تحتاج الحيوانات قدرة على تذكر الأماكن لتحديد وجهتها ومكان طعامها ومنطقة عيشها، فهل تمتلك الزواحف هذه القدرة؟
كان هناك خلاف بين العلماء بهذا الشأن.
فقد قال علماء من الولايات المتحدة إن سحلية "الإغوانا" ذات البقع الجانبية الداكنة تمتلك هذه القدرة وإن ذلك دليل آخر على أن الزواحف تمتلك قدرات إدراكية أكثر مما يعتقد العلماء.
وكان العلماء يعرفون منذ فترة طويلة أن السحالي تعتمد على الشمس في تحديد اتجاهها.
وفي ضوء ذلك، أخضع الباحثون تحت إشراف لارا لا داج من جامعة نيفادا في مدينة رينو بولاية نيفادا الأميركية سبعة من هذه السحالي لاختبار جرب بنجاح من قبل مع قوارض وذلك خلال التحليلات الرامية لإثبات ذاكرة المكان لدى هذه الحيوانات.
واستخدم الباحثون في هذه التجربة قرصا به عشرة ثقوب على حافته، وكان أحد الثقوب يؤدي إلى صندوق تستطيع السحلية الاختباء به، ووضعت على جدار على بعد نحو 30 سنتيمترا من هذا القرص القابل للدوران علامة دائرة و علامة زائد الحسابية كعلامات استرشادية.
وكان باب الغرفة التي أجريت فيها التجربة بمثابة علامة مكانية أخرى. وخاضت الزواحف في البداية الاختبار خلال وحدات تدريبية بواقع عشر دقائق لكل وحدة إلى أن أصبحت تقصد وبشكل مباشر وفوري الثقب الذي يوجد خلفه مكان للاختفاء فيه.
ثم أدار الباحثون القرص بواقع 180 درجة بحيث أصبح الثقب الذي قصدته الزواحف على بعد نصف لفة من العلامات الموجودة بالقرب من القرص ثم وضعت كل من "الإغوانا" السبعة المستخدمة في التجربة في هذا الجهاز وسجلت حركاتها.
وقال الباحثون إن جميع الزواحف قصدت الثقب الخاطئ الذي دربت على قصده كعلامة استرشادية تؤدي إلى المخبأ، مما يعني حسب الباحثين أنها اعتمدت على العلامات الاسترشادية المحيطة بها وليس، على سبيل المثال، على الخربشات الصغيرة أو الفوارق بين الألوان في القرص المتحرك. واستنتج الباحثون من ذلك أن هذه الزواحف تمتلك قدرة على تذكر الأماكن. وتعيش "الإغوانا" التي استخدمها الباحثون في تجربتهم في مناطق جافة في أميركا الشمالية وتتغذى على الحشