العدد 3658 - الثلثاء 11 سبتمبر 2012م الموافق 24 شوال 1433هـ

فيلمٌ وثائقيٌ أيضاً

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في نهاية الجلسة الأولى من المؤتمر الحقوقي الذي نظمته الجمعيات السياسية المعارضة صباح السبت الماضي في نادي العروبة، تم عرض فيلم وثائقي يلخص عنوان المؤتمر «الانتهاكات مستمرة... ماذا بعد تقرير بسيوني».

الفيلم استمر سبع عشرة دقيقة تقريباً، وتضمن صوراً ولقطات للانتهاكات التي تدّعي المعارضة حدوثها على نطاق واسع في الربع الأول من العام الماضي (2011)، وما شابها من عمليات قتل وتعذيب واعتقالات طالت المعلمين والممرضين والأطباء والعمّال والطلاب الجامعيين، وما تلا ذلك من تشكيل لجان تحقيق في الوزارات وما أعقبها من فصلٍ للآلاف من وظائفهم وقطع أرزاقهم.

الفيلم استعرض في جزء منه بعض صور الضحايا والانتهاكات، بينما ركّز الجزء الأكبر منه على خطاب محمود شريف بسيوني، رئيس لجنة تقصي الحقائق الذي زكّته السلطات البحرينية للخروج بتقريرٍ يدلها على الأخطاء التي وقعت فيها، ويرسم لها خريطة طريقٍ للخروج من الأزمة.

بسيوني ساعده على كتابة التقرير محاميان دوليان، (بريطاني وكندي)، ومحاميتان شرقيتان (إيرانية وكويتية)، وأصدر تقريره في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، وضمّنه توصياتٍ عديدةً ومعلوماتٍ موثقةً، بحيث بات يمثل «قاعدة معلومات» صلبة ومرجعاً لمن يريد مستقبلاً دراسة هذه الفترة العاصفة من تاريخ البحرين. وهو في المحصلة أقر بثمانين في المئة من رواية المعارضة للأحداث، و20 في المئة من الرواية الرسمية، بعدما أخرج العامل الخارجي من المعادلة، وركّز على الأسباب الداخلية للاحتجاجات. لا غرابة والحال هذه أن تتمسك المعارضة بهذا التقرير، بحيث يصبح أحد اشتراطاتها للحل، كما في وثيقة المنامة، جنباً إلى جنب مع نقاط ولي العهد السبع.

المؤتمر جاء ليبني مرةً أخرى على التقرير، وليسجّل نقطةً أخرى على النظام بإثبات أن الانتهاكات استمرت بعد بسيوني، فأعداد الضحايا يومها كانت في حدود الأربعين، وتجاوزت الآن المئة. واللجنة التي قابلت 3 آلاف شخص، من مختلف الأطراف، أكّدت اعتقال 2929 شخصاً. كما أدان التقرير الإعلام الرسمي وما مارسه من دور تحريضي ساهم في شق المجتمع البحريني وتشطيره بصورة حادة، واتهم التلفزيون بالإساءة إلى سمعة الناس والتشهير بهم في برامجه المبثوثة على الهواء. وهي قضيةٌ عاشها الجميع، حيث تعرّض العشرات إلى الاعتقال بسبب تلك البرامج التي تحضّ على الكراهية وإقصاء الآخر.

الفيلم على قِصَرِه، أعاد أجواء تلك الفترة الكالحة إلى الأذهان، ورصد الكثير من صور الانتهاكات التي استمرت بعد تقرير بسيوني، بما فيها من تعدٍ على النساء. وهي لقطاتٌ وصورٌ أغلبها موجودٌ على مواقع التواصل الاجتماعي، ولعل اللقطة الأكثر تأثيراً، صورة المرأة التي تخرج من سيارتها في إحدى المناطق السكنية، وقبل أن تستدير لتُخرج طفلها منها، تداهمها قوات الأمن بإطلاق قنبلةٍ دخانيةٍ تغطّي السيارة بمن فيها بسحابةٍ كثيفةٍ من الغاز.

المؤتمر شاركت فيه شخصياتٌ وطنيةٌ وسياسيةٌ، ونشطاء حقوقيون ومحامون وأكاديميون، وكانت نسبة حضور النساء لا تقل عن الربع، فالمرأة البحرينية كان لها دورٌ فاعلٌ في هذا الحراك السياسي، ونالها بسببه الكثير من الأذى والاضطهاد. ومن بين 11 ورقة بحثية، قدّمت المرأة ثلاث ورقات (محامية وناشطتان سياسية وحقوقية)، وترأست نساء أخريات بعض الجلسات.

أوراق المؤتمر تمثل وجهة نظر المعارضة وتقييمها للوضع السياسي الحالي في البحرين، وقد جاء المؤتمر ليقدّم المزيد من التوثيق العلمي للانتهاكات، ليبني طبقةً أخرى على تقرير دولي موثّّق أيضاً!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3658 - الثلثاء 11 سبتمبر 2012م الموافق 24 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 3:54 م

      لن ننسى من رقص على جراحنا!

