العدد 3660 - الخميس 13 سبتمبر 2012م الموافق 26 شوال 1433هـ

الدخيل: لا يمكن مكافحة الإرهاب والتطرف وتعلم الحوار من البرامج الحوارية

أكد الإعلامي السعودي تركي الدخيل أن البرامج التلفزيونية الحوارية لا يمكنها مكافحة الإرهاب والتطرف في المجتمع، وليس بمقدورها تعليم ثقافة الحوار، أو خلق الأفكار والقيم، معتبراً أن البيت هو المدرسة التي يمكن للفرد تعلم ثقافة الحوار فيه.

وأضاف الدخيل، خلال محاضرة نظمتها جمعية المنتدى مساء الثلثاء الماضي، بنادي الخريجين في العدلية، «إذا كنا نريد مكافحة التطرف من خلال البرامج التلفزيونية، فسنغلق مكاتبنا ونذهب إلى منازلنا. ولا تنتظروا من التلفزيون أن يعلم أبناءكم الحوار، أو يكافح التطرف».

ورأى أن «الإعلام ليس الصانع للثقافات والقيم، بل هو مرآة المجتمع، والإعلام مؤثر لكنه لا يصنع الأفكار والنظريات، وتغيير وعي الناس»

وتحدث الإعلامي الدخيل عن استغلال الطائفية من قبل أطراف عدة في المجتمع، مؤكداً أن «السياسيين والحكومات والانتهازيين سيستخدمون ورقة الطائفية، والحل لا يمكن إلا بزيادة الوعي». واعتبر أن «استخدام الدين في السياسة خطأ».

وعن البرامج الحوارية، أوضح أنها تسمى برامج «توك شو»، «وقد تستضيف ضيفاً أو أكثر، وهناك برامج قد يكون العنصر الرئيسي لها هو الموضوع، وبرامج يكون الضيف هو العنصر الرئيسي».

وذكر أن «بعض البرامج الحوارية، يمكن أن يشارك فيها الجمهور أو متصلين، ليس صحيحاً أن نعتبر أي برنامج حواري ليس فيه مشاركة الجمهور فهو برنامج سيء».

وبشأن تسجيل البرامج الحوارية أو بثها، بيّن الدخيل «لدينا في الوطن العربي أزمة ثقة بين المتلقي والإعلام. وليس دلالة طبيعية كون البرنامج مسجلاً أنه برنامج مرتب أو أفضل من البرنامج الحواري الذي يبث على الهواء».

ووجه الدخيل سؤالاً عن مدى إمكانية طرح قضية شخصية في وسائل الإعلام، وأجاب بالقول: «مادامت قضية لشخصية عامة، ولم تنتقل للحديث فيها بين الناس ولم تشع بين الوسائل المختلفة، فلا يجوز التحدث فيها، أما إذا انتقلت القضية للحديث عنها بين الناس، فيمكن طرحها في وسائل الإعلام».

وأشار إلى أن «مشكلتنا في الإعلام العربي أننا نخلط الرأي بالخبر، الخبر مفترض أن يكون معلومات، لا أن يحتوي على رأي. ونحن الإعلاميين نمارس خطيئة ومازلنا نمارسها، هو أننا من نحدد الصواب والخطأ عند المتلقي، في حين أن المتلقي أصبح واعياً لما ينشر في وسائل الإعلام».

وفي حديثه عن مواصفات مقدم البرامج الحوارية، قال: «العرب درجوا على استحسان البلاغة وحسن المنطق والفصاحة في الحديث بعامة، وفي الحوار بخاصة. وأحبوا في المرء أن يكون جهير الصوت، حسن مخارج الحروف، كثير الريق، واضح النطق، حلو الإيقاع، حاضر البديهة، ثابت الجنان، صائب الإشارة، ظاهر الحجة، شديد المعارضة، عالياً في الخصوم في مضايق الكلام».

وأضاف «العرب عابوا فيه ما يدل على الوجل من عي وبهر وعرق، أو على تردد والحصر كالتنحنح، ومس الذقن. وتكرار الكلمات بلا ضرورة».

وفي سياق محاضرته، لفت الدخيل إلى أن «الإعلام وعاء وأداة، والوعاء لا يمكن أن يمارس سلوكاً، ومن يمارس السلوك هو من يتعاطى مع الأدوات، فمن الخطأ أن نطالب بدولة دينية، لأن الدولة ليست لها صفة التدين أو عدم التدين، ويمكن أن نطالب بدولة مدنية لأن المدنية قوانين وأنظمة. ولا يمكن أن نصف الإعلام بأنه إعلام متسامح أو متطرف، لكن الذين يمارسون الإعلام بتطرفهم، يمكن يستخدموا أداة الإعلام لتطرفهم».

العدد 3660 - الخميس 13 سبتمبر 2012م الموافق 26 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً