اشتكى عدد من مرضى السكلر من رفض إحدى طبيبات الطوارئ علاج مرض السكلر، في حين أكدت جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر رفع التجاوزات إلى وزير الصحة صادق الشهابي، وأكد النائب علي شمطوط عدم تنفيذ بعض الأطباء أوامر الوزير والمسئولين.

وأوضح عدد من المرضى في حديث إلى «الوسط» بأن إحدى الطبيبات الأجنبيات أصرت على عدم علاج المرضى، مكتفية بصرف دواء «البنادول» و»المسكدول» بحجة أن هذا الدواء هو المتوافر.

وأشار بعضهم إلى أن الطبيبة أصرت على صرف هذه الأدوية مؤكدة بأن الذي لا يرغب في أخذ العلاج عليه مغادرة المستشفى.

وقال أحد المرضى «أن الطبيبة أكدت بأنها لن تصرف المورفين للمرضى وكأن المرضى علاجهم فقط المورفين (...) لقد قامت الطبيبة بوصف البنادول لجميع المرضى بدون استثناء حتى الحرجة منهم».

وأضاف «لقد تم الاتصال بجمعية مرضى السكلر والتي حضر ممثل عنها لرؤية ما يحدث، كما تم مخاطبة النائب علي شمطوط وذلك للنظر في التجاوزات المستمرة في حق مرضى السكلر».

وذكر المرضى بأنه على رغم من التوصيات من قبِل مجلس الوزراء ووزير الصحة وبعض المسئولين، إلا أنه لا يتم تنفيذ التوصيات التي تخدم مرضى السكلر.

من جانبه، قال نائب رئيس الجمعية عيسى خليل «إن مرضى السكلر اشتكوا مساء أمس الأول من قيام إحدى الطبيبات بصرف علاج البنادول فقط لمرضى السكلر جميعاً (...) وقد توجهت لهناك وتفاجأت بأن ما ذكره المرضى صحيح، إذ إن إحدى الطبيبات اكتفت بصرف البنادول».

وتابع قائلاً: «بعد مخاطبتي للطبيبة وإبلاغها بأني من الجمعية وبأن من الضروري حصول المرضى على العلاج تم وصف علاج آخر للمرضى، إلا أن المشكلة التي واجهت بعض المرضى هي أنهم تم تسجيل دخولهم لمجمع السلمانية مرتين، مما قد يحدث إشكالاً بشأن البعض في المستشفى خصوصاً في ظل التشديد الموجود.

وأضاف «أن مرضى السكلر يعانون كثيراً فعلى رغم من تخصيص عيادة خاصة بمرضى السكلر في طوارئ السلمانية، إلا أنه لا يتم معاينة المرضى من قبِل استشاري أمراض الدم، إنما تتم المعاينة عن طريق أحد أطباء الطوارئ».

وأشار خليل إلى أن كل طبيب يعالج المرضى حسب تقديره ومزاجه فبعضهم يصرف البنادول والبعض الآخر يقوم بعلاج المرضى على أكمل وجه.

وأكد خليل أن المشكلة، التي تواجه مرضى السكلر عند التوجه لمجمع السلمانية الطبي للحصول على علاج، عدم معاينة استشاري أمراض الدم لهم، إذ إن الأطباء الموجودين في عيادة مرضى السكلر هم أطباء طوارئ وليسوا أطباء أمراض الدم الوراثية.

وذكر خليل أن الصحة تواجه مشكلة عدم تنفيذ توجيهات سمو رئيس الوزراء الذي يوصي بالمرضى دائماً ويشدد على حصولهم على علاج ورعاية طبية متقدمة، مشيراً إلى أن توجيهات وزير الصحة وبعض المسئولين لا يتم تنفيذها أيضاً.

ونوه خليل إلى أن عدم تنفيذ هذه التوجيهات قد يؤثر على حياة المرضى، مبيناً أن صرف البنادول لمريض سكلر حاد قد يعرض حياته للخطر بدون أن يتم فحصه بالكامل وبدون أن يتم إدخاله للجناح للحصول على الرعاية اللازمة.

