ناشدت مجموعة من أطباء خدمات صحة الفم والأسنان بالرعاية الصحية الأولية وزير الصحة صادق الشهابي بوقف الانتهاكات الصدارة في حقهم، وخصوصاً في ظل عدم التزام الإدارة بالمعايير المعتمدة دولياً كما أكدوا.

وأوضحت مجموعة من أطباء الأسنان في حديث لـ «الوسط» أن هناك عددا كبيرا من موظفي إدارة خدمات صحة الفم والأسنان يشكون من الانتهاكات، إذ إن الإدارة قامت مؤخراً بالعديد من التجاوزات الإدارية لحساب فئة دون أخرى وذلك دون التقيد بالمعايير المعتمدة.

وأشاروا إلى أن الإدارة حصرت جميع المناصب الإدارية لفئة دون أخرى دون التقيد بالمؤهلات والكفاءات وسنوات الخبرة، مبينين أن المناصب بدأت توزع على موظفين دون آخرين دون أن يتم الأخذ بالمعايير، فبعض المناصب الإدارية تتطلب شهادات معينة، إضافة إلى ان المناصب الإدارية تتطلب برنامجا تدريبيا مع الحصول على شهادة، مؤكدين أن البرنامج التدريبي كان يعتبر من المؤهلات الضرورية للحصول على المنصب الإداري، إلا أنه بعد الأحداث التي شهدتها البحرين في 2011 أصبح ذلك ليس معياراً، منوهين إلى أن الأقدمية أيضاً تعتبر معيارا في الحصول على المنصب الإداري.

ولفت الأطباء إلى أنه بعد الأحداث التي شهدتها البحرين تم إقصاء عدد كبير من الموظفين عن هذه المناصب، وتم توظيف فئة على حساب أخرى، مؤكدين أن بعض الأشخاص يشغلون أكثر من منصبين، ما يعد مخالفاً للقانون.

وذكر الأطباء أن بعض المنسقين السابقين تم تدويرهم نتيجة الأحداث في الوقت الذي تم توظيف فئة على حساب الأخرى على رغم عدم وجود الخبرة والمؤهل، كما أن بعضهم لديهم مناصب إدارية وتم اختيارهم كمنسقين.

وفي سياق متصل أكد الأطباء أن هناك احتكارا لفرص التدريب، موضحين أن فرص التدريب كان يتم الإعلان عنها في السابق، إلا أنهم تفاجأوا حالياً بأنه لا يتم الإعلان عن فرص التدريب ويتم إرسال فئة على حساب أخرى، إذ تفاجأت إحدى الطبيبات بعدم قبول طلبها للانضمام لقسم التقويم كطبيب مقيم بحجة عدم وجود مدربين للإشراف وتدريب أطباء في مجال تقويم الأسنان وعدم وجود عيادات شاغرة لتدريب أطباء في مجال تقويم الأسنان، مع نقص القوى العاملة من فئة أطباء الأسنان العموم، في الوقت الذي قامت الوزارة بتدريب مجموعة من الأطباء في مجال تقويم الأسنان بعد إرسال خطاب إلى الطبيبة التي تقدمت بالطلب مسبقاً.

وأشار الأطباء إلى أنه تم وقف ابتعاث أطباء على حساب فئة أخرى، إذ إنه كان من المتوقع ابتعاث مجموعة من أطباء الأسنان إلا أنه تم توقيفهم وبعد عودتهم للعمل لم يتم ابتعاثهم كما هو مقرر، إضافة إلى أن وقف الابتعاث جرى على جميع الأطباء حتى من لم يتم توقيفهم.

وأكد الأطباء أن هناك تهميشا واضحا لقدامى موظفي خدمات الأسنان وتهميشا لذوي الكفاءات والمؤهلات مع تضييق الخناق عليهم من قبِل منسقي المناطق الصحية.

وأوضح الأطباء أن هناك تجاوزات في كل من إدارة صحة الفم والأسنان، إضافة إلى تجاوزات في إدارة تدريب صحة الفم والأسنان، من أهمها شغل أكثر من منصب واحتكار المناصب الإدارية مع احتكار فرص التدريب، ووجود تجاوزات قانونية من أهمها أن قانون وزارة الصحة يقتضي أن الطبيب الذي يملك منصبا إداريا عليه أن يزاول مهنة العمل الطبي بمعدل يومين في الأسبوع، مؤكدين أن أغلبية من يشغلون مناصب إدارية حالياً تنزل أسماؤهم في جدول المناوبات، إلا أنه لا يتم الانتظام في العمل في العيادة، إذ إنه يقوم طبيب اخر بشغل مكانهم، وخصوصاً انه بالإمكان تغيير الاسم حتى بعد تعميم جدول المناوبة، في حين واجه بعض مساعدي أطباء الأسنان هذه المشكلة، إذ إنه يرغبون في العمل ساعات إضافية ويقوم بعضهم بتقييد خدمات طبية في مناوبات آخرين، إلا أنه لا يتم تغيير ذلك في الجدول، ما يعني أن أجر العمل الإضافي يتم صرفه لمن لم يقم بالانتظام في العمل، مؤكدين أن العديد من مساعدي الأسنان واجهوا هذه المشكلة وتم تحذيرهم في حين ان من قام بتحذيرهم يقوم بالعمل نفسه.

وأبدى الأطباء تخوفهم، إضافة إلى تخوف عدد كبير من موظفي خدمات الأسنان من القيام بالسيطرة على القسم وخصوصاً في استمرار الانتهاكات الصادرة في حقهم، مؤكدين أن العديد من المسئولين لهم علم بهذه الانتهاكات، كما لهم علم بالتمييز الذي تمارسه الإدارة بين الموظفين في جميع أقسام وزارة الصحة، مناشدين الوزير وقف هذه الانتهاكات وتداركها، ما له أثر سلبيا على موظفي القسم، والذي سينعكس على جودة الخدمات الصحية.