العدد 3646 - الخميس 30 أغسطس 2012م الموافق 12 شوال 1433هـ

ندوة «إعلام التحريض الطائفي»

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ليس غريباً أن تمتنع أغلب الصحف المحلية عن تغطية الندوات السياسية التي تنظّمها الجمعيات منذ أكثر من عام، وآخرها ندوة «دور الإعلام في التحريض الطائفي» التي نظمتها جمعية وعد مساء الأربعاء.

الندوة استضافت زميلين إعلاميين من ضحايا الفصل السياسي الذي شهدته البحرين منذ مارس/ آذار 2011، وهما الصحافي الرياضي الشاب فيصل هيات، والكاتبة عصمت الموسوي، التي تلقت إشعاراً بفصلها عبر رسالةٍ هاتفيةٍ، بعد أكثر من عشرين عاماً من الخدمة بإحدى الصحف. وهي طريقةٌ تدل على استخفافٍ بالصحافة والصحافيين، خصوصاً إذا كانوا مؤسّسين ومن الصف الأول.

الموسوي لم تكتفِ بطرح ورقتها ونشرها للرأي العام، بل قامت بنشر أفكارها الرئيسية عبر «تويتر»، لتصل إلى آلاف المتابعين، فالعصر الذهبي لسلطة الرقابة والمنع والحجر على الأفكار يوشك على الأفول.

حذّرت الموسوى من محاولات الإلهاء وتضييع القضايا السياسية الجوهرية وحرف بوصلتها، حيث تستطيب الأنظمة العربية في مواجهة الاحتجاجات الشعبية وإجهاض استحقاقات الإصلاح والديمقراطية، إشغال الشعوب ببعضها، ليمسك الأخ برقبة أخيه، متهماً إياه بانتزاع وسرقة حقوقه، فيتحول النظام إلى حمل وديع! واعتبرت تشكيل لجان التحقيق في الوزارات مهينة لشعب البحرين، ومن أكثر الأمور إثارةً للأحقاد والانشطار المجتمعي، خصوصاً بعد استهداف مكوّن كامل من الشعب بالتمييز الصارخ والتهميش والامعان في سياسة الانتقام.

الموسوي، وفي مراجعة لأحداث الربيع العربي، أشارت إلى انه لم يوجد نظام عربي واحد فضل الحوار والمصالحة، بل لجأ الجميع إلى الحل الأمني حتى آخر المدى، وفضّل بعضهم الحرب الأهلية على التنازل أو التغيير. وذكّرت بما دبّره وزير داخلية مبارك من تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية قبل الثورة المصرية، لكي يدفع بالوضع السياسي إلى اقتتال بين المسلمين والأقباط.

الموسوي أشارت إلى ما نشاهده كل يوم في الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، من أخبار وصور الذبح والقتل والتفجيرات في أفغانستان والعراق وباكستان وسورية على وقع التكبيرات، وان الحكومات التي اعتقدت أنها ستظل مالكةً ومتحكمةً في الإعلام الخاص والعام، سارعت باقتحام الفضاء الالكتروني لتشعله فتنةً وتوتيراً وتضليلاً، مستعينةً بالحسابات المموّهة لتكريس التناحر الطائفي وشتم المناوئين والمعارضين، واتهامهم في شرفهم وأخلاقهم لإسقاطهم في نظر جماهيرهم.

الزميلة عصمت الموسوي، المتحرّرة من القفص وأغلال الوظيفة، أشارت إلى فشل الأنظمة في التأسيس لدولة المواطنة، فلا يجد المواطن غير الاحتماء بخيمة طائفته كلما انتهكت الدولة حقوقه واستباحت كرامته. وتساءلت: مادام الإعلام مرآة لواقعه، فهل نستغرب من كون الإعلام البحريني، إذاعةً وتلفزيوناً وصحفاً، محرّضاً ومنحازاً، باستثناء صحيفة واحدة، كما جاء تقرير لجنة تقصي الحقائق؟ «كنا كتاباً وصحافيين في صحف السلطة ونعرف ألاعيبها ووسائلها لحرف الأخبار وتغيير وإفراغ مضامينها» تقول.

