العدد 3652 - الأربعاء 05 سبتمبر 2012م الموافق 18 شوال 1433هـ

محمد عبدالغفار: الحاجة ماسّة لإيجاد آليات عمل خليجية تركية لمواجهة التحديات الإقليمية

في ندوة نظمها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية

المنامة - مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة 

05 سبتمبر 2012

نظم مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة (دراسات) ندوة حوارية عن العلاقات التركية مع دول مجلس التعاون الخليجي في ظل الأحداث الراهنة بالشرق الأوسط، وذلك يوم أمس الأربعاء (5 سبتمبر/ أيلول 2012) في مقر المركز.

جاءت الندوة بالتعاون مع كل من مركز كارنيجي لدراسات الشرق الأوسط، والمؤسسة التركية للدراسات الاقتصادية والاجتماعية TESEV، ومركز الخليج للأبحاث.

افتتحت الندوة بكلمة لرئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة مستشار جلالة الملك للشئون الدبلوماسية محمد عبدالغفار، الذي أكد أهمية الدور التركي في ظل الأحداث التي يشهدها الشرق الأوسط في فترة بالغة الحساسية.

وذكر أن أحداث سورية والأزمات الأخرى في المنطقة؛ أظهرت الحاجة الماسة إلى تنسيق العمل والمساعي الإقليمية بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي لإيجاد آليات تخدم المصالح المشتركة، مشدداً على ضرورة تطوير واستثمار نقاط التقارب في الرؤى الخليجية والسورية لاستيعاب ومواجهة التهديدات المستقبلية وخاصة غير المتوقعة.

وأوضح عبدالغفار أنه لا يمكن تجاهل القدرات العسكرية في تحقيق التوازن الإقليمي، مشيراً إلى القدرة العسكرية لتركيا التي تملك جيشاً يعد أحد أكبر الجيوش في أوروبا وثاني أكبر قوة ضمن حلف الناتو، مشدداً على ضرورة تبني الحوار منهجاً لتجسير الفجوات بين المواقف التركية والخليجية في مواجهة المهددات الإقليمية والدولية.

وذكر عبدالغفار أن كلاًّ من مملكة البحرين وتركيا يتقاسمان رؤية مشتركة في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، لافتاً إلى إمكانية استثمار هذه الرؤية في تحقيق تقدم إقليمي فيما يخص ملف أسلحة الدمار بما فيها الأسلحة النووية.

من جانبه ذكر الخبير الأمني بمركز الخليج للأبحاث مصطفى العاني أن تركيا برزت في الآونة الأخيرة في دائرة الاهتمامات الاستراتيجية لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث أصبحت واحدة من ثلاث دول غير عربية ذات تأثير في الحسابات الاستراتيجية لدول الخليج إلى جانب إيران وإسرائيل، لافتاً إلى أن طبيعة العلاقات بين هذه الدول الثلاث لها تأثير بالغ على الحسابات السياسية لدول المنطقة.

وأكد العاني ضرورة تطوير علاقات دائمة ومستمرة مع تركيا وليست طارئة أو مؤقتة مع بروز بعض الأحداث ثم تخفت مع زوالها، وهو ما يستدعي بحسب رأيه عملاً مشتركاً يضع في الاعتبار المصالح السياسية بين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا وكذلك المصالح الاقتصادية التي يجب أن تبنى ـ بحسب وصفه - على أسس الشراكة الاستراتيجية وليس بالشكل التقليدي القائم على التبادل التجاري التقليدي فقط.

وأشار إلى أهمية بناء الروابط الخليجية التركية على عامل الثقة الذي يعتبر مفقوداً في علاقات الخليج بإيران على رغم الروابط القديمة معها.

وقال إن على كلا الطرفين الخليجي والتركي تفهّم مصالح الطرف الآخر، مؤكداً على دفع دول الخليج باتجاه منح تركيا دوراً أكبر في الشرق الأوسط مع مراعاة عدم تدخلها في الشئون الداخلية، وهو ما عانت منه دول الخليج مع إيران ذات السياسة التدخلية، لافتاً إلى أن ملامح وطبيعة العلاقات التركية بإيران تلعب دوراً أساسيّاً في رسم ملامح العلاقات الخليجية التركية.

وأيّد منصور أكغان من المؤسسة التركية للأبحاث الاقتصادية والاجتماعية ما ذهب إليه العاني عن ضرورة قيام العلاقات التركية الخليجية على عامل الثقة، آملاً أن تسهم مثل هذه الفعالية التي ينظمها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية في تعميق الفهم المشترك للمنظورين الخليجي والتركي، متطلّعاً إلى إقامة ندوات ومؤتمرات أخرى تتناول هذا الشأن سواء في دول الخليج أو تركيا.

وقد سعت الندوة من خلال أوراق قدمها باحثون وأكاديميون ومختصون من تركيا والبحرين ودول الخليج العربي أيضاً ومعهد كارنيجي إلى استشراف مستقبل العلاقات بين تركيا ودول المنطقة وملامحها على المديين القريب والمتوسط، واستعرضت المنظور التركي الخليجي للأحداث السورية ودول الجوار الأخرى وخصوصاً العراق وإيران حيث ناقشت الندوة تطورات الملف النووي الإيراني والعقوبات الدولية المفروضة على طهران، ثم انتقلت الندوة لمناقشة التطورات في العراق وتصاعد حدة التجاذبات ذات الصبغة الطائفية ومسبباتها وانعكاساتها على المنطقة.

وبحثت الندوة في دور دول الخليج العربي على المستوى الإقليمي من حيث التأثُّر والتأثير، كما استعرضت نقاط التلاقي بين المنظورين التركي والخليجي لأحداث الشرق الأوسط وفرص التقارب أخذاً في الاعتبار المصالح الاقتصادية والسياسية المشتركة. واهتمت الندوة بفرص خلق آفاق مستقبلية مشتركة تتيح لدول الخليج وتركيا الإسهام بفاعلية أكبر في قضايا المنطقة على المستويين الحكومي وغير الحكومي وبما يسهم في خلق حالة استقرار وسلام إقليمية وجعل المنطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.

العدد 3652 - الأربعاء 05 سبتمبر 2012م الموافق 18 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً