كيف يمكن علاج نقص نسبة الأوكسجين في الدم؟

قد يبدو السؤال سهلاً وتكون الإجابة عليه بديهية: علاج نقص الأوكسجين يكون بإعطاء الأوكسجين! لكن الأمر ليس بهذه السهولة الظاهرية التي يبدو عليها. فعلاج نقص نسبة الاوكسجين في الدم يعتمد على عوامل عدة نذكر منها: السبب أو المرض المؤدي لنقص الأوكسجين، إذا ما كان نقص الأوكسجين مصاحباً بزيادة في نسبة ثاني أكسيد الكربون أم لا، إذا ما كان نقص الأوكسجين حادّاً أم مزمناً، الحالة الكلية للمريض (كعدد مرات التنفس، درجة الوعي وغيرها).

إن الهدف الأساسي من علاج نقص الأكسجة هو الحفاظ على نسبة أوكسجين قريبة من النسبة الطبيعية في الدم وذلك لتجنب أعراض نقص الأكسجة وخاصة على الدماغ، بالإضافة إلى تجنب الأعراض الجانبية للأوكسجين.

ما لا يعرفه الكثيرون أن الأوكسجين كغيره من العلاجات الطبية له أعراض جانبية قد تكون خطيرة في بعض الأحيان. ومن الضروري جدّاً» أن تتم مراقبة المريض الذي يحصل على علاج الأوكسجين مراقبة دقيقة وذلك عن طريق جهاز الأوكسيميتر وعن طريق أخذ عينات دورية لنسبة الغازات الشيريانية.

يوجد الاوكسجين في المستشفيات على هيئتين:

- أنابيب الأوكسجين: وهي موجودة في جميع الأقسام تقريباً» وفائدتها تكون كبيرة أثناء تنقل المريض المحتاج للأكسجين من مكان إلى آخر في المشفى.

- مصدر الأوكسجين في الحائط: حيث يأتي الأوكسجين من خلال مصدر رئيسي موجود خارج المستشفى عن طريق أنابيب مصممة لهذا الغرض. ويوجد في الحائط منظم خاص لتنظيم كمية الأوكسجين الواصلة للمريض.

يعطى الأوكسجين للمريض عن طريق أقنعة مصممة لهذه الغاية ويوجد منها أنواع عديدة؛ يختار منها الطبيب حسب حاجة المريض ودرجة نقص الأكسجة، فمنها ما يصلح لدرجة بسيطة ومنها ما يستخدم للدرجات الشديدة من نقص الأكسجة في الدم. إذا ما استخدم الأوكسجين من قبل المختص فإنه يعتبر علاجاً آمناً بلا مشاكل تذكر. لكن في بعض الأحيان، تحدث بعض الأعراض الجانبية غير المرغوب فيها:

- زيادة نسبة ثاني أوكسيد الكربون (CO2 Narcosis): ولا تحدث للجميع، إنما لبعض المرضى فقط ممن لديهم استعداد لزيادة نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون في الدم، كالمصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن الناتج عن التدخين (COPD).

وتتمثل أعراض زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في حدوث صداع وانخفاض في درجة وعي المريض، عندها يجب أن يجرى تحليل لنسبة الغازات الشريانية بشكل سريع حتى يمكن معرفة السبب.

- التسمم بالأوكسجين (Oxygen Toxicity): يحدث التسمم بالأوكسجين في حال التعرض لنسب عالية من الأوكسجين تحت ضغط مرتفع، ونذكر خصوصاً من يمارسون الغوص العميق (Scuba Divers)، والأطفال الخدج (Premature Babies). لا تتأثر جميع أعضاء الجسم بالدرجة ذاتها بالنسب العالية من الأوكسجين. إن أكثر الأعضاء تاثراً هي : الجهاز العصبي (تشنجات وفقدان للوعي)، الرئتان والعينان.

لذلك نجد أن المرضى المعرضين لزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم، يعطى لهم الأوكسجين عن طريق قناع خاص يمكن التحكم في نسبة الأوكسجين من خلاله بدقة ويسمى (Venturi Mask). لا يعطى هؤلاء المرضى نسباً عالية من الأوكسجين تتجاوز الخمسين في المئة. حتى لا تحدث زيادة نسبة ثاني أوكسيد الكربون لديهم.

ما الذي يجب عليك أو على أحد أقربائك فعله عند التوجه لقسم الطوارئ بسبب صعوبة التنفس أو أحد اعراض نقص الأكسجين؟

إخبار الطبيب بما يأتي:

إذا كنت من المدخنين، وجود مرض مزمن في الرئة، أي زيارات سابقة لقسم الطوارئ، إذا ما كان المريض قد أدخل إلى غرفة العناية القصوى أو إحتاج إلى تنفس صناعي.

أحياناً لا يكفي علاج نقص نسبة الأكسجة في الدم بإعطاء أوكسجين فقط، بل يحتاج المريض إلى أن يكون على جهاز مساعد لعمل الجهاز التنفسي يسمى المنفسة أو جهاز التنفس الصناعي (Mechanical Ventilator)، وهو عبارة عن جهاز مصمم لإدخال الهواء بطريقة صناعية إلى داخل الرئتين وذلك لإعانة التنفس الطبيعي في حالة وجود مرض معين يؤثر على كفاءة التنفس. يستخدم هذا الجهاز في غرف العمليات، العناية المركزة، الطوارئ وأحيانا» في المنزل.

ينقسم التنفس الصناعي إلى نوعين:

الأول: تنفس صناعي غير اختراقي (Non-invasive MV): حيث يتم إعطاء مزيج الهواء والأوكسجين إلى المريض عن طريق قناع مثبت على الوجه، وهو يختلف عن القناع المستخدم لإعطاء الأوكسجين. يستخدم هذا النوع من التنفس الصناعي للمريض الواعي القادر على حماية المجاري التنفسية، وفي أمراض معينة فقط كمرض الانسداد الرئوي الناتج عن التدخين (COPD)، و في حالات الوذمة الرئوية (Pulmonary Edema).

في حالة اختيار هذا النوع من التنفس الصناعي فيجب أن تعلم أنه:

- عليك التعاون مع الطبيب او فني التنفس بقدر الإمكان.

- ستشعر بضغط على الوجه في بداية الأمر لكنك مع مرور الوقت ستعتاد عليه.

- لا يجب أن تتناول أي طعام في حالة وجود قناع التنفس الصناعي على وجهك منعاً لحدوث إستنشاق للطعام داخل الجهاز التنفسي.

- توقع أن يقوم الطبيب أو فني التنفس بأخذ أكثر من عينة لغازات الدم الشريانية.

الثاني: تنفس صناعي اختراقي (Invasive MV): ويتم دفع مزيج الهواء والأوكسجين إلى الرئتين عن طريق أنبوبة بلاستيكية تسمى أنبوباً حنجريّاً (Endotracheal Tube). ويعتبر هذا النوع هو النوع الشائع إلا أنه لا يخلو من المخاطر، لذلك لا يلجأ إليه الطبيب إلا في الحالات الحرجة من نقص الأكسجة والتي لا يمكن علاجها عن طريق الأكسجين فقط.

أما الأسباب الشائعة لاستخدام التنفس الصناعي فهي:

- انقطاع التنفس (Respiratory Arrest) بسبب مرض عصبي كالجلطة الدماغية أو أنواع معينة من السموم.

- متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) والتي تنتج بسبب حوادث السيارات، الالتهابات الرئوية، مرض الأنيميا المنجلية وغيرها.

- مرض الانسداد الرئوي المزمن الناتج عن التدخين (COPD).

- بعض حالات الربو الشديد (Bronchial Asthma)

- نقص الأوكسجين الشديد الناتج عن الالتهاب الرئوي(Pneumonia) والوذمة الرئوية (Pulmonary Edema).