ليست المرة الأولى التي أتطرق فيها في هذه الزاوية إلى الحديث عن الاتحاد البحريني لألعاب القوى، ففي بعض المقالات كنت ألوم هذا الاتحاد كثيرا على توجهه باستيراد لاعبين من الخارج لتمثيل البحرين سواء في المحافل الآسيوية أو العالمية.

أسباب عدم الرضا على التوجه لاستيراد اللاعبين معروفة، وخير برهان على ذلك الانجازات الكثيرة التي تحققت في البطولة العربية للمدارس التي اختتمت قبل أيام في الكويت، فكانت بصمات اللاعبات الناشئات بارزة وجميعهم من أبناء الوطن.

كثيراً ما كنت أطالب اتحاد ألعاب القوى بالاهتمام بالمواهب البحرينية، واليوم خرجت نجمات بارزات في السماء ممن حققوا الميداليات المتنوعة وجعلوا علم البحرين يرفرف في هذا المحفل الكبير، وضربوا أكثر من عصفور بحجر واحد أبرزها توجيه رسالة عاجلة لاتحاد ألعاب القوى بالاهتمام بهم لأنهم قادرون على تمثيل البحرين في محافل عالمية شريطة الاهتمام الصحيح.

اتحاد ألعاب القوى يمتلك كوادر إدارية مميزة يأتي في مقدمتهم رئيس الاتحاد الشيخ طلال بن محمد ورئيس لجنة المنتخبات سعود الغنيم الذي يعتبر العقل المدبر للمنتخبات، إضافة إلى الكثير من الأسماء، ومع احترامي الشديد لشخصهم الكريم إلا أن توجههم بمشروع استقطاب لاعبين من الخارج لا أتفق معهم فيه اطلاقاً، وأطالبهم بالاهتمام بالمواهب التي تزخر البلاد به ويأتي في مقدمتهم من حقق الانجازات الكثيرة في البطولة العربية للمدارس الأخيرة.

حديثي لا يعني بأن الاتحاد لا يهتم بالمواهب، أو يقلل من شأنهم، بل على العكس لأنني على ثقة كبيرة بهم في العمل من أجل نهوض ألعاب القوى البحرينية، واختلافي معهم على نقطة معينة وليس على عملهم بأكمله، وعلى رغم الاهتمام إلا أنني أعتقد أنه قليل ومحدود جداً، ونرى دائماً الاهتمام بشكل أكبر وأوسع بمن هم مستوردين.

الانجازات التي تحققت في البطولة العربية للمدارس يجب أن لا تمر مرور الكرام، وأول المهمات الواجب تحقيقها من المسئولين سواء في اللجنة الأولمبية أو وزارة التربية والتعليم إضافة إلى اتحاد ألعاب القوى تكريم من جعل علم البلاد يرفرف في هذا المحفل، والنقطة الأخرى أن يتوجهوا نحو الاهتمام بهم بشكل أكبر لأنهم هم أنفسهم من سيمثل البحرين في محافل عالمية مقبلة.

أخيراً... اتحاد ألعاب القوى مطالب ببذل جهد أكبر، وباعتقادي أنه سيكون على قدر المسئولية في هذه الناحية – أي الاهتمام بالمواهب -، وأتمنى أن يبحث الاتحاد بشكل أكبر باكتشاف المواهب لأن البحرين تزخر بهم.