العدد 3657 - الإثنين 10 سبتمبر 2012م الموافق 23 شوال 1433هـ

«التباهي» بين ربّات البيوت يرفع أعداد خدم المنازل في البحرين

نمو كبير في رسوم الاستقدام تصل إلى 900 دينار

استقدام العاملات للخدمة المنزلية عادة منتشرة في المجتمع البحريني بسبب تغير الحياة الاقتصادية وعمل المرأة
استقدام العاملات للخدمة المنزلية عادة منتشرة في المجتمع البحريني بسبب تغير الحياة الاقتصادية وعمل المرأة

تشتكي زهراء من أن راتب زوجها المتقاعد لا يكاد يكفي إطعام العائلة المكوّنة من 6 أشخاص والتي تسكن في إحدى مدن البحرين، ولهذا فهي تتلقّى معونة شهرية لمساعدتها على تغطية أعباء الحياة المعيشية التي تتزايد باطراد.

غير أن زهراء لا تتوانى عن دفع راتب خادمتها التي جلبتها من إحدى الدول الآسيوية التي تزوّد البحرين وبقية دول الخليج العربية بالأيدي العاملة الرخيصة، وقبل ذلك دفعت مبلغاً يصل إلى 900 دينار لمكتب استقدام الأيدي العاملة الواقع في العاصمة (المنامة)، إضافة إلى تغطية المصروفات الأخرى مثل تأشيرة الدخول.

كما أن المطلقة ليلى والتي تسكن بالقرب منها هي الأخرى تتلقى معونة مالية شهرية من وزارة التنمية، بالإضافة إلى «المكرمات» التي تتلقاها بين الحين والآخر بهدف مساعدتها على العيش بكرامة في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 1,2 مليون نسمة، نصفهم تقريباً من الأجانب.

ليلى عليها كذلك، مثل جارتها سلوى، دفع راتب يبلغ بين 80 و75 ديناراً شهرياً إلى الخادمة الآسيوية، بالإضافة إلى دفع مصروفات استقدامها للعمل لمدة عامين في البيت الذي تقطن فيه. ولأن ليلى مطلقة، فهي وحيدة ولكن تقوم برعاية أولاد ابنتها وكذلك أبناء ولدها المتزوج.

وتفتخر ليلى، وهو اسم مستعار، بأنها تغلق الباب على الخادمة عند خروجها من المنزل حتى لا تخرج وتبقى حبيسة الدار حتى تعود، خوفاً من هربها كما حدث ويحدث مع صديقتها أم جاسم التي كلما جلبت خادمة هربت من منزلها ولم تر أثراً لها.

لكن السيدة التي أطلقت على اسمها أم محمد، والتي تبلغ من العمر نحو 60 عاماً، وتسكن في قرية أخرى، ترفض السير في الطريق نفسه واستقدام خادمة لمساعدتها في أعمال المنزل، وتفضّل القيام بعمل المنزل بنفسها لخدمة زوجها وأحفادها بعيداً عن المفاخرة بترف الحياة.

تسرد أم محمد قصتها مع خادمة كانت قد استقدمتها في السابق فتقول إن رسوم مكاتب استقدام الأيدي العاملة والخدم كانت منخفضة، وكذلك الراتب «وبين ليلة وضحاها تبدّل كل شيء وقفزت الرسوم والمصروفات إلى أكثر من ألف دينار، ناهيك عن المشكلات التي تحدث خلال تواجدها.

وشرحت أن الخادمة التي جاءت من سريلانكا استمرت مدة عامين هربت من المنزل بعد أن غرّر بها أحد أصدقائها ووعدها بعمل أفضل وراتب أعلى، ولكن بدلاً من ذلك فقد وجدت طريقها إلى الرذيلة في أحدى الشقق. ومن ذلك الوقت أقسمت ألاَّ استقدم أي خادمة من أي جنسية».

وبيّنت «بكل صراحة، استقدام خدم المنازل أصبح موضة العصر، وللتفاخر بين ربات البيوت على رغم المشكلات الكبيرة التي تأتي من ورائهن. كثيرات منهن تصرخ وتستغيث من الغلاء الفاحش، ولكن جمعيهن يدفعن أكثر من ألف دينار لجلب خادمة قد لا تبقى في المنزل أكثر من 3 أشهر!».

وأضافت «في بعض المنازل، تجد أكثر من خادمة, واحدة إلى الأم والثانية إلى البنت والثالثة إلى الولد (...) وهكذا. أليس الأجدر بأن يتم صرف الأموال على التعليم وتدريب الأبناء بدلاً من تبذيرها على الخادمات؟ صحيح أن بعض العائلات تحتاج إلى خدم بسبب العمل أو كبر السن، ولكن هذا التفاخر يضر بالعلاقات الاجتماعية».

وقد استفسرت «الوسط» من أحد مكاتب استقدام خدم المنازل من الفلبين إلى البحرين، فأوضحت المتحدثة أن الرسوم تختلف «فإذا كان لدى الخادمة خبرة سابقة فإن كلفتها 800 دينار، وأما إذا كانت جديدة فإن الكلفة تبلغ 750 ديناراً، يدفع مقدماً 200 دينار والباقي عند وصولها إلى البحرين».

كما أوضحت المسئولة، التي رغبت في عدم ذكر اسمها، أن المكتب يستقدم بين 20 إلى 30 خادمة من الفلبين فقط إلى البحرين شهرياً. وأضافت «لا أستطيع الجزم بصول الخادمة إلى البحرين قبل 40 يوماً من تقديم الطالب».

لكن أم حسين، التي تقطن إحدى قرى البحرين، وطلبت استقدام خادمة لها من مكتب في المملكة، ذكرت في حديث إلى «الوسط» أن الخادمة وصلت بعد انتظار دام أكثر من 4 أشهر، وعملت في المنزل لمدة شهرين قبل أن تطلب العودة إلى بلدها، حتى قبل انتهاء المهلة البالغة 3 أشهر».

وأفادت: «قمت بدفع 800 دينار لمكتب الاستقدام، ودفعت رسوم التأشيرة والفحص الطبي، وقمت بشراء ملابس جديدة لها، وطلبت هاتفاً جديداً وبطاقة شحن؛ أي صرفت نحو ألف دينار، وفي النهاية لم استفد منها على رغم حاجتي الماسّة بسبب عملي خارج المنزل».

لكن يبدو أن أم حسين وفرت على نفسها عناء البحث عن الخادمة التي لم تهرب من المنزل كما فعل العديد منهن؛ إذ إن العديد من البحرينيات اشتكين من ظاهرة هروب عاملات المنازل، وأشرن خلال حديثهن إلى وجود «عصابات مجهولة تقف وراء هروبهن؛ إذ تم العثور على عدد من العاملات الهاربات في شقق للدعارة أو في الفنادق».

كما تحدثت البحرينيات عن أن القوانين المعمول بها في البحرين، لا تقف في صف المواطن فيما يخص هروب عاملات المنازل؛ إذ يتكفل المواطن وزر هروبهن، من خلال تحميله كُلَفَ تذاكر السفر للعاملات الهاربات بعد العثور عليهن.

وتزخر المنتديات بالتعليقات بشأن خدم المنازل وكيفية استغلالهن من قبل ضعاف النفوس بسبب حاجتهن للمال؛ إذ أشار بعضهم إلى أن خدم المنازل اللاتي تستقدم من إندونيسيا، وهي أكبر دولة إسلامية، هن الأفضل من حيث العلاقات الاجتماعية، في حين أن الإثيوبيات هن الأسوأ.

ولا يوجد رقم حديث لعدد خدم المنازل من الجنسين في البحرين، ولكن إحصاءات سابقة بيّنت أن العدد تضاعف خلال 5 سنوات وبلغ نحو 80 ألفاً في العام 2010، من ضمنهم نحو 65 في المئة من الإناث.

لكن مسئولاً في وزارة العمل أفاد بأن قسم التراخيص أصدر في العام 2011، 30710 تصاريح عمل جديدة لخدم المنازل ومن في حكمهم؛ بينما وصل عدد تصاريح العمل التي تم تجديدها خلال السنة نفسها 17489 تصريحاً.

العدد 3657 - الإثنين 10 سبتمبر 2012م الموافق 23 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 8:14 ص

      صح لسانك زائر 1

      صح كلامك خصوصا الي ناس صاحية وبقوتها وقاعدين عطالين البنات ياكلون ويرمون ومقابلين هالتلفونات ويبون خدامة حق الكسل
      الي عندهم مومشكلة بس لين بتنضغط ليش تبلش عمرك تساعدو والحركة بركة كللش كللش خدامة بالساعات يومين بالاسبوع بعد ارخص من الدائمة

    • زائر 11 | 1:54 م

      كل شي ممكن

      كنت اعتقد اني لا استطيع ان أعيش في المنزل الكبير منغير خادمه لكنه بعون من الله قرابته العامين أعيش من غير خادمه لكني مرتاحه البال تعبه الجسد عوضني ربي بصحه افضل من أعوام الي قضت الخادمات في منزلي قراري أتا بعد غلاء الخدم لانهم ليس بالأيدي العامل المتدربة تقدم الخادمه وعلى ربتى المنزل ان تعلمها شهور حتى تتقن العمل يكون انتها مدتها

    • زائر 10 | 1:17 م

      السبب خروج المرأه الى العمل

      لعل من أهم الأسباب التب جعلت معظم مكونات المجتمع البحريني يستجلب الخدم هو انخراط المرأه في العمل وانشغالها عن اسرتها فلكل شي ضريبه فليس من الممكن أن تعمل المرأة من الصباح الى ثمان ساعات متواصله وبعدها ترجع من العمل منهكة ونريد منها أن تأدي واجباتها المنزليه. فلا بد من اللجوء الى الخادمه لتأدية الأعمال المنزليه التي لا تستطيع المرأة العامله أن تأديها.

