تقع رواية «تاج الجنيات»، الصادرة عن دار الكتب للنشر والتوزيع في 195 صفحة من القطع المتوسط وهي الرواية الخامسة لوفاء شهاب الدين التي تتسم كتاباتها بلغة شعرية مميزة وتلتزم خطاً واقعيّاً ممتزج برومانسية ناعمة تذكرنا بعصور الأساطير وقرون قصص الحب الخالدة.
يبدأ الكتاب بإهداء عاصف لشخص ما نعتته الكاتبة بالخطيئة التي اختلقتها مخيلتها وظل العقل يحارب من أجل غفرانها لكنه لم يوفق، ثم تبدأ أحداث الرواية عند وفاة جدة «نهاد» الشخصية المحورية بالرواية واكتشافها خيانة زوج يرتكز على ساعديه عالمها، تنتقل بنا الساردة إلى عالم آخر يختلف عن عالم القاهرة والحضارة حيث تعيش «نهاد» حياة أخرى بالتحديد حياة جدتها بكل ما فيها من واقع مغاير وتفكير مختلف ثم تعود لتستعيد حياة الأستاذة الجامعية لتصلنا بواقعنا المعاصر ثم تعود دون سابق إنذار لحياتها الثانية التي لم تكن أكثر إمتاعاً من حياتها الحالية وتتأرجح بين حياة قديمة وحياتها العادية والتي في مرحلة متقدمة أصبحت تخلط بينهما فتنادي زوجها «نديم» الأستاذ الجامعي باسم «أحمد» خطيبها الذي قتل ثم يكتشف القارئ عدداً من الأحداث المتشابهة في الحياتين إلى أن تتحرر «نهاد» تماماً من الأخرى التي تسكنها وتحولها إلى إنسانة لا تعرفها. تتخذ الأحداث وتيرة متسارعة لا يكاد القارئ يلتقط أنفاسه حتى يشعر أن إحدى شخصيات الرواية قد قام باختطافه حيث يقوم عدد من الشخصيات برسم الأحداث التي تمتنع نهاد عن ذكرها. فنرى سامي شقيقها يحكي أحداثاً أسرية أنفت نهاد عن الخوض بها وقصة حبها الخالدة مع الصحافي جواد والذي وقفت عوائق أسرية دون إتمام زواجها منه ويلتقط منه والدها الخيط ليكمل ثم زوجها لنجد أنفسنا تحت تأثير أحداث حية تدور بنا لنتذكر في النهاية أن نهاد ككل أنثى تطمح إلى الحب والحياة الطيبة.
العدد 3654 - الجمعة 07 سبتمبر 2012م الموافق 20 شوال 1433هـ