا أريد إجراءات استثنائية تنسب إلى هذه المرحلة في التاريخ الآن لابد من إعلاء قيمة القانون واحترام أحكام القضاء لدينا نيابة ولدينا قانون لدينا أجهزة رقابية ولدينا منظومة عمل يمكن أن تؤدي من خلالها إلى تحجيم وتقليل هذا الفساد.. الفساد هذا كان فلسفة وثقافة نظام ". وحل الجيش في يونيو حزيران البرلمان الذي كان أغلب اعضائه من الاسلاميين قبل فترة وجيزة من اصدار مرسوم نظر اليه على انه محاولة للحد من دور مرسي.
وفي خطوة مفاجئة الشهر الماضي أقال مرسي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة ورئيس هيئة اركان القوات المسلحة والغى مرسوما كان قد اصدره الجيش ومنحه سلطات تشريعية في غياب البرلمان. وقال مرسي ان هذه القرارات " كانت لازمة وواجبة." دون ان يعطي تفصيلات بشأن الاسباب الحقيقية وراءها. واضاف "اتخذت هذه القرارات وبعدها قرارات اتخذت قرارات اخرى أيضا ..ولم تكن ابدا هذه القرارات المقصود منها تهميش دور مؤسسة او العدوان بأي شكل من الأشكال على أشخاص وانما هو تحقيق المصلحة التي يقدرها الجميع" . وقال "اتصور ان الشعب المصري التف حول هذه القرارات .. وانظر إلى الواقع .. فأرى أنه أحب هذه القرارات .. هذا معناه إجازة لهذه القرارات وشرعية حقيقية لها." ولكن مرسي لم ينس ان يوجه التحية للقوات المسلحة لتبديد مخاوف من وجود صرع خفي بينه وبين قوى الجيش بعد القرارات التي اتخذها في الاونة الاخيرة. وقال ان "القوات المسلحة المصرية قامت بدور عظيم في الحفاظ على الثورة ..
القوات المسلحة المصرية ادارت المرحلة الانتقالية وتحملت الكثير في ادارتها وحمت هذه المسيرة .." واضاف مرسي انه سيسعى لتطبيق حد ادنى واقصى للاجور لتحقيق العدالة الاجتماعية وسيعمل على تطوير التعليم وانظمة التأمين الصحي والوضع السياسي والامني للدولة لزيادة تدفق الاستثمارات . وبسؤاله عن شعوره بعد ان عرف بفوزه في انتخابات الرئاسة ليصبح اول رئيس مدني منتخب بشكل حر لمصر قال مرسي "شعورى ملئ بالأحساس بالمسئولية والتحسب الشديد للمسئولية في هذه المرحلة." وقال ان "الاهداف كبيرة والأمال عريضة والموارد كثيرة والجهد المطلوب بذله مني ومن كل هذا الشعب مجتمع مع بعضه جهد كبير جداً لدينا الإرادة والموارد ولدينا الحريةوالمناخ ولدينا الحب ولدينا واقع مطمئن." "نستطيع إن شاء الله أن نحقق أهداف تأخذ بعض الوقت ونحتاج بعض الوقت وهذا الوقت لا أقوله تسويفاً ولا أقوله بعداً عن المشاكل وإنما أنا في داخل المشاكل وحاملاً لها ومقدر لقيمتها ولأمال هذا الشعب.