    • زائر 9 | 5:01 ص

      آآآآخ يا زمن أول

      آآخ يا زمن الأول،،تتقسم مهام تنظيف البيت على كل أفراد الأسرة،،بنيه تخم الدرج
      والثانية تغسل مواعين الريوق،،والثالثة عليها مواعين العشا
      ألحين البنات ما يبون يسوون شي في البيت وحجتهم الدراسة،،يعني الأوليين ما درسوا وما نجحوا؟
      ياريت نعلم أولادنا وبناتنا إن شغل البيت مهمة يشترك فيها كل أفراد الأسرة مو بس الأم المسكينة.

    • زائر 8 | 4:56 ص

      الحمدلله على كل حال

      والله رغم المرض وكبر حجم البيت وعندي أولاد أشتغل شغل البيت من غير اللجوء للخادمة من زود ما أسمع عن مشاكلهم وبلاويهم،رغم إني ساعات أوصل حدي وأصارخ وأتحلطم من التعب والمرض..وفي الشهر مره أجيب خادمة بالساعة علشان بعض التنظيفات إللي ما أقدر أسويها بسبب المرض.

    • زائر 7 | 4:14 ص

      الحمد لله

      الحمد لله اقوم بأعمال منزلي لوحدي حته من دون مساعدة زوجي وانا اعمل وانا اقوم بكل الأعمال حته الخارجيه منها وبعد الله لا يحوجني إله شغاله

    • زائر 6 | 4:08 ص

      ابوحسن

      سبب هروب الخادمات هو أرتفاع إجور الفري فيزا وصل أجر الخادمة فري فيزا الى 170 دينار وأكثر وقد يرجع السبب الى تعنت وزارة العمل في الصديق للمقيمين بإستجلاب الخدم ، كما أن كثير من البحرينيين وخاصة مكتسبي الجنسية يتحصلون على الموافقة بإستجلاب خادمة ولا يستفيد منها لشخصه وإنما يدفع بها الى عالم الفري فيزا نظير مبلغ سنوي أو شهري متفق عليه .

    • زائر 5 | 3:12 ص

      معظم حالات الهروب سببها العبودية

      معظم حالات الهرب تكون بسبب التعامل مع الخدامات كالعبيد، و حرمانهم من اقل اشكال الترفيه و كما ذُكر اغلاق الباب عليهم و هو يعد خطيراً في حالات الطوارات، غير الاسائات المعنوية، لا احد يستحمل سنتين

    • زائر 12 زائر 5 | 4:19 ص

      مكاتب الخدم و الخدم هم السبب و ليست العبودية و للاسف القانون ينصفهم اكثر من الموتطن

      واللي معززهم و مكرمهم نفس حالتي هاي بعد عبودية خدم هالزمن موب خدم و اكثر مكاتب الخدم يحثون الخدم على الهروب بعد الثلاث الشهور التجلربية و انا اتكلم من تجربة و للاسف القانون يظلمنة و ينصفهم !!! عبالهم ياين سياحة و نقاهه في الاخير ما اقدر اقول الا شر لا بد منه

    • زائر 4 | 11:30 م

      حتى الفقاره يحتاجون من يخدمهم

      والله ف ها الزمن محد يقدر يعيش من غير شغاله بيوت الاول غير عن بيوت الحين اللي كلها گاشي وغبار وترى الشغالة مو من كماليات الحياة الا من ضرورياتها وبيوت الفقاره اللي فيها كبار سن يخادون معونات يحتاجون خدم تشيلهم واقول هي مو حجه عشان قطع المعونات عن الفقاره

    • زائر 3 | 10:57 م

      هاتف ساخن

      العديد من الخدامات يهربن من الكفيل الاول ثم يطلبن راتب 160 دينار من مستخدم اخر (بدون كفالة) و هذا منتشر في شارع البديع .. الحل هو حماية المستهلك من قبل الداخلية بانشاء خط ساخن و معاقبة المستخدمين (بدون كفالة) و الا فالذي يحدث حاليا مزيد من الخسارة لجيوب البحرينيين

    • زائر 2 | 10:52 م

      حاجة ملحة

      اصبح وجود الخادمة لاغني عنه اليوم بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي تضطر بسببه الام الي العمل ولكن لكل شي ثمن وهنا الثمن هم الأولاد فتربيتهم تسند الي الخادمة التي لايعلم الا الله كيف هي تكون بغياب الأبوين او حضورهم منهكين ويميلون الي الراحة ( لابد من تضحية احد الأبوين من اجل آبائنا التربية اكثر من إطعامهم والباسهم )

    • زائر 1 | 10:44 م

      لسان حال كل البحرينيين:

      ما عندنا بنموت ما عندنا بنفنقش:
      70 دينار خدامة
      80 دينار تلفونين والبعض 3!!
      ------
      150 دينار شهريا خرطي
      ونهاية الشهر يجمع الربابي يصب بترول ... ويحطها على الحكومة ما يحطها على فشله وخيابته في كل شهر!!

اقرأ ايضاً