لم تكن الوقفة التضامنية مع الأطفال التي أقامتها جمعية الوفاق قبل يومين عادية، إذ لا يمكن لعقلٍ أن يستوعب أن تقيم جمعية سياسية ما وقفة تضامنية لأطفال دون الثامنة عشرة تم اعتبارهم سجناء سياسيين.
نعم هذا ما حدث في وطننا، وما كسر توقعات العقل البشري، إذ كانت الوقفة كذلك، وكانت السلطة كذلك، وكان الأطفال كذلك هنا على هذه الرقعة الجغرافية.
مَن قدمت البرنامج في تلك الليلة كانت طفلةً بلباسها الوردي، وقفت بكل فصاحة وجرأة وتحدثت وكأنها لسان حال الطفولة في البحرين، من أطفال أبهروا العالم بعقولهم في مشاركتهم الخارجية وتميزهم في الكثير من المجالات، وهم اليوم رهن واقع مؤلم يحد من إبداعاتهم، ومن تحدث في الوقفة كانوا أهالي الأطفال المحتجزين ومحاميهم وبعض شعراء ونشطاء. وعوداً على عبارة «المحتجزين في المعتقلات السياسية»، وبعيداً عن مبدأ جواز اعتقالهم من عدمه، لابد من توضيح أن هذا الوضع منافٍ للاتفاقات الدولية التي صادقت عليها مملكة البحرين والتي تجبر الدول الموقعة والمصادقة عليها على تخصيص دور تأهيل للأحداث يودع فيها الأطفال ممن هم دون سن الثامنة عشرة، وهو ما لم يتحقق هنا، إذ يقبع أطفال البحرين في سجون مع المعتقلين الآخرين من غير الالتفات إلى هذه النقطة.
والدة أحد المعتقلين الأطفال حاولت جاهدةً أن تمسك دمعتها ولكنها هزمتها وسالت، بل وعلا صوت أنينها قبل كلماتها، وهي تتذكر أن طفلها الذي ذهب للصلاة لم يعد إليها إلا لكي يُجَر من بين أحضانها إلى المعتقل قبل أن تشتري له ملابس العيد، وقبل أن تجهزه للعام الدراسي الجديد. وأخ أحد الأطفال المحتجزين أيضاً كان يتحدث ببراءة طفولة لم تغادر وجهه ليحكي قصة أخيه الذي ذهب للمحل القريب من منزلهم لشراء ما يطفئ جوعه ولكن بسبب ندوب «بوشنيتر» أو ما يسمى طبياً «Chicken Box» وظناً منهم أنه ندب رصاص (الشوزن) تعرض الطفل للضرب والاعتقال!
أحد الأطفال في الخارج وهو أخ لطفلٍ معتقلٍ أيضاً كان يرسم لوحةً بالأسود، وكأنه يرسم واقعاً مؤلماً يعيشه من دون وجود أخيه في منزله ليلعب معه ويتشاجر معه ويضحك معه ويرسمان معاً بالألوان الزاهية واقعاً أجمل.
وما يدعو للشجن هو الرقم الذي صرّحت به لجنة الرصد في الجمعية حول عدد الأطفال المعتقلين والجرحى؛ إذ ذكرت أن هناك ما يزيد عن 84 طفلاً تعرضوا للاعتقال والتحقيق، و86 طفلاً جُرِح.
لن أتحدث عن الصور التي نراها كل يوم والتي يغرق فيها الأطفال وسط سحب الغازات السامة، ولن أتحدث عن صور الأطفال التي تنشر وهم يلعبون ببقايا مخلفات القمع على القرى، ولن أتحدث عن الأطفال في قاعات المحاكم وهم يرددون: نريد ماما، فذلك يحتاج إلى قلب من حديد ومساحات أوسع.
كم أبدو قاسيةً وأنا أتحدّث عن أطفالٍ محتجزين في سجون باسم السياسة، ولكن للأسف هذا هو الواقع الذي لا يستطيع أحد نكرانه في وطني!
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3647 - الجمعة 31 أغسطس 2012م الموافق 13 شوال 1433هـ
اطفال خلف القضبان
شكرا سوسن لقلمك الحر الذي نحن بحاجة ماسة اليه وبشكل
مكثف في جميع المجالات ، فيسبوك، تويتر ..... الخ للكتابة لرفع مظلومية هؤلاء الأطفال الأبرياء ليعودوا لأحضان أمهاتهم
كيف ؟
كيف للسجان ان تنام عينية او يغمض جفنة وهو قد عذب طفل او اقتاد طفلا الى السجن وحتى لو تم اثبات برائتة من قبل المحكمة الصورية فهل سوف يلتئم الجرح او الشرخ الذي حدث في نفسية الطفل وهل سوف يبتسم في وجوه الذين ابعدوه عن اسرتة ؟ حسبنا الله ونعم الوكيل
واقع ما خياأاال
اين عنا المسلمين اين. عنا من يدعي العروبة الا يزال الخليجيون ناءمون عما يحدث في وطني
مقال رائع
قلمك الحر استاذة سوسن قلم جميل اقترح ان تستمري في الكتابة عن هموم الناس التي ابدعت في الكتابة عنها لانك من القلة التي تكتب فيها في هذه الازمة وان تؤجلي كتاباتك الثقافية والفلسفية لمابعد انفراج الازمة لانها مهمة ايضا ، استاذتنا اهنؤك على هذا المقال الجميل السهل الممتنع يا سوسنة البحرين الحرة
اطفالنا رهائن
الاطفال اليوم بحاجة للكثر من المقالات لرفع نظلوميتهم الدوام المدرسي قادم واطفالنا في السجون وفي المستشفيات لتلقي العلاج . ازاح الله الغمة عن هذه الامة
صورة لا تشبه الصور
رسم الصورة وصورة الرسم ليس بها طفل يرسم طير طليق حرأو قط يداعب خيوط الصوف فقد كان الطفل لايعرف قفص الطير ولا للقط قيد يحبسه.
فقد يرتاب الناس من ذكر الفرق بين الفكر والذكاء والفطنة. فبلا فطنة يغيب الذكاء فلا فكر.
فهل المخ والذهن والدماغ و العصب معهم أخدوا أخذوا اجازة أم غابوا بدون عذر وغيبوا معهم العقل؟
يا رب
هؤلاء احبابك خلف القضبان ويظلمون ويقتلون ويجرحون يا رب فاكتب لهم الفرج.
عجبت .. لم تسلم من ظلمه مساجد وبيوت الله ولا احباب الله ولا عباد الله ومع ذلك هناك ممن يسنده.