الكثير من المتابعين للشأنين التربوي والتعليمي في البلد، تابعوا الإجراءات القاسية التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم ضد التربويين بمختلف أصنافهم ومسمياتهم الوظيفية، وتابعوا أنواع الانتهاكات التي مورست بعنف شديد ضدهم، ويتسألون دائماً عن المتضرر الأكبر من كل هذه الانتهاكات والتجاوزات القانونية والحقوقية والنفسية والمهنية والتعليمية والإنسانية؟ هل التربوي أم التعليم أم الطالب أم الوطن؟
لا أحد يختلف أن التربوي هو الركيزة الأساسية للعملية التعليمية بكل المقاييس العالمية، فإذا صلح وروعي نفسياً ومعنوياً وحقوقياً وإنسانياً ومهنياً ومادياً، سيصلح التعليم ويزدهر في كل مفاصله، ويتطور الطالب في تحصيله العلمي في كل مراحله الدراسية، ويتقدم الوطن علمياً في كل المجالات والميادين العلمية، فخدش هذه الركيزة الأساسية وأقصد التربوي، هو في نهاية المطاف خدش للوطن، شئنا ذلك أم أبينا.
هذه حقيقة تربوية تعليمية ووطنية إنسانية ثابتة لا تتغير ولا تتبدل بتبدل الأهواء والأمزجة، فالذين يعبثون في التعليم ويخدشون كرامة التربويين، سيكتب عنهم التاريخ بالتفصيل في صفحاته الكالحة المغبرة، ولن يتجاهل أو يتغافل عن أي سلوك غير تربوي قامت به الجهة القائمة على التعليم في بلدنا، والكل يعلم من الذين تفننوا في إلحاق الأذى بالتربويين، إنهم ليسوا مخلدين، وليسوا قادرين على الاحتفاظ بعنفوانهم إلى ما لا نهاية، فلهم يوم معلوم تضعف فيه قواهم وقدراتهم الجسمانية والنفسية، هذا إذا ما مد الله في أعمارهم حتى تصل بهم السنوات المديدة إلى ذلك الحال المؤلم، الذي يحتاج فيه إلى الشفقة والرحمة من كل المحيطين به، قد يجدها بألم وحسرة وقد لا يجدها أبداً، حينها سيتحرك شريط الذكريات أمامهم، فيروا أنفسهم وهم ينتهكون حقوق من ليس لهم معين إلا الله.
في ذلك الوقت العصيب لن ينفعهم الندم، ولن تنفعهم التوبة بدون رضا من انتهكوا حقوقهم، لأن الله جلت قدرته لن يغفر لهم، ولن يتوب عليهم ما لم يغفر لهم ويتوب عليهم من مارسوا ضدهم الانتهاكات، فليعلموا أن كل المبررات الواهية التي ساقوها وقت عزمهم على انتهاك حقوقهم، لن تصمد أمام العدل الإلهي الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، لو جلسوا مع أنفسهم دقائق معدودة جلسة مصارحة ومحاسبة ومراجعة شاملة ودقيقة لكل الخطوات والإجراءات التي مارسوها ضد هذه الفئة من المجتمع، لوجدوا أنفسهم يستنكرون وينددون بأفعالهم قبل كل أحد.
اليوم الذي ينقضي من هذا الزمن لن يعود ولو دفعوا من أجل ذلك كل أموال الدنيا، فالعاقل هو الذي ينتبه إلى نفسه قبل فوات الأوان، فهم يعلمون ومتيقنون أن الأعمار والأقدار والأسباب كلها بيد الله، وأنهم ليس بيدهم إلا أن يعملوا أعمالاً صالحة التي قد تنفعهم في آخرتهم، والأعمال الصالحة التي نقصدها هي التي تخضع للمعايير الإلهية والإنسانية، فالكثير من المتابعين الواعين المنصفين قالوا إنهم لم يشهدوا أية مؤسسة رسمية أو غير رسمية انتهكت حقوق موظفيها الإنسانية والمهنية والمادية والنفسية، لا في حجمها ولا في نوعها ولا في فئاتها التي تعرضت للأذى والانتهاك، كالذي فعلته وزارة التربية والتعليم في المنتسبين إليها، لم تبق فئة منهم إلا وانتهكت حقوقهم، ولم يبق نوعاً من الانتهاكات إلا ومارسته ضدهم، لقد حولت أعداداً كبيرة منهم إلى لجان التحقيق والتأديب، وحولت أعداداً كثيرة منهم إلى الجهات الأمنية، وفصلت منهم أعداداً ليست بالقليلة، وأوقفت الكثيرين منهم، واستقطعت من رواتبهم، وامتنعت عن تسليم رواتب مجموعة منهم، وأوقفت ترقياتهم المهنية، وحرمتهم من المكافآت والحوافز المادية، وغيرت مواقعهم المهنية، وقامت بنقلهم عشوائياً من مدارسهم، وتعاملت معهم بطائفية مقيتة في جميع محطات الانتهاكات، وانتهكت التعليم في كل مفاصله.
