العدد 3655 - السبت 08 سبتمبر 2012م الموافق 21 شوال 1433هـ

نقي: تحقيق الأمن الغذائي في الخليج أحد التحديات الاقتصادية

قال الأمين العام لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، عبدالرحيم نقي: «إن قضية تحقيق الأمن الغذائي في دول مجلس التعاون الخليجي أصبحت إحدى التحديات الاقتصادية الهيكلية والمستمرة التي تواجهها هذه الدول وخاصة في ظل ما تعانيه من تحديات في الإمكانات الزراعية المتمثلة بالموارد المائية المحدودة والتوقعات المستقبلية بارتفاع الأسعار العالمية للمواد الغذائية».

وتزامن الاجتماع الذي عقده اتحاد الغرف الخليجية بشأن الأمن الغذائي الخليجي الأسبوع الماضي في صلالة العمانية، مع تجدّد المخاوف بشأن الارتفاعات الكبيرة المتوقعة لأسعار السلع الغذائية العالمية بسبب ظروف الجفاف التي تضرب مناطق مختلفة من العالم وخصوصاً أميركا الشمالية، وتطل الآن على دول مجلس التعاون الخليجي الأزمة الزراعية التي ضربت دول العالم والمنطقة بين عامي 2007 -2008م وهو ما يشكل تهديداً كبيراً للأمن الغذائي لهذه الدول؛ الأمر الذي يتطلب أن تعمل معه دول الخليج على تبني استراتيجية موحّدة لتقليص التداعيات السلبية لهذه الأزمة في المدى القصير، وإيجاد حلول جذرية واستراتيجية لقضية الأمن الغذائي في المدى الطويل.

وعلى رغم أن دول المجلس بذلت جهودًا مختلفة من أجل التقليل من فجوة الغذاء وتوفير الأمن الغذائي إدراكاً منها بحجم الآثار السلبية على بلدانها اقتصادياً واجتماعيـاً وتنموي؛ وخصوصـًا مع التزايد المستمر في اتساع هذه الفجوة، وأصبحت قضية الأمن الغذائي على رأس الموضوعات التي يتم مناقشتها سواء في إطار منظومة دول المجلس أو على مستوى كل قطْر من أقطاره أو على مستوى القطاع الخاص الخليجي غبر غرفه التجارية واتحاد الغرف الخليجية من أجل وضع الحلول الملائمة للحد من آثارها السلبية وتقليل الاعتماد على الخارج في سد هذه الفجوة، إلا أن الحاجة مازالت ماسّة إلى بذل مزيد من الجهد والعمل في هذا المجال.

وقال نقي، إن هناك العديد من الأسباب التي ساهمت وتساهم في اتساع الفجوة الغذائية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تمثل أهمها في محدودية التنسيق الخليجي والمشروعات المشتركة في المجال الزراعي، وضعف الكفاءة الإنتاجية من السلع الزراعية، وضعف استخدام التقنيات والأساليب الحديثة في الزراعة، ومحدودية الأراضي المتاحة للنشاط الزراعي، بالإضافة إلى قلة توافر الموارد المائية وانخفاض كمية تساقط الأمطار، والظروف المناخية القاسية والمتقلبة التي تؤثر على المحاصيل الزراعية، وقلة التمويل الموجه للنشاط الزراعي المقدّم للمزارعين والصعوبات التي تواجه المزارعين لتسويق منتجاتهم الزراعية، وندرة العمالة الوطنية المدربة وانعدام الحوافز المشجّعة للعمل في القطاع الزراعي وقلة الطاقة الإنتاجية للصناعات الغذائية وضعف قدرتها على تلبية احتياجات السوق كمّاً ونوعاً.

وأردف قائلاً: «إن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالقيام بجهود مشتركة لعلاج وسد الفجوة في المواد الغذائية، واعتماد إستراتيجية خليجية موحّدة تقوم على أساس الهمّ والمصير المشترك من خلال السعي نحو تحقيق التكامل الزراعي الأوّلي والصناعات الغذائية الذي يراعي المزايا النسبية على مستوى دول المجلس وخاصة بعد قيام السوق الخليجية المشتركة، ودراسة اتفاقية تعاون مع الدول العربية التي لديها إمكانات زراعية كبيرة مثل السودان واليمن وبعض الدول الإفريقية لتخصيص أراضٍ للاستثمار الزراعي تكون ملكيتها وإدارتها وتسويق محاصيلها في أيدي الشركات الخليجية التي تنشأ لهذا الغرض، بالإضافة إلى توعية المستهلكين في دول الخليج لتغيير أنماط الاستهلاك الغذائي بما يتلاءم مع وضع السوق، وإنشاء تكتلات على مستوى مجلس التعاون، للتفاوض مع المنتجين الرئيسيين للمواد الغذائية الأساسية بهدف الحصول على ميّزات سعرية وضمانات الإمداد، واعتماد مبالغ في الموازنات الحكومية لمقابلة الالتزامات الإضافية.

العدد 3655 - السبت 08 سبتمبر 2012م الموافق 21 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً