يحرص الكثير من البحرينيين على تعلم أساسيات الإسعافات الأولية، التي تؤهلهم لمعرفة كيفية إنقاذ حياة الأشخاص الذين يتعرضون لإصابات مفاجئة، سواءً أكانت في مواقع عملهم أم في أي مكان عام.
وزاد حرص البحرينيين على تعلم هذه الأساسيات، من خلال الدورات التدريبية، بعد تزايد حالات الإصابة بالسكتة القلبية، والإصابات الأخرى كالجروح أو حالات الغرق وغيرها.
ويحتفل البحرينيون اليوم الأحد (9 سبتمبر/ أيلول 2012) باليوم العالمي للإسعافات الأولية، في الوقت الذي تطمح فيه جهات مختلفة إلى تحقيق مشروع «مسعف لكل بيت»، وهو أحد المشاريع التي تعمل على تنفيذها جمعية التمريض البحرينية، وجمعية الهلال الأحمر البحريني.
وتحتفل باليوم العالمي للإسعافات الأولية الذي أطلقه الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر الدولية في العام 2000، تحتفل أكثر من 100 جمعية صليب وهلال أحمر في مختلف أنحاء العالم من خلال تنظيم فعاليات ومهرجانات مختلفة.
وفي هذا الصدد، قال مدرب مدربي الإسعافات الأولية المعتمد من منظمة الإسعافات الطبية الأميركية إبراهيم الدمستاني، إنه درب أكثر من 860 شخصاً على أساسيات الإسعافات الأولية، وذلك منذ سبتمبر 2011 وحتى الآن، مع منحهم شهادة دولية معترف به من المنظمة، وجمعية القلب الأميركية، مشيراً إلى أن هناك اهتماماً كبيراً من قبل مواطنين عاديين لتعلم هذه الأساسيات، في حين أن الاهتمام يجب أن يكون لدى الشركات والمؤسسات المختلفة، سواءً الصناعية أو غيرها.
وذكر الدمستاني أن الإسعافات الأولية قبل 5 أعوام، كانت تسير على وتيرة على واحدة، وهناك إقبال من الشركات وعموم الناس على تعلمها، ولكن ليس حباً فيها بقدر ما تفرضه قوانين العمل، وخصوصاً على الشركات، إلى جانب الاستفادة من الأموال التي تدفعها سنوياً لتدريب موظفيها.
وأشار إلى أن «الناس بدأت تنفق من جيوبها الخاصة لتقديم المساعدات والإسعافات الأولية للمصابين، وأيضاً مع زيادة حالات السكتة القلبية، وذلك من خلال دخولها في دورات إسعافات أولية»، مبيناً أن «النجاة للمصاب ومن يتعرضون للسكتة القلبية، تكون بوجود إسعاف خلال 4-6 دقائق، وفي أحسن الحالات خلال 10 دقائق».
وذكر «في الوقت الحالي، الناس بمختلف أعمارهم يحرصون على تعلم الإسعافات الأولية، وأنا دربت أشخاصاً تجاوزت أعمارهم 60 عاماً، وكرمناهم لأنهم دفعوا من جيوبهم للدخول في هذه الدورات».
ورأى أن «حرص عامة الناس على تعلم الإسعافات الأولى، جاء بعد أن أصبحت تخاف التوجه إلى المستشفيات، وخصوصاً في حالة الإصابة بطلقات من رجال الأمن، وبالتالي المصاب لا يأمن على نفسه الذهاب إلى المستشفى، حتى وإن كانت إصابته ملعب كرة قدم مثلاً».
وأكد «عدد المسعفين في تزايد، وهناك جهات كثيرة تدرب مسعفين تابعة للهلال والصليب الأحمر الدولي، والآن تم تدريب أكثر من 10 آلاف شخص على الإسعافات».
وأضاف «بعض البحرينيين من خلال ممارستهم للإسعافات الأولية، أصبحت مهاراتهم تعادل المهارات الموجودة لدى الممرضين». وأفاد الدمستاني أن «كل الاتفاقيات الدولية وما أكدت عليه المبادئ الأساسية، تؤكد أن علم الإسعافات الأولية، هو علم ومهارات تقوم على أساس الجانب الإنساني، وهناك حيادية في تقديم الإسعاف والخدمة لمن يحتاجها، سواءً أكان من المتظاهرين أو من رجال الأمن». وأضاف «لا دخل للأمور السياسية في عملية تقديم الإسعافات الأولية، والشعب البحريني أثبت خلال الأزمة التي مرت بها البحرين، أنه شعب واعٍ بالإسعافات الأولية، والبحرينيون عرفوا وجبلوا على تقديم الدعم والمساعدة للآخرين».
وذكر «ساهمت في تدريب رجال الأمن، في نادي الضباط، وبعض الأشخاص في وزارة الداخلية، وقدمت محاضرات في إدارة الدفاع المدني، ولو رأيت أمامي رجل من قوات الأمن بحاجة إلى إسعاف، لأسعفته وقدمت له المساعدة، فتقديم الإسعافات الأولية ليس له علاقة بالخلافات».
واستدرك بالقول: «مهارات المسعف بسيطة، ولكن يجب أن يخضع إلى تدريب، ونحذر من أن يقوم أي شخص بأي عملية إسعاف دون أن يعرف أساسياتها»، مؤكداً أن «هذه الخدمة وهذا الإسعاف المباشر لا يغني عن الطبيب، وإنما يجرى لمنع تدهور حالة المصاب ومنع حدوث إصابات أخرى، وحمايته من التلوث أو التسمم ما يؤدي إلى وفاته».
وعاد الدمستاني بذاكرته إلى العام الماضي، عندما كان معتقلاً مع الكوادر الطبية، وقال: «عندما كنا في السجن، بعض رجال الأمن كانوا يستفسرون عن الإسعافات الأولية. وأحد الأشخاص منحته كتاب إسعافات أولية، ونحن في إسعاف أي مصاب، لا ننظر إلى انتمائه أو عرقه، لأن واجبنا كمسعفين ومدربين، أن نسعف أي مصاب، بغض النظر عن كل الاعتبارات الأخرى، وننظر إلى الجانب الإنساني فقط».
العدد 3655 - السبت 08 سبتمبر 2012م الموافق 21 شوال 1433هـ
شكرا للمعنيون
عمل يشكر عليه كل من يخدم هذا البلد المعطاء برجا
الحمد الله
الصراحة تعلم الأسعافات الأولية في هذا الوقت صبح ضرورة ملحة
رحم الله والديك
جزاكم الله خير وفي ميزان حسناتكم