العدد 3655 - السبت 08 سبتمبر 2012م الموافق 21 شوال 1433هـ

«الوسط» ساندت «الربيع العربي» منذ انطلاق شرارة «عربة البوعزيزي»

منذ انطلاق شرارة «الربيع العربي» في عربة التونسي محمد البوعزيزي اختارت «الوسط» أن تقف بجانب هذا التحول التاريخي العميق في العالم العربي شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً.

كانت مجازفة كبيرة أن تقف الصحيفة بجانب ثورة ناشئة في ظل استمرار النظام التونسي السابق الذي واجه الحراك الشعبي، لكن «الوسط» كانت رؤيتها واضحة بأن الأمر لن يتوقف عند عربة البوعزيزي فحسب، وإنما كانت هذه الحادثة إرهاصاً لولادة عالمٍ عربي جديد يقوم على احترام إرادة الشعوب وتكريس مبادئ العدالة وسيادة القانون.

وبالفعل، لم تكن تونس سوى الشرارة، وواكبت «الوسط» هذا الحدث والتظاهرات الصاخبة والناقمة في المدن التونسية حتى انتصار «ثورة الياسمين» بعد خروج الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي على طائرة فاراً من تونس.

ولم تجف دماء التونسيين الذين دشنوا حقبة جديدة من تاريخ العالم العربي حتى انتقلت كرة النار الديمقراطية من تونس إلى بلدان عربية عديدة، فما هي أسابيع حتى اشتعلت مصر، قلب العالم العربي النابض ومهد الثورات.

على خلاف الوضع في تونس، كان المجتمع الدولي فضلاً عن النظم السياسية العربية مترددة في دعم الثورة المصرية والوقوف إلى جانبها، وفي ذلك اعتبارات سياسية وثقافية واجتماعية خطيرة، لأن الجميع كان يعلم أن مصر - بثقلها الكبير- ستترك تداعياتها على العالم العربي كله، لكن «الوسط» راهنت على الوقوف مع انتفاضة الشعب المصري كما وقفت مع التونسيين من ذي قبل.

تصدرت أحداث مصر السياسية والأمنية العناوين الرئيسية في الصحيفة، وخصصت مساحات واسعة لتغطية مجريات الحراك الشعبي العارم في مختلف أنحاء مصر، ومعركة المد والجزر التي استخدمتها السلطات المصرية في مواجهتها لثورة جماهيرية غير مألوفة.

ميدان التحرير الذي كان يعج بالثوار مثّل الصورة الأولى في واجهة صفحات «الوسط» لفترة طويلة، وكذلك حوادث الإسكندرية والسويس وسيناء ومختلف المحافظات المصرية، كما أخذت «الوسط» على عاتقها رصد ردود الأفعال المحلية والدولية على التغيير الدراماتيكي في المشهد المصري، يوماً بيوم، ومتابعة ملاحقة لحظة بلحظة على الموقع الإلكتروني للصحيفة، لتقدم لقرائها ومتابعيها آخر أخبار الثورة التي توجت في نهاية المطاف بسقوط نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك، وولادة «الجمهورية المصرية الثانية».

وكما تابعت لحظات التغيير الصعبة والحالكة كانت «الوسط» مواكبة لثمار الربيع العربي، فخصصت تغطيات إخبارية وتحليلية يومية في مساحات شاسعة عن التطورات السياسية والاجتماعية في مشهد دول الربيع العربي، ومنها الانتخابات المصرية والتونسية، التشريعية والرئاسية.

ولم يختلف الأمر مع الثورة الليبية التي أطاحت بنظام معمر القذافي بعد تقدم الثوار بغطاء عسكري من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وكذلك الثورة اليمنية التي قادها شباب التغيير في ساحات صنعاء ومدن اليمن وأرجائه، والتي استمرت في حالة من الركود والتقدم وصولاً للمبادرة السياسية التاريخية التي قدمتها دول مجلس التعاون الخليجي والتي كتبت فصلاً جديداً من فصول الحياة السياسية في اليمن بعد خروج الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح من السلطة بعد التمسك بها لعقود من الزمن.

ولم ينقطع خيط الفجر في العالم العربي، حيث واكبت «الوسط» انتقال نسائم الربيع من بلدٍ عربي إلى آخر، والهبة الشعبية في غالبية العواصم العربية، وكانت آخرها الثورة السورية التي بدأت قبل أكثر من 18 شهراً، فيما لا تزال رحاها تدور في المدن والأحياء وشتى مناطق الشام، ولم يغب هذا الحدث التاريخي الكبير في سورية عن صفحات «الوسط» رصداً وأخباراً وتحليلاً، فيما لم تنقشع الغيوم عن المشهد السوري بعد.

بكل ثقة يمكن القول ان «الوسط» كانت وستبقى صديقة حميمة لحراك الشعوب العربية الثائرة بحثاً عن الخبز والحرية.

العدد 3655 - السبت 08 سبتمبر 2012م الموافق 21 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً