صرح الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين السيد سلمان المحفوظ بأن التزام الاتحاد بالدفاع عن المفصولين ليس خاضعاً للمساومة من جهة، ولا للمزايدة من جهة أخرى، فهو أمر بين أمرين، مشدداً على أن لا مساومة على حقوق العمال المفصولين في شمولية وعدالة الإرجاع وكمال الحقوق من تأمين اجتماعي ومكانة وظيفية وحق الأقدمية، وأيضاً لا مزايدة أو توظيف لهذه القضية من أجل أية أمور نتهم بها ظلماً وجوراً وادعاء من دون دليل. لافتاً إلى أن «رائدنا في هذه القضية هو الشجاعة والحكمة والعدل والإنصاف»، مؤكداً أن الاتحاد العام ليس في سبيل التراجع عن الدفاع عمن ظلم فصلاً وتجويعاً وتهميشاً ثم بعد عودته يراد الانتقام منه على خلفية الرأي والتعبير أو الموقف السياسي أو الانتماء العقائدي.

وقال «إننا لم نقف لحظة في الدفاع عن عامل مفصول إلا انطلاقاً من القانون والعهود الدولية التي صادقت عليها مملكتنا الغالية ومنطق الحق والعدل».

وأضاف «إن الذين صفقوا بالأمس لتصديق مملكة البحرين على الاتفاقيات الدولية واعتبروه دليل حركة إصلاحية ديمقراطية تضاهي الديمقراطيات العريقة؛ كيف لهم اليوم أن ينظروا نظرة شك وريبة لاتكائنا على هذه الاتفاقيات ونصوصها التي تؤكد دور المنظمات الدولية كمنظمة العمل الدولية مثالاً في توفير الدعم الفني لحل قضايانا العمالية».

وبين أن «ثمة أجزاء لاتزال معلقة من ملف المفصولين ومن دون حلها لا يمكن اعتبار الملف منتهياً ومغلقاً، فهناك انتهاكات ما بعد العودة ترتبت على الفصل وهي اقتطاع الأجور، ووقف الترقيات والتهميش والنقل المكاني أو النقل الوظيفي تعسفيّاً وعدم تعويض أجور وحقوق فترة الفصل بما فيها التأمين بأثر رجعي، وهناك الاستهداف المكارثي لفئات من العاملين بانتهاك حقوقهم وأيضاً للباحثين عن عمل أو للمعينين في وظائف عالية وخاصة المراكز التنفيذية؛ حيث التعيينات لا تتم بناء على الكفاءة بل على معايير غير مهنية تمييزية صارخة، وكل هذا ويريدوننا أن نسكت ونجامل ونداهن على حساب كرامتنا ووطننا ونقول لا والله لن يكون ذلك أبداً، تأبى لنا ذلك نفوس عاشقة للبحرين وعقول تعي دورها وضمائر تعرف مسئوليتها في وطن عاهدنا ربنا وقواعدنا العمالية على أن نصونه وندافع عن حقوق عماله بالقانون والعدل. كما نقول إن المحاولات وبالأحرى الهجوم المبرمج وغير المبرر غرضه حرف القضية عن مسارها الصحيح».

ودعا المحفوظ «كل من يراهن على تفتيت وحدة عمالنا إلى أن يخرجوا من هذه الأحلام؛ فاتحادنا قوي وراسخ يزيد علوّاً وشموخاً ولمن يراهنون على تأليب أطراف الحوار الاجتماعي علينا؛ فنقول تعرفنا الحكومة ومسئولوها وعلى رأسهم القيادة السياسية لهذا البلد دعاة وحدة وطنية وحوار وطني جاد ودعاة سلم أهلي وإصلاح لا يتوقف لا تأخذنا في حقوق العمال لومة لائم ولا ندخر وسعاً للمناصحة والمصالحة ما استطعنا إلى ذلك سبيلا».

وختم بتأكيده «نحن واثقون بأن الحكمة الجماعية لهذا الوطن بكل أطيافه ومكوناته قيادة وشعباً ستصل بهذا البلد إلى الحل المنشود وسنبقي أيدينا مرفوعة القبضات عالية معبرة عن وحدتنا، وصوتنا عالياً مجلجلاً يقول الحق ويصدع بالحقيقة غير مجامل ولا مداهن في نصحه وإخلاصه لهذا الوطن».