كنت سائرة قريباً من احدى القرى حينما فوجئت بالاعلانات على طوال الشارع بافتتاح صالون للسيدات. الى هنا وكل شيء عادي، ولكن الملفت للنظر في الاعلان ان من مميزات هذا الصالون انه يقدم خدمات مميزة للأطفال ايضاً! كيف ذلك؟ دعوني اشرح لكم، لقد دفعني الفضول وحب الاستطلاع الى التوجه الى ذلك الصالون، ولقد كان على درجة من الاناقة، والالوان الفاقعة والملفتة وبما يجذب الاطفال، وفوجئت بوجود طفلة لا يتجاوز عمرها الثلاث سنوات تجلس على كرسي أمام المرآة وتقوم امرأة فلبينية بتمشيط شعرها! وقبل ان استفيق من دهشتي لهذا المنظر المسلي جداً! وجدت في يد الطفلة تليفوناًً تتسلى به كالكبار تماماً!
لم اتمالك نفسي من الضحك وسألت الكوافيرة، ماهذا، فنظرت لي وهي تضحك قائلة، نعم سيدتي تركتها والدتها لأعمل لها تسريحة. وذهبت تعمل (شوبينغ shopping) تقولها وهى مندهشة أيضاً ولم تتخيل أنها أحضرت من بلادها لمثل هؤلاء الاطفال!
ثم اضافت، لدينا طفلة اخرى في الداخل نعمل لها «مساج»! وفيما انا في استغرابي لهذه المناظر حضرت طفلة اخرى لا يتجاوز عمرها 11 عاماً تريد ان تغير لون شعرها! ولاحظوا اننا في قرية! لم اصدق ما رأيت؟ والى اين نحن ذاهبون مع هذه المدنية الزائفة!
وما هذه التصرفات واللعب ببراءة هؤلاء الاطفال الأبرياء، كيف تفكر هؤلاء النسوة؟ وما الذي بقى للأمومة من تفعيل؟ وأتذكر مدى سعادتنا حينما كنا صغاراً ونحن نتبادل مع أهالينا خدمة أنفسنا ونتعلم ممن يكبروننا في مثل هذه الأمور. والأغرب من ذلك أن هذا الصالون قريب من الساحة التي يتم فيها حرق الاطارات والشغب بشكلٍ متواصل ويومي تقريباً! وبدأت أفكر وأقارن بالتناقض الفظيع! وبشبابنا المفصولين وبناتنا ومعاناتهم للحصول على عمل؟ وهذا الصالون المعجزة! وربما غيره الكثير ممن احضر العمالة التي تقوم بأعمالٍ بإمكان اية ربة بيت من القيام بها... وعلى رغم إيماني بأن من حق الجميع خلق ما يريدون ويحبون من أعمال حرة بقدر ما يحزنني من توظيف الأموال الخاطئ وخلق حاجة وخدمات هامشية لا تخدم المجتمع، وتعتبر نوعا من الاستهلاك لمجرد الاستهلاك، ولا تكوّن اي خبرة تراكمية للاستيراد أو التصدير بل هي احسن مثال على العبث! العبث بالاطفال والاموال والمكان!
بل هي تساهم في تشجيع الكسل والبلادة وعدم تحمل مسئولية الامومة وبالشكل المطلوب، بالاعتماد على الآخرين في العناية بالأطفال، كيف تأتي طفلة بهذا العمر لوحدها ولصباغة شعرها؟ أين الوالدان؟ وأين حدود حرية الانفلات هذه؟
كيف يمكن عمل المساج في هذه الاعمار ومن أين نستورد مثل هذه الانشطة الغريبة، والاستهلاكية؟ والغريبة عن حضارتنا وترك اطفالنا واهمالهم بين ايدي الغرباء للتوجيه الخاطئ، عوضاً ان يكونوا في رعاية الأم وأن تكون هي الأولى للمحبة والعطاء والإرشاد والتي تساهم في النمو الصحي والنفسي للأطفال اثناء قيامها بمثل هذه الاحتياجات، في الوقت الذي يوجد الكثيرون ممن يحتاجون الى تلك النقود التي تصرف بهذه الطريقة!
ونعرف تماماً لو كان هذا النوع من الترف هو حالنا والعيشة هنية لهذه الدرجة في قرانا، وفي مجتمعنا! لما حرقت الإطارات وتكدس الناس في زحمة السيارات ولما عمت الفوضى والكفاح للحقوق الضائعة.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 3663 - الأحد 16 سبتمبر 2012م الموافق 29 شوال 1433هـ
مو غريب
في السيف موجود مكان يقدم خدمات افضل حتي مساج بالحجاره وهناك مكان جديد بجنبه يهتمون بالاولاد بمبلغ مادي للساعه للامهات التي تريد تختلي لنفسها صباحا والاولاد في غير بيتها للتسوق وامور اخري
كلها افكار جائت بها تمكين واعطوها الي فئه محدده من الناس لقبهم بالاخير ال
والفكر جائت للقري بسبب المقاطعه
الكاتبة تقصد استغلال الام وموضة الصالونات
الكاتبة المحترمة تتطرق لاستغلال الصالون كنوع من التسلية والهاء الطفولة لكي تتمكن المرأة او الام من الانشغال بالشوبينغ shopping وهذا معيب في صور عديدة تحتاج لها قراءات في علوم النفس والتنشئة السليمة أضف لها السفه في التبذير في المال وصحة الطفولة ، فعلا عالم هايصة وناس لايصة .
موضوع جميل لكن ؟
الموضوع جميل جداً ويتناول جانب من أساليب التربية الخاطئة التي تقتل براءة الطفولة والدلال الخاطئ، ولكن لا أرى أي ارتباط للموضوع بالأحداث الأمنية والمطالبات الشعبية الأخري .. تحياتي
عموما
الصالون أسعاره في متناول الجميع وليس كما تصفين أنه يمثل حالة ترف وهو لاحد الأخوات من الطائفة السنية ونحن أهالي القرية فخورون بنجاح مشروع للأخت في قريتنا وهو أن دل على شيئ فهو فشل الدعوات للمقاطعة بين الطائفتين الكريمتين
كما أن الصالون إنما جاء مكملا لما بدأناه كآباء من توفير كل شيئ لأبنائنا من آي فونات والخ ومع وجود الصالون أو عدم وجوده لا يختلف شيئ من أساليب تدليلنا لأبنائنا
يرجى التأكد قبل التعليق
المالكة لا تمت بصلة للطائفة السنية الكريمة ويرجى عدم زج الامور الطائفية في امور التجارة.
صح لسناش
صح لسانش يا سهيلة، صرنا عايشين في زمن تكسير القيود والإنفلات والحرية المتطاولة على النفس، أين هم أولياء الأمور من التربية والمنهجية السليمة الشفافة كل ذلك لعدم وجود وازع ديني يردع هؤلاء القلة القليلة في مجتمعنا الإسلامي من إرتكاب مثل هذه الحماقات و التشبه بالغرب.
تناقض فكرى !!
حرقت الأطارات و الكفاح للحقوق الضائعه لها علاقه بمحنةثمانين بالمائه من سكان هذه الدير و الصالون الذى تتكلمين عنه علاقته ترطبت بفاسله بعد 6 صفر بالمائه ....0000001%