وأكد خليل بأنه سيتم متابعة الوضع في السلمانية خلال الأيام المقبلة من خلال الزيارة الشخصية أو من خلال المرضى، كما سيتم رفع جميع التجاوزات التي تحدث إلى المرضى، مرفقة بالإثباتات التي تؤكد حدوث هذه التجاوزات.

وطالب خليل جميع الأطباء بتنفيذ توجيهات سمو رئيس الوزراء وتوجيهات وزير الصحة صادق الشهابي، مع تخصيص أطباء متخصصين بأمراض الدم الوراثية لعيادة مرضى السكلر.

من جهته، أكد النائب علي شمطوط عدم تنفيذ بعض أطباء السلمانية توجيهات المسئولين وتوجيهات الوزير، مبيناً بأنه بعد الشكاوى التي وصلته من قبِل بعض المرضى زار المستشفى وتفاجأ مما يتعرض له مرضى السكلر.وأشار شمطوط إلى أن القوانين التي يتم تطبيقها من قبِل الأطباء على مرضى السكلر هي قوانين شخصية صدرت منهم شخصياً، في الوقت الذي لا يتمسك فيه هؤلاء بالتوجيهات التي تصدر من الوزير والمسئولين، مبيناً بأن مثل هذه الأوامر قد تؤثر على طريقة علاج المرضى.

وشكا شمطوط من تدخل بعض الأطباء فيما بينهم في طريقة العلاج، إذ إن بعض الأطباء يؤكدون على تقديم الرعاية الصحية للمريض بالكامل، في حين أن أطباء آخرين يتدخلون في العلاج ويرفضون علاج الطبيب السابق، ويتم الاكتفاء بأقراص البنادول كما حدث مؤخراً لبعض المرضى، مؤكداً على ضرورة التوقف في التدخل في علاج المرضى بين الأطباء.

ولفت شمطوط إلى أن السلمانية تمر بالكثير حالياً، فالبعض يرفض تطبيق التوجيهات الصادرة والتي تصب في مصلحة المرضى، في حين أن بعض الأطباء وهم مسئولون أيضاً يرفضون علاج المرضى أو حتى معاينتهم، محذراً مما قد يحدث في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.

وطالب شمطوط بتنفيذ التوجيهات الصادرة من الوزير والمسئولين، مع التوقف عن إصدار الأوامر الشخصية وتنفيذها على المرضى، إذ إن ذلك لا يصب في مصلحة المرضى ولا يخدم المصلحة العامة.

«السكلر» يحصد الضحية الـ 30 خلال العام الجاري

الوسط - محمد الجدحفصي

سجل مرض فقر الدم المنجلي (السكلر) ضحيته الـ 30 خلال العام الجاري (2012) بعد أن توفي يوم الجمعة (31 أغسطس/ آب2012) المواطن علي حسن أحمد (45عاماً) إثر مضاعفات مرض السكلر التي ألمت به مؤخراً .

وبحسب نائب رئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر عيسى خليل؛ فإن المتوفى من منطقة المنامة ويعمل مدرباً لتعليم السواقة وقد أدخل إلى مجمع السلمانية إثر مضاعفات مرض السكلر وتوفي لاحقاً «.

ولفت إلى أن «الضحية يعتبر الـحالة الـ 30 لمن توفوا خلال العام الجاري بمضاعفات المرض».

وفي السياق ذاته؛ أوضح والد الضحية الـ 29 الفقيد عبدالصمد الشيخ من قرية العكر لـ «الوسط» أن ابنه يبلغ من العمر 17 عاماً وكان يعاني في الفترة الأخيرة من نوبات مرض السكلر وأدخل قبل يوم من وفاته إلى الطوارئ لمضاعفات مفاجئة ألمت به وتوفي لاحقاً متأثراً بها.