اختتمت قبل يومين الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة التي تعرف بمسمى (البارالمبية) في دورتها الـ 15 التي أقيمت بعد شهر تقريبا من نهاية أولمبياد لندن 2012 للأسوياء.
ذلك الأولمبياد الذي أخفق فيه العرب كثيرا على رغم كل مجنسيهم من مختلف أصقاع الدنيا حظي بتغطية اعلامية وتلفزيونية استثنائية في القنوات العربية، في حين أن أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة الذي أبدع فيه اللاعبون من أبناء البلد محققين 66 ميدالية منوعة مقابل 12 ميدالية فقط للأسوياء بمجنسيهم لم يحظ بأي تغطية بل كانت شبه معدومة.
تصفحت يوم أمس الملاحق المحلية وصحفا عربيا باحثا عن خبر ولو صغير عن هذا الأولمبياد الذي شارك فيه أفراد قهروا الاعاقة وأثبتوا أنهم الأصحاء الحقيقيون القادرون بإرادتهم على فعل ما لا يفعله الأسوياء، هذا الأولمبياد في يوم ختامه لم تجد له أي شيء يذكر من التغطية إلا النزر اليسير اليسير!.
على العكس من ذلك حطم الحضور الجماهيري في لندن كل الأرقام القياسية العالمية في مثل هذه المناسبات، بل إن أبطاله من ذوي الاحتياجات الخاصة أصبحوا نجوما لامعين يحضون بالاحترام والتقدير الذي يستحقونه.
الغرب الذي نشتمه صبح مساء أثبت مجددا احترامه لذاته ولانسانه المعاق باعتبارهم قيما حضارية وأفرادا لا يقلون شأنا عن الأصحاء إن لم يفوقوهم شأنا بإرادتهم الصلبة على رغم المعاناة، وهو ما لمسناه في التحية الخاصة التي حيا بها الجمهور الإنجليزي أبطاله من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد أن حلوا في المركز الثالث عالميا.
نفسيا يقال إن سر العزوف عن أولمبياد المعاقين يعود إلى أن الانسان يحب تقمص شخصية البطل، وفي حالة المعاق من الصعب نفسيا تقمص الشخصية ولذلك هناك عزوف جماهيري وهو ما نشهده في أي مسابقة لذوي الاحتياجات الخاصة تقام في ملاعبنا، إلا أن الغرب أثبت كذب هذه النظرية بحضوره القياسي واهتمامه الإعلامي الهائل.
هناك ينظرون للفرد كإنسان بغض النظر عن لونه أو جنسه أو عقيدته أو إعاقته، وهنا في أمتنا التي من المفترض أن تكون خير أمة مازلنا نعتمد كل التقسيمات والتي أثبتتها (البارالمبية) من خلال حرمانها تماما من التغطية ولو بالقليل في الوقت الذي حظي فيه أبطالنا العرب في لندن باحترام العالم أجمع.
ذوي الاحتياجات الخاصة العرب كانوا في الموعد محققين 66 ميدالية منها 21 ذهبية و19 فضية و26 برونزية وأين هذا مما حققه الأصحاء من دون أن يسمع عنهم أحد أو يقرأ عنهم فضلا عن أن يعرف هؤلاء الأبطال من أبناء البلد الأوفياء.
إرادتهم قهرت تغافلنا، بل قهرت تمييزنا الفض في زمن نتباهى فيه بقيمنا في الوقت الذي نؤكد يوميا أننا مازلنا بعيدين جدا عما بلغه الآخرون.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3657 - الإثنين 10 سبتمبر 2012م الموافق 23 شوال 1433هـ
بهلول
إلا على فكرة ليش ماجنسنا معاقين نشارك بهم في الأولمبياد الموازي؟