الزميلة الموسوي، كانت تعمل مراسلةً للـ «بي بي سي» في التسعينيات، وهي تحلّق الآن في أفق جديد، حيث تقول في إحدى تغريداتها: «المؤيدون للحراك الشعبي قرأوا تقرير بسيوني والموالون قرأوا صفحةً أو صفحتين. انهم يكرهون القراءة». وتنقل عن بسيوني: «بعض الصحافيين المجني عليهم قالوا إن الصحف تطالبهم بشتم طائفتهم ورموزهم وترسلهم لتغطية الأحداث ثم تفصلهم لاحقاً»! وتذكّر بأن «هيئة الإعلام فصلت 31 من موظفيها الذين تم تثبيت 26 منهم في الأول من فبراير/ شباط 2011 وكلهم من طائفة واحدة».

في بطاقتها التعريفية على «تويتر» كتبت الموسوي: كاتبةٌ مستقلة، ومعلقة وناشطة سياسية مؤمنة بالعدالة والمساواة والحقوق الانسانية.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3646 - الخميس 30 أغسطس 2012م الموافق 12 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 3:27 م

      الحوافز والدوافع

      دفع البلاء ليس من أمر ولا شؤون أو من حكم البشر، لكن البلية ليست فيما يضحك أو ما يبكي.
      فالتحضير لا يساوي التحريض، متى ما كان الاخر فيه فنتة وهي أشد من القتل فان التحضير الى غير المعلوم أشد من الفتنة والفتل.
      فكيف نحرض ونوجه حائط أو طوفة من الطوائف؟

    • زائر 16 | 7:00 ص

      زائر 13 وينك بعدك ما صحيت؟؟

      زائر 13 لقد قالت عصمت إنكم لا تقرأون ، إذا كانت عصمت تلهث وراء الطائفية فماذا تقول عن الذين يكتبون في بعض الصحف المحلية ولا هم لهم إلا الوفاق والخونة وغير ذلك من الأوصاف؟ ماذا تسميهم ، يبدوا أنك تعيش في واد في دي زرع يعني أنت ليس في البحرين أو أنك أت من كوكب آخر. ولا يهمك يا فيصل وأنت يا عصمت الحق سيظهر وسيكون الحاقدون مكانهم مزبلة التاريخ.

    • زائر 15 | 5:02 ص

      إحساس

      لا يخالجني إحساس ان من يلهث وراء الطائفية هو بحريني أصيل بل هو ( متبحرن ) .

    • زائر 13 | 4:33 ص

      نسيت شئ

      نسيت ان تذكر ان الكاتبة المذكورة تتنفس وتلهث بالفكر الطائفي الولائي اسوة بالكثير

    • زائر 12 | 3:31 ص

      لا تنسى كلمة "التطهير " في....

      وهذا اكبر دليل على انهم يتعاملون معانا بكل قبح وعنصريه وطائفيه .

    • زائر 11 | 3:26 ص

      مغالطات

      كلامها ليس صحيحا. بن علي ألقى خطابا وقال "الآن فهمتكم" تعالوا نتحاور- ورفض التونسيون. القذافي قال نفس الشي ورفض الليبيون. مبارك عين رئيس وزراء وطالبه أن يجري حوارا ورفض المصريون. والشي ينطبق على اليمن و على سوريا ورفض الشعبان. أما إن كانت تقصد البحرين, ...دعا في فبراير إلى حوار ثم في مارس بما يعرف المبادىء السبعة ورفضت الوفاق. أما بالنسبة لبسيوني فإننا قرأناه وفهمناه وتقبلناه كاملا- أما من وصفتهم بالمؤيدين للحراك الشعبي فإن قرأوه فقد إختاروا منه ما يعجبهم ولفظوا الباقي.