بهذه السلوكيات غير التربوية قبل أن تنتهك التربويين، حتى أصبح التعليم سقيماً لا حول له ولا قوة ، ينتظر من ينتشله من وحل التناقضات والقرارات غير التربوية التي يعيشها، ومن الإشكالات والشكليات التربوية في مشاريعها وفي إجراءاتها وممارساتها الطائفية، وقالوا إن التعليم وقع بين أمرين، بين وزارة التربية والتعليم التي انتهكت حقوقه وتربويين الذين حاولوا بكل جهودهم وصبرهم الحفاظ عليه حتى لا تمس مرتكزاته الأساسية، لا أحد يستطيع أن يدعي أنه يحب الخير لبلده وهو يقوم بتخريب التعليم والعبث بمصير التربويين من أبناء البلد.
فالتعليم أمانة في أعناق الجميع، بصلاحه تعمر الأوطان، وبفساده تدمر البلدان والعياذ بالله، فمسئولية حفظه ورفعته وتنميته تقع على عاتق كل المخلصين من أبناء هذا البلد الطيب، لا أحد يستطيع القول إن من جودة التعليم هو إعطاء الطالب درجة كاملة في مادتي المواطنة والتربية الرياضية بمجرد مشاركته في فعالية سنوية تنظمها الوزارة، ولا أحد يقول إن من مؤشرات الجودة في التعليم هي أن يبخس حق الطالب المتفوق في البعثات والرغبات الدراسية، فلهذا العقلاء توجهوا بنصيحة إلى كل الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه، وغايتهم الوطنية تدور حول الصلاح والإصلاح في كل ما يتعلق بالتعليم من قريب أو من بعيد، ومطلبهم الاستفادة من جميع الكوادر الوطنية التربوية والتعليمية المبدعة من دون تمييز طائفي أو عرقي، أليس مطلبهم يصب في مصلحة الوطن والمواطن يا سادة يا كرام؟!
إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"العدد 3662 - السبت 15 سبتمبر 2012م الموافق 28 شوال 1433هـ
الاعتراف بالخطأ شجاعة
لنكن صريحين كم من طلبة المدارس في فترة التجمع في الدوار تركوا مدارسهم كل يوم ليلتحقوا بدوار مدرسين يداومون في الدوار اصبحت المدارس جمعيات سياسية بسبب قصر نظر بعض قادة المعارضة اسأتم لتعليم ايما اساءة
للزائر 1
وهل اذا تكلم الناس ليطالبوا بحقوقهم - ومن هؤلاء الناس آلاف الكفاءات البحرينية ينتظرون لسنوات التوظيف في التربية - قيل لهم انكم اقحمتم السياسة في التربية . وكل ذلك بعد ان فقدوا ثقتهم من المجلس الوطني بغرفتيه .
شكرا لكم
الظاهر المقال اوجعكم فهجمتم على الرجل
واصل في فضح سياسات التربية المجحفة بحق المعلمين والتربويين
للمشارك رقم 2
إذا صح أنك مدرس يعني معلم أجيال فإنك بحاجه لدرس أخلاق في التعامل مع من يخالفك في الرأي ولا يتماشى مع آرائك. شكرا للمعلم الفاضل سلمان سالم والذي تشرفت بلعمل معه فترة تدريبي وشاهدت أخلاقه العالية ونشاطه الدائم وحبه الكبير للطلاب وحبهم له فالتعليم مع وجود أمثاله من المعلمين المخلصين الأكفاء بألف خير.مجددا شكرا لكم
المعلم منتهكة حقوقة اذا كان من طائفة مغضوب عليها اصبح الانتهاك اشد و اقسى
الضحية هذا الوطن و التعليم الذي هو ركيزة التطور و الرقي
مدرس
التعلم بخير بدونك
مراجعة الاخطاء
العنوان رنان والمقال خطبة دينية كاتب المقال المحترم نوافقك ان مافعلته الوزارة انتهاكات كبيرة لكن اخطأ كثير من الطلاب والمدرسين في اقحام السياسة في العملية التربوية