كثيراً ما كنت التقي به أيام الشباب ليردد دائماً أننا أهل وأقارب وأن والده رحمه الله يقول له دائماً إن أقرب العائلات لنا من الخاجه هم عائلة محمد أمين أحمد الخاجة أي والدي رحمة الله عليه، وهذا الود تجسد بعلاقة لا شعورية، فكثيراً ما يقول لي إنك من الخاجة إلا أنك دائما ما تكتب اسمك جاسم أمين فقط فأجيبه من باب الدعابة أن اسم الخاجة اسم تجاري وأنا من وسط رياضي وتعليمي، ولكن عندما أصبح تاجراً فسأستخدم هذا اللقب.
وبوعلي بطبعه هادئ وقمة في الطيبة والتواضع عرفته أكثر في أواخر الستينيات عندما أسس له فندقا في المنامة أسماه «فندق العاصمة» بالقرب من مجمع يتيم وباب البحرين، وكان فندقا ناجحا جداً، وسر نجاحه هو أن حسن كان يديره بنفسه وبكفاءة بالغة، فكنا معه بمثابة اتحاد رياضي عام نتعاون معه في استضافة الوفود الرياضية وخاصة في مجال كرة القدم من السعودية وغيرها، وكان يحرص على الإشراف مباشرة على تقديم نوعية الغذاء المطلوب والسكن المريح.
ونظراً لهذه العلاقة والثقة معه فقد اتصل بي ذات يوم في أواخر السبعينيات ليقول لي إن ابنته «هدى» ترغب في التخصص في مجال التربية الرياضية وأنه في حيرة من أمره كونه رجل أعمال وثري تتخصص ابنته في مجال الرياضة والألعاب. وتذكرت حينها ما حدث لي في الصغر عندما رفض والدي التخصص في مجال التربية الرياضية، فقلت له إن ابنته موهوبة رياضياً فلا تحرمها من هذا التوجه فالبلد بحاجة لأمثالها، وإذا كنت تحبها فعليك أن تسهل عليها ذلك، وفعلاً تخصصت وأبدعت وثابرت للحصول على الدكتوراه.
المهم ليس موضوعنا د.هدى الخاجة أطال الله في عمرها، إنما فقيدنا الراحل طيب الله ثراه فهذا أمر الله وسنة الكون ولا نملك إلا الدعاء لهم بالمغفرة ولأهله وذويه بالصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
العدد 3650 - الإثنين 03 سبتمبر 2012م الموافق 16 شوال 1433هـ