    • زائر 10 | 3:07 ص

      نجح الاعلام في التحريض بشكل كبير

      خير دليل موظفي....وكيف يتعاملون مع الفئة الصفوية ووزارة ... من البوابة ( وما ادراك ما البوابة ) إلى آخر ممر فيها طبعا

    • زائر 9 | 2:46 ص

      نعم شارك الاعلام في التحريض

      نعم شارك ......بجميع مكوناته وطاقاته في التحريض وشق اللحمة الوطنية ، وقد صرف الالاف من الدنانير لكي يصب الزيت على النار ، ومازال يواصل وخصص ميزانية بذالك وجلب خبراء من جميع العالم ، ووظف موظفين في جميع ...، والحديث أيضا مثل التويتر والفيس بوك والمنتديات ، لكي يزيدوا في الشحن الطائفي وأشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد ، والعجيب في الامر بأن المشاركين في التحريض هم من ....من بعض الدول العربية !!؟ رأي شخصي

    • زائر 8 | 1:59 ص

      عشت يا عصمت وعاش القلم الجميل

      فلا تيئسي ان الفجر لقريب

    • زائر 7 | 1:12 ص

      لم يحضروا لأن التهمة موجهة اليهم

      من قبل الاحداث عزف الكثير من المواطنين عن اجهزة الاعلام وبعض الصحف الطائفية لما تمارسه من دور بغيض وحاقد على فئة من فئات الشعب وبعض الصحف اسست على اساس شتم مكون معين وتخوينه ومحاولة تشويه كل طرح يطرحه في مصلحة الموطن والمواطن وهذه الاجهزة الاعلامية تختزل الوطن والوطنية في فئتهم الضيقة فقط وهي احد الاسباب المؤزمة والتي اوغرت صدور الناس قهرا وسخطا على سؤ ما تنشر وتطرح الى ان طفح الكيل بالناس وخرجوا عن بكرة ابيهم نابذين لهذا الاسلوب الممزق للوطن المؤسس للعنصرية المقيتة

    • زائر 6 | 11:56 م

      لكوني غير متابع كثيراً

      لكن دائماً أسأل نفس وزوجتي أين عصمة الموسوي وشكراً قاسم لقد حصلت منك الجواب الشافي لما أسأل عنه ترى الاخت الموسوي اصابها الفصل الطائفي البغيض من قبل زملائها الصحفيين بعشرين سنة فالشرف لك ولزملاءك يا أشرف الناس.

    • زائر 5 | 11:45 م

      قف دون رأيك..ز

      قال الشاعر ( قف دون رايك في الحياة مجاهدا ...

      ان الحياة عقيدة وجهاد )


      قلة هم الذين يقفون عند ارائهم فالتقرأوا ما كتبوا بالامس واليوم

    • زائر 4 | 11:18 م

      تحيا الصحافة حرة

      عاشت هكذا سلطة رابعة

    • زائر 3 | 11:17 م

      الآن وقد عصيت من قبل ...... صدق الله العلي العظيم

      مقتبس من المقال :في بطاقتها التعريفية على «تويتر» كتبت الموسوي: كاتبةٌ مستقلة، ومعلقة وناشطة سياسية مؤمنة بالعدالة والمساواة والحقوق الانسانية.

      لله في خلقه شئون ...... عجبي

    • زائر 2 | 10:44 م

      كل التحية و التقدير للكاتبة الكبيرة عصمت الموسوي ... ام محمود

      أنا أعتبرها بطلة الكلمة و الفكر والرأي النزيه و من أوائل المؤسسين للصحافة البحرينية لها مكانة دائماً في قلوب المواطنين و ما زالت محتفظة بها رغم ان الزمن تسبب لها بالكثير من الآلام الا انها شامخة شموخ الجبال لم تنكسر و تعبيراتها قوية
      لو كنا نعيش في بلد اخر لرأينا تكريمها على أعلى المستويات المحلية و العالمية و لرأيناها تتقلد منصب يناسبها مثل وزيرة
      مثلها مثل نبيل رجب شخصيات تحمل الكثير من الثقافة والعلم و الخبرة لكنها غائبة

    • زائر 1 | 10:33 م

      صبرا

      ستبان الحقيقة وتنتصر في النهاية يا موسوي

اقرأ ايضاً