تطور مفهوم الرياضة من هواية الى احتراف في بلدنا قضى على الكثير من الظواهر والاعمال الايجابية التي كان يحفل بها المجتمع الرياضي، ابرزها واهمها العمل التطوعي، ما جعل اللاعب والاداري والحكم ومن له صلة بالرياضة يفكر بالمادة، والمبلغ الذي يتقاضاه من وراء انخراطه بالعمل في المجال الرياضي، وهي ظاهرة ليست غريبة ولا جديدة، لاننا كدول نامية نقلد الغرب في كل شيء، حتى ولو كانت ظاهرة سلبية.
ومع التطور الحديث اصبحت الرياضة اليوم صناعة، لها فنونها وعلومها ومروجوها، وهي ما اجبرت دول العالم على التهافت على تنظيم بطولاتها، وخير مثال على ذلك الارقام المالية التي جنتها انجلترا من دورة الالعاب الاولمبية الاخيرة، اضف الى ذلك المردودات الاقتصادية والاعلامية والرياضية.
ونحن في دول الخليج العربية صرفنا على تنظيم الرياضة بداية العهد ببدخ، وكان تنظيم دورة كأس الخليج يكلف خزينة الدولة المنظمة ملايين غير معلنه من الدولارات، حتى جاءت دورة كأس الخليج (11) العام 1992 في دولة قطر، حينما اعلنت اللجنة المنظمة نجاحها في الحصول على عائد مادي من الدورة.
وتأثرت روابط التشجيع بعالم الاحتراف، فأصبحنا نقلد روابط المشجعين «الالتراس» كما هو في اميركا الجنوبية التي تقوم بعمل كرنفال داخل ملاعب المباريات يشمل وضع الاعلام الملونه والبالونات الكبيرة والشعارات والصور الضخمة، واضافت عليها الالعاب النارية او «الشماريخ» ولكننا في الوطن العربي اضفنا عليه امرا غاية في الخطورة وهوالتعصب الاعمى للفرق، فكانت النتيجة حدوث اكبر مذبحة رياضية في بورسعيد التي اودت بحياة 74 من الشباب، كما خالفنا – كدول نامية - تقليد الغرب حينما قدمنا لروابط المشجعين المكافآت المالية والالبسة الزاهية، وصرفنا لها تذاكر السفر والاقامة لحضور المباريات الخارجية، وهي ظاهرة للاسف غير صحيحة ، لانها عكس ما هو معمول به في الدول المتقدمة , وسأضرب اكثر من مثال على ذلك.
يعد الدوري الالماني الاكثر حضورا من الناحية الجماهيرية , تعتمد الفرق على ايراد المباريات في مضاعفة موازناتها , خلاف بعض الدول الاوروبية التي تعتمد على النقل التلفزيوني والتسويق الرياضي، لذلك ففريق كنادي بايرن ميونخ اشهر الاندية الالمانية اعلن قبل انطلاقة الدوري بشهر واحد بيعه تذاكر جميع مباريات الموسم الجاري.
كما واجهني موقف يعزز صدقية ماقلته في مدينة برشلونه الاسبانية العام 2004 حينما كنت اشاهد سباق الفورملا1. فقد شدني منظر مشجع يبدو من هيئته بأنه انسان فقير يجلس بجانبنا في منصة الدرجة الاولى، متسائلا في نفسي عن السبب الذي يدفعه لشراء تذكرة غالية الثمن تصل إلى مائة وخمسين دينارا لدخول السباق، هذا التساؤل نقلته لاحد المشجعين الاسبان الذين كانوا يجلسون على مقربة مني , حيث رد على استقساري باهتمام قائلا: «هذا الشخص يحب سباق الفورملا1 مثلنا لذلك فهو يوفر من راتبه الشهري مبلغا صغيرا يجمعه في نهاية السنة لحضور هذا السباق والاستمتاع بمشاهدته وتسجيل حضوره السنوي. وبمشاركته يدعم نجاح المدينة في استضافة السباق !
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3669 - السبت 22 سبتمبر 2012م الموافق 06 ذي القعدة 1433هـ
للاسف وين الموضوع (( الحقيقة المرة ))
للاسف يا كابتن انتم الصحفين يملكم الخوف من الانديه الكبيرة .... موضوعك ناقص كثير كان المفروض تجيب مثل حي مثل ما احصل فى البطولة الخليجية للنأشئين ولكن للاسف المجاملات هى السبب الرئيسي فى دمار الكرة وانتم الصحافه وخاصه الصحفين الكبار اصبحتهم ( اكسباير ) لا تدخلون من باب الموضوع تلفون وتلفون علشان تخرجون بسلام
احنا الناس مشغولة
الناس مشغولة عندنا تكافح من أجل الحصول على فرصة ذهبية للتعليم الصحيح الذي ينمي المجتمع والافراد . والحكومات العربية تجره بهذه اللعبة لألهائه عن متابعة ورصد الفساد والظلم الذي تقوم به كافة الانظمة العربية ، اين نحن من الاستثمار الرياضي . فلو تدقق جيداً ، لوجدت حتى المشروعات الرياضية التى تصرف عليها الدولة يأخذها مناقصة واحد من المتنفذين من أرباب الحكم ، وبعدين يطلعوا لينا بتصريح الدولة فعلت وطورت لراحة المواطن.. مسكين يالمواطن .. جيبه مخروم .