أطلقت شرطة مكافحة الشغب في الهند الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المحتجين على شاطئ بالقرب من أكبر مشروع للطاقة النووية في البلاد والمقرر بدء العمل فيه في غضون أسابيع على الرغم من معارضة مستمرة منذ شهور.

وأظهرت لقطات تلفزيونية متظاهرين تتقاذفهم الأمواج بعد أن ألقوا بأنفسهم في الماء أو يفرون في قوارب صيد مع تقدم المئات من قوات الشرطة.

وألقى المحتجون الحجارة على الشرطة وأفادت أنباء بوقوع إصابات بين الجانبين.

وكان نحو أربعة آلاف ناشط أغلبهم من نساء وأطفال قرى تمتهن الصيد قد خيموا على الشاطئ الواقع على بعد نحو كيلومتر من محطة كودانكولام النووية تعبيرا عن القلق من التهديد الإشعاعي الذي يمكن أن تسببه المحطة.

وطرح أول تصور للمحطة النووية التي تقيمها روسيا في عام 1988 وكان من المفترض أن يبدأ العمل فيها العام الماضي لكن محتجين أحاطوا بالمجمع بعد أن ألحق زلزال وأمواج عاتية في اليابان أضرارا جسيمة بمفاعل فوكوشيما دايتشي النووي مما سبب تلوثا إشعاعيا وأجبر السلطات على اخلاء المنطقة.
ويخشى المحتجون تكرار المشهد في منطقة تضررت كثيرا من أمواج المد العاتية في المحيط الهندي عام 2004.

وكان مجلس إدارة الطاقة الذرية التابع للحكومة الهندية قد أجاز الشهر الماضي تزويد أحد مفاعلي المحطة النووية بالوقود في واحدة من الخطوات النهائية قبل بدء إنتاج الطاقة.

وسيوفر المشروع 2 جيجاوات من الكهرباء تكفي لتزويد ملايين المنازل بالطاقة وتخفيف أزمة كهرباء في ولاية تاميل نادو. ومن المقرر بناء مزيد من المفاعلات.

وتعاني الهند من عجز في الكهرباء يصل إلى 12 في المئة في ساعات الذروة مما أدى إلى تباطؤ الاقتصاد. وسبب عطل في الشبكة في يومين متتالين هذا الصيف انقطاعا في الكهرباء يرجح أنه كان الأكبر في العالم على الإطلاق. وألزمت الهند نفسها برفع قدرتها الكهربائية خاصة من خلال الفحم على مدى السنوات الخمس المقبلة لكن نمو هذا القطاع شهد تباطؤا أيضا بسبب المخاوف البيئية وسوء الإدارة.

ويمثل الفحم الان 60 في المئة من الطاقة المستهلكة في الهند. وتعتزم الهند إضافة 63 جيجاوات من الطاقة النووية من خلال بناء 30 مفاعلا نوويا بحلول عام 2032 .

وتمثل الطاقة النووية أقل من ثلاثة في المئة من القدرة الاجمالية وأدت احتجاجات إلى تباطؤ التقدم في مشروعات أخرى.