العدد 3667 - الخميس 20 سبتمبر 2012م الموافق 04 ذي القعدة 1433هـ

«قمة التضامن الإسلامي»... السعودية تخطت الخلافات الطائفية

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

هناك الكثير من العناوين المثيرة للحزن والكآبة في الشرق الأوسط: تصاعد التوتر بين السُنة والشيعة وإصابة المدنيين في تبادل إطلاق النار في سورية وسيارات متفجرة في العراق. وبالتأكيد يبدو الربيع العربي، الذي يتميز بنداءات يملؤها الأمل بالحرية والعدالة ونهاية العنف، أنه يتراجع أمام «خريف الشك» الذي يقوده شبح العنف والطائفية المتزايدة المخيف.

إلا أن هناك لحظات أمل يبدو أنها لا تصل أبداً إلى عناوين التيار الرئيسي.

ربما تكون واحدة من أكثر اللحظات إثارة في تاريخ العلاقات الطائفية في الإسلام تلك التي حدثت في شهر أغسطس/ آب العام 2012 في قمة التضامن الإسلامي غير العادية والتي عقدت في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية بدعوة من الملك السعودي. تم تنظيم المؤتمر بدقة واهتمام لجمع قادة الدول ذات الغالبية المسلمة، بغض النظر عن التوترات الإقليمية بينها، للقاء والحديث وإيجاد سبل العمل معاً بشكل منتج.

كان هذا الإصرار على الحوار ظاهراً بشكل خاص عندما تم إجلاس الرئيس الإيراني الشيعي إلى جانب الملك السعودي السنّي. بدلاً من العودة إلى الانخراط في جدل يبرر مواقفهم، اختار المشاركون في المؤتمر مخاطبة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية المشتركة التي تواجه المنطقة، وأهمها انعدام التضامن بين الدول المسلمة وتصاعد النزاع الطائفي.

في ختام القمة، اقترح الملك عبدلله إنشاء مركز للحوار بين الطوائف في الرياض، مبرزاً التزام السعودية المستمر بالاعتراف بشرعية التفسيرات العديدة للإسلام والعمل على إعادة بناء المجتمع الإسلامي من الداخل. ويقع ذلك ضمن إطار الدعم الأوسع للحوار، الذي يتبناه الملك، بدءاً بالحوار الوطني داخل السعودية وامتداداً إلى الحوار بين الديانات والحضارات من خلال مركز في فيينا.

ليست هناك فترة في التاريخ كانت فيها الحاجة لهذا الحوار أكثر أهمية. لا تقتصر أكبر التحديات التي تواجه العالم اليوم، كالفقر ودمار البيئة والكوارث الطبيعية والأمن الغذائي ومياه الشرب النظيفة ونقص الطاقة، لا تقتصر على أية طائفة أو دين أو عرق أو دولة، فهي تحديات عالمية تتطلب استعداداً عالمياً لوضع العنف والحروب والطائفية التي ابتلت بها المنطقة والعالم لعقود كثيرة لصالح التسوية وحل المشاكل بأسلوب حقيقي صحيح.

يجب أن يكون إرشاد عملية التسوية التزاماً بتحقيق العدالة التصحيحية، يركز ليس على الثأر والعقاب وإنما على إعادة بناء العلاقات المحطمة حتى يتسنى للناس العيش والعمل معاً في المجتمع مرة أخرى. بغض النظر عما إذا تم هذا الحوار داخل الأمة، ليكسر الحواجز الطائفية والعرقية والقبلية أو حتى حواجز النوع الاجتماعي، أو بين الأمم أو الديانات أو الثقافات أو الحضارات، فإن النتيجة النهائية المبتغاة هي نفسها: استبدال ثقافة الخوف والحقد لدى من نعرفهم بصورة أقل مع التجارب المباشرة لـِ «الآخر». وهذا يسمح بتفاعل حقيقي بدلاً من الصور النمطية المتوقعة، لتحتل وسط المسرح.

لم تعد هناك وسيلة أقوى لكسر الصور النمطية السلبية من وضع الناس في موقع يستطيعون فيه وبشكل صادق مواجهة بعضهم بعضاً. تسمح الروابط على المستوى الإنساني، كأفراد أولاً ثم كأعضاء في الطوائف أو الأعراق أو الدول أو الديانات المختلفة، تسمح لنا أن ننظر في عيون بعضنا بعضاً والمشي في خطى بعضنا بعضاً، وخوض تجربة الحياة من منظور الطرف الآخر وهي تشجع مستوى أعمق من التفاهم بناءً على علاقات حقيقية بدلاً من الطرح اللغوي أو الصور.

قال القس مارتن لوثر كنج قولاً مأثوراً مرة: «يتوجب علينا أن نتعلم العيش معاً كإخوة أو أن نموت معاً كأغبياء». لقد أعدّ المسرح لإيجاد تلك الثقافة العالمية من الإخوة بين بني البشر. السؤال هو ما إذا كنّا كمجتمع عالمي نملك الشجاعة وحب الاستطلاع للعمل نحو تلك العلاقة وكسر حواجز الخوف.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3667 - الخميس 20 سبتمبر 2012م الموافق 04 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 9:17 م

      للل

      ان افكار الانسان اليهودي والنصراني هو انه يخاف ويرتعب من بلاد العرب لكون النبي محمد بشَر في اخر الزمان بأنه سوف يقاتل المسلم اليهودي وينطق الشجر والصخر بوجود يهودي ورائي للمسلم ليقوم المسلم بقتل اليهودي وهذا يعني بأن العرب هم منتصرون في اي وقت لأن العاقبة للمتقين فلماذا هذا التشاوؤم
      لذا فمن الطبيعي لو ان اي انسان يسمع بوجود احد اخر الزمان سيقتله سيصاب بالرعب والهلع ويكون عدائي تجاههم لذا سينشرون الفتن والحروب في هذه البلاد العربيه ما داموا يفكرون بأن النصر حليف

    • زائر 1 | 12:45 ص

      متهم ب ا ل ط ا ئ ف ي ة

      هذه الوحدة الشكلية .. ما قيمة هذه الوحدة الانفعالية التي تخرج وتتكاتف مت اجل صورة مسيئة للنبي او فيلم مسيئ أحداثه مقتبسة من كتب المسلمين انفسهم على لسان بعض من يسمون اصحابه او زوجاته.. وفي نفس الوقت أقتل وسجن واعذب وتنتهك اعراضي ومقدساتي ويسرق داري ولا ارى شعره تهتز وتقول لا ارضى بذلك فهذا اخ لي في الدين..

اقرأ ايضاً