أبدى رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة اهتماماً بملاحظات وآراء الصيادين بشأن مصائد الروبيان، ووجه سموه الإدارة العامة للثروة البحرية إلى النظر في ملاحظات ومطالبات الصيادين وعقد لقاء معهم لحلها، كما وجه سموه بعمل دراسة مهنية وأكاديمية شاملة لمصائد الأسماك والروبيان تكفل حماية الثروة البحرية وسلامة ما تبقى منها للأجيال المقبلة وتلبي احتياجات الصيادين في توافر مواقع غنية لصيد الروبيان، ووجه سموه إلى أن تُراعى ظروف الصيادين وتؤخذ بالحسبان بالشكل الذي يحول دون الإخلال بالقانون أو منعهم من الإبحار أو توقيفهم عنه.
المنامة - بنا
أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن «البحرين تبذل جهدًا متواصلاً لتوفير بيئة معيشية مستدامة لمواطنيها تتيح مستوى متقدم من الخدمات والبنية التحتية التي تهيئ واقعاً معيشياً ملائماً في الوقت الحاضر وبيئة أفضل للأجيال القادمة».
وقال سموه في رسالة وجهها إلى المنتدى الحضري العالمي السادس الذي بدأ أعماله في مدينة نابولي بإيطاليا أمس الإثنين (3 سبتمبر/ أيلول 2012): «إن السير في الطريق الصعب لبلوغ التنمية المستدامة، أقل كلفة مادياً وبشرياً من السير في نفق الصراعات المظلم بما تحمله نهايته من دمار ونتائج كارثية على حياة الشعوب».
ولفت سمو رئيس الوزراء إلى أن شعوب العالم لاتزال بحاجة إلى جهد أكبر للإسهام في التحول الحضري وتوفير مقومات الحياة بشكل يكافئ الحركة المتسارعة للنمو السكاني، داعياً سموه إلى توجيه الجهود وتوحيدها نحو غايات تحقيق «التنمية من أجل الإنسان»، وعدم تشتيتها في الصراعات والنزاعات التي ألحقت الضرر بالعالم.
ودعا سموه المجتمع الدولي إلى استيعاب دروس التاريخ وتكريس الاهتمام بالتنفيذ الكامل للشراكة من أجل قضايا التنمية الحضرية المستدامة، ودفع الجهد الدولي لمجابهة التحديات الماثلة في هذا المجال وتفعيل الالتزامات التي جرى التعهد بها على المستوى الأممي، من خلال رؤية مشتركة تتوافر لها الإمكانات والموارد المادية، والخبرات التي تمكنها من وضع الأسس الراسخة لبناء مجتمع مستدام يضمن حياة أفضل للبشرية في حاضرها ومستقبلها.
وأكد سموه أن «الدول النامية والشعوب الفقيرة، هي الأكثر احتياجاً لمدّ يد العون وحشد الدعم الدولي لجهودها نحو تحقيق التنمية الحضرية المستدامة والعمل على تحفيز النمو الاقتصادي، عبر تنفيذ سياسات استشارية تعمل على تعزيز التدفقات ورؤوس الأموال لتحسين نوعية وجودة الحياة في هذه البلدان، وأن على الجميع المشاركة في تحمل هذه المسئولية لتمكين هذه المجتمعات من اللحاق بركب التنمية وتوفير حياة أفضل لشعوبها».
وأوضح سموه أن مملكة البحرين وعبر البرامج الحكومية والخطط التنموية أولت قضايا التنمية الحضرية المستدامة اهتماماً متزايداً، الأمر الذي أسهم في تحقيق النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة حالياً في ظل رؤى عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حيث خطت البحرين خطوات جادة نحو التغيير في مختلف المجالات التنموية.
وقال سموه: «إن هدفنا أن ننجز الكثير من المشروعات التنموية وفق أهداف بعيده ورؤية مدروسة»، مؤكداً أن «البحرين تبذل جهداً متواصلاً لتوفير بيئة معيشية مستدامة لمواطنيها تتيح مستوى متقدم من الخدمات والبنية التحتية التي تهيئ واقعاً معيشياً ملائماً في الوقت الحاضر وبيئة أفضل للأجيال القادمة».
وأعرب سموه عن ثقته بأن الدورة السادسة للمنتدى الحضري العالمي التي تعقد تحت شعار «مستقبل المدن»، سيكون لها مردود إيجابي كبير يساهم في مساعدة المجتمع الدولي عموماً والدول النامية خصوصاً، لمواجهة التحديات في مجال التنمية الحضرية المستدامة.
وقال سموه إن مشاركة مملكة البحرين في المنتدى بوفد رسمي كبير يمثل الوزارات الخدمية والجهات ذات العلاقة، يؤكد على ما توليه حكومة البحرين من اهتمام ودعم للجهد الدولي الذي يتناول قضايا التنمية الحضرية، وحرصها على الاستفادة من التجارب والخبرات العالمية في هذا المجال المهم.
وأوضح سموه أن جائزة خليفة بن سلمان للمستوطنات البشرية جاءت كدعم من مملكة البحرين لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية للارتقاء بأداء البرنامج وتنفيذ رؤيته المرتبطة وتحقيق الأهداف الألفية الإنمائية، عبر تحفيز الدول والمؤسسات على تنفيذ المشروعات التي تخدم التنمية المستدامة.
وأشار سموه إلى أن البحرين واهتماماً منها بالدور الذي يقوم به المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة فيما يتعلق بالقضايا ذات الصلة بالتنمية المستدامة، استضافت في العام 2008 الاجتماع التحضيري الإقليمي لدول غرب آسيا حول التنمية الحضرية المستدامة، وكان من الاجتماعات الناجحة التي أدت إلى إرساء الحوار وتبادل الخبرات الدولية بشأن تنفيذ آليات الأهداف الإنمائية للألفية.
وقال سموه إن تقدير الأمم المتحدة بمنح سموه جائزة الأهداف الإنمائية للألفية، مثّل حافزاً لتحقيق المزيد من النجاحات وتحسين حياة الفرد في الصحة والتعليم والإسكان، إذ إن مثل هذا التقدير أوضح الجهود المميزة التي بذلتها حكومة وشعب البحرين بالتعاون مع المجتمع الدولي في تحقيق جزء كبير من الأهداف الإنمائية للألفية.
وأشار سموه إلى أن مملكة البحرين كانت أوائل الدول في دعم جهود برنامج «الموئل» الخاصة بأوضاع المدن، إذ انطلقت من أرضها النسخة العربية للتقرير العالمي عن «»حالة مدن العالم 2008 ـ 2009 المدن المنسجمة»»، بما يعبر عن الشراكة العميقة بين الجانبين.
وشدد سموه على أن مستقبل المدن يرتبط بمدى القدرة على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بجعل المدن مكاناً أكثر ملاءمة للعيش الكريم، من خلال توفير الخدمات الضرورية والعمل على تنمية روح الابتكار والحلول الإبداعية لضمان الاستدامة للجهد التنموي.
ونبه سموه إلى الأهمية المتعاظمة التي تكتسبها التنمية الحضرية المستدامة في الوقت الحاضر والذي يشهد نمواً متسارعاً للمدن، إذ يبلغ سكان العالم حالياً نحو 7 بليون نسمة أكثر من نصفهم يعيشون في المدن، ويتوقع في الـ 25 عاماً المقبلة، أن يعيش 60 في المئة من سكان العالم في المدن بفضل التحول الحضري الكبير المستمر في عدد من الدول النامية.
وأكد سموه أن «المحاور التي سيتناولها المنتدى والمتمثلة في (التخطيط الحضري، والمؤسسات والتشريع وجودة الحياة، والمساواة والرخاء في المدن، وتوزيع الثروة والفرص، وإنتاجية المدينة، والمدن المبتكرة والمنافسة والطاقة والبيئة)، هي موضوعات ذات أهمية كبيرة تستدعي بحثها والتداول بشأنها والاستفادة من أفضل الممارسات المتبعة في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، لتكوين رؤية مشتركة للمدن في المستقبل.
وأكد سموه أن المنتدى الحضري العالمي أضحى أحد أهم الفعاليات العالمية في مجال التنمية الحضرية المستدامة، بما يوفره من فضاء خصب لبحث وتوجيه مسار الجهد الدولي نحو التحول الحضري، نظراً لما يمثله من تجمع نوعي يضم جميع المهتمين بقضايا التنمية الحضرية على مستوى العالم.
وتوجه سموه بالشكر الجزيل للحكومة الإيطالية على استضافتها لهذا المنتدى، وحرصها على تقديم جميع التسهيلات وتسخير الإمكانات اللازمة لكي يحظى المنتدى بالزخم المعهود عالمياً. كما أشاد سموه بجهود الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ولجميع العاملين في الأمانة العامة للمنتدى، في دعم قضايا التنمية الحضرية وإثارة انتباه العالم نحو الاهتمام بها.
وكانت رسالة سموه وزعت على نطاق واسع داخل أروقة المنتدى بلغات عدة هي الإنجليزية والفرنسية والإيطالية بالإضافة إلى اللغة العربية، كما تم توزيعها على رجال الصحافة والإعلام من مختلف الوسائل الإعلامية العالمية المتواجدة لتغطية فعاليات المنتدى.
من جانبه، أشاد المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية جون كلوس في الكلمة التي ألقاها أمام المنتدى، بجهود صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء التنموية والجائزة التي وضعها سموه لدعم المبادرات التي نفذت على أرض الواقع، إذ إن هذه الجائزة ساهمت في تشجيع البرامج التي خصصت لمشروعات التنمية المستدامة في الدول النامية.
ويذكر أن مملكة البحرين شاركت في افتتاح المنتدى الحضري العالمي السادس بوفد ضم وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعة أحمد الكعبي، ورئيس ديوان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة، ومدير عام بلدية المحرق الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة، وعدداً من المسئولين في الوزارات الحكومية والمجلس الأعلى للمرأة.
وألقيت الكثير من الكلمات خلال المنتدى، أكدت في مجملها على أهمية حل المشكلات التي تعيق التنمية، عبر مساهمات الدول والجامعات ومراكز الأبحاث، والتركيز على حقوق المجتمع في التنمية والثقافة.
العدد 3650 - الإثنين 03 سبتمبر 2012م الموافق 16 شوال 1433هـ