      فترة عصيبة نالت فيها من كل شريف وصاحب حق لا يوجد بيت بحراني الا وتضرر ووصلته النكبة وقد تهون المصائب علي شخصيا الا شماتة من كنا يوما نعدهم اخوانا فصاروا يرقصون على جراحنا

    • زائر 14 | 1:50 م

      اة يا زمن

      عورت قلب المراة مع طفلها و ما عور قلبك الشرطي الذي داسته السيارة

    • زائر 13 | 11:15 ص

      الف تحية للجنة اامنظمة للمؤتمر

      نجاح هدا المؤتمر يرجع الي الدور الدي لعبة اعضاء اللجنة الدين سهروا علي اعداد وتنطيم هدا المؤتمر خاصة وان هدة المجموعة من النشاط في جمعياتهم الخمس فتحية لكل واحد منهم اعد وشارك في نجاح هدا المؤتمر لان نجاحة نجاح للبحرين الدي ينشد الديمقراطية التي ليست ببعيدة

    • زائر 11 | 3:35 ص

      وصمة عار لا تنطوي

      حقائق تاريخية يندى لها الجبين تلاحق اصحابها الى ابد الدهر..

    • زائر 10 | 3:26 ص

      وفقهم الله

      وفقهم الله و سدد خطاهم

    • زائر 9 | 3:16 ص

      من يقف مع الباطل سوف يأتي يوم يأكله الباطل ويرميه عظاما

      لا نصير ولا انتصار كالحقّ فمن مع الحق تراه رغم الآلام مطمئنا ثابتا واثقا مهما تكالبت عليه الامور فثقته بعدل الله وقضائه تجعله واثق الخطوات كما قالت ام كلثوم واثق الخطوة يمشي ملكا.
      الوقوف مع الباطل يجعل الانسان متأرجحا متناقض الاقوال والافعال غير مرتاح البال يخاف من تلقبات الزمان واكثر ما يخاف من لقاء الله وهو على حاله نصير الباطل والظلم هذا لمن في قلبه بقيت ذرة من ايمان اما من خلا قلبه فلا كلام معه

    • زائر 8 | 2:11 ص

      نناشد المحكمة الإلهية

      قل للشامتين أفيقوا
      سيلقى الشامتين كما لقينا
      إعلام وإنتهاكات وسلطة ، ماذا تستطيع غير القول "إنا لله وإنا إليه راجعون"
      حسبنا الله ونعم الوكيل ، والأمر لك يا رب العالمين ونحتكم لديك يا أحكم الحاكمين.
      محكمتك يا إلهي لا تحتاج لتقارير موثقة ولا شهود مزورة . حكمك ثابت عدله جار
      قضاؤه ، فأدركنا يا رب العالميم ولو بعد حين.

    • زائر 7 | 1:41 ص

      إلى متى ؟

      إلى متى تتجاهلون إنتهاكات ما يسمى بالمعارضة قبل وبعد بسيوني !!؟ إلى متى ؟ هذه معارضة شيطانية بلباس ملائكة . لن يحصل أي تقدم حتى تبحثون في ذاتكم وتقولون - نعم تعرضنا لإنتهاكات ولكنا إيضا ما قصرنا .. إلى متى ؟

    • زائر 6 | 1:28 ص

      حالة لحالات الممتنع عن الموافقة و المعارض لها

      ليس بجديد أن المجتمع البحريني غالب عليه الإنقسام بين ممتنع و معارض ومناصر أو موافق على ما حدث في البحرين ...
      من الواضح أن المواقف عديدة بينما الجهات ثابته ومعروفه للوضع الصحيح من دونه. لكن اشكالية المسميات لا تعكسها الأفعال أحياناً و قد لا تكون صورة للواقع المقلوب ما يقود الى خفي حقيقة الواقع .
      فالمُعارض فعل فاعله مُعارض ومؤنثه معارضةٌ وحالته كذلك، بينما موافق فاعل فعل الموافقة وله صفة الموافقة.
      فما عمل من قام بالامتناع أو الموافقة أوالمعارضة؟

    • زائر 5 | 1:20 ص

      كتاب عن الامام جعفر الصادق

      الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب ارجو قرائته ففيه غرائب وحكم لم يتوصل لها العلم حتى اليوم .

    • زائر 4 | 1:10 ص

      لقد لدغ الشعب البحريني مرارا و يعفوا و يصفح

    • زائر 3 | 12:59 ص

      بحرانيه

      الله ع الظالم.

    • زائر 1 | 11:21 م

      عين الله لاتنام.......

      لا ولن تمر تلك الجرئم من دون حساب فالقد وثقتها الملائكه وعرضت على الملك الحق العدل قبل ان يوثقها بسيوني او اي منظمه حقوقيه...نحن مطمئنون وواثقون بان العداله الئلآهيه سوف تاخذ مجراهه عاجلا او آجلا .

اقرأ ايضاً