العدد 3669 - السبت 22 سبتمبر 2012م الموافق 06 ذي القعدة 1433هـ

في الحديث مع السفير الصيني

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قبل نحو مئة عام (في مطلع القرن العشرين)، كانت بريطانيا تتسنم موقع الدولة العظمى الأولى في مختلف أنحاء العالم، ولكن كانت هناك دولة صاعدة وهي ألمانيا تزداد قوة كل يوم، وربما لأن بريطانيا لم تفسح المجال لبروز ألمانيا بشكل يرضي طموحها، فإن سياسة الأخيرة تحولت نحو الجانب السلبي، ونتج عن التنافس والتزاحم الحرب العالمية الأولى. الآن وبعد مئة عام (في مطلع القرن الحادي والعشرين)، فإن الولايات المتحدة الأميركية تتسنم موقع الدولة العظمى الأولى في العالم، ولكن هناك دولة وهي الصين تزداد قوة كل يوم، ولها طموحات، والتحدي يكمن في مدى إمكانية أن تفسح أميركا المجال لمن ينافسها من دون جر العالم نحو أزمات وحروب شبيهة بما حدث قبل مئة عام.

وعلى أساس هذه الخلفية كنت أستمع إلى السفير الصيني بالمنامة لي تشن الذي زار «الوسط» وتحدث اللغة العربية بطلاقة (انظر المقابلة المنشورة اليوم في «الوسط»)، ولكن المفاجأة كانت بتكرار استخدام مصطلحات تضع الصين في العالم الثالث والعالم النامي. وعندما سألته إن كان ذلك من باب التواضع أجابني بأن الصينيين لا يريدون وصف أنفسهم بصفات مضخمة وفي الوقت ذاته تشير الأرقام إلى أن معدل دخل الفرد في أميركا يعادل نحو عشرة أضعاف معدل دخل الفرد في الصين، ثم إن الماركات التجارية التي تسيطر على السوق العالمية مازالت في الأعم الأغلب أميركية - غربية، وبالتالي فإن الصين، حتى لو أنها ثاني اقتصاد بعد أميركا مازالت لم تصل إلى المستوى المتقدم اقتصادياً في الغرب.

الحديث عن الصين أصبح إحدى العلامات الفارقة في سباق الانتخابات الرئاسية الحالية بين باراك أوباما وميت رومني... والمنافس الجمهوري هاجم الصين بطريقة قد تضره كثيراً عندما ألقى اللوم بشأن المصاعب الاقتصادية على الغش الذي تمارسه الصين، وهو تصريح لن تسمعه من أوباما أو من أي سياسي يعتمد الواقعية في نهجه.

وإذا كنت قد أعجبت بتواضع المصطلحات التي وصف السفير الصيني بلاده بها، فإنني أعجبت بأنه لم يتهرب من الجواب على سؤال عن مدى إمكانية تطبيق مبدأ التعددية الحزبية في الحياة السياسية في الصين، فهو له وجهة نظر يقارن من خلالها المستوى الحياتي للصيني حالياً، والمستوى الحياتي للفرد للغربي عندما انفتح على مختلف الممارسات الديمقراطية المتعارف عليها. أشكر السفير الصيني، وأأمل أن يتعلم بعض المسئولين العرب شيئاً من هذا التواضع عندما يصفون حالهم... «ومن تواضع لله رفعه الله».

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3669 - السبت 22 سبتمبر 2012م الموافق 06 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 9:11 ص

      نتعلم من انفسنا اولا

      استاذ منصور لا اعرف اذا انت تتطلع على كتابات الزائرين اما لا , انتم تعتبرون جرئدة الوسط الاولى بالبحرين والتي تعتبرونها الاولى بالكلمه الصادقه والتي تكتب مشاكل المواطنين .(.............) فأن احترمك وكنت احضر لك بعض المنتديات .... البحرين بين اعيوننا .

    • زائر 12 | 7:58 ص

      الصين هي القوة المسيطرة مستقبلاً

      وتواضعهم سيجعلهم محبوبين من قبل الجميع...

    • زائر 9 | 5:10 ص

      الصين ليس لها دين

      الحمد لله الذي اكرمنا بالاسلام , فالاسلام دين الاخلاق والسماحه والرحمه , فاوجب الله علينا تعليم ديننا الى من ليس لهم دين (الصين) والله لا مقارنه معهم . . فاي مبدأ نتعلمها منهم , هل ياستاذ منصور بأن حرق الاطارات مسموح بالصين , هل رأيت يوم ما مسيرات بالصين ليس لديهم حق التعبير فلماذا لم تقول مهذا الكلام الى سعادة السفير الصيني ومواقفهم المشينه ضد الحريات مثل سوريا مثلا , فلماذا لم تطالينا بالتعلم منهم بالعلم والاصرار عالانتاج

    • زائر 8 | 5:10 ص

      ومن تواضع لله رفعه الله

      ايه والله (ومن تواضع لله رفعه الله )

    • زائر 6 | 4:55 ص

      الصين

      الصين وما ادراك ما الصين , الصين , فلماذا تتطالب بعض المسوؤلين التعلم من الصين ولم تطالب المعارضه التعلم منهم فالمعارضه الشد ضراسه من المسوؤيين , فالمعارضه مازالت تملك عقلبة التبعيه المرجعيه و هو مسير وليس مخير حتى على مستوي التفكير الا بمرجعيه فاي ديمقراطيه يا ستاذ و تريدنا المطالبه بها او تعني الديمقراطيه السلميه التي تتبعونها من حرق اطارات يوميا, استاذي الكريم الصين دكتاتوريه ليس بها حرية الكلمه التي تمتلكها انت بالبحرين , فطالب الصين التعلم من البحرين يا ستاذ وانت اعلم مني

    • زائر 5 | 4:31 ص

      هنا .. من ضاع قديمه تاه

      عندنا يصدق المثل القائل : من ضاع قديمه تاه .

    • زائر 4 | 3:09 ص

      الدوام لله سبحانه وتعالى

      الحكام العرب والمسؤلين الظلمة اخذ وا الاسلام اسم والكن مافعلوا اكثرمافعلوة اليهود
      ولكل ظالم يوم ويوم المظلوم اسد من يوم الظالم

    • زائر 2 | 11:19 م

      هذا هو الفرق بيننا

      نحن نقول أننا نقفز في حين أننا نتعلم المشي وهم يقفزون ويقولون أننا ما زلنا نتعلم المشي .

    • زائر 1 | 10:56 م

      «ومن تواضع لله رفعه الله»

      المتكابر والمتجبر والذي طغى وعاث في الارض فسادا افرادا كانو ام دول فانهم لا يلتفتون الى مثل هذه القيم ولا يتخذون من الاحداث التي مرت على العالم والناس مثالا يحتذى به ويرددون دائما مقولة ( البقاء للأقوى ) ولا مجال للضعفاء نسأل الله ان يرفع الظلم عن المظلومين والمستهدفين في انفسهم واعراضهم وارزاقهم وبالله المستعان

اقرأ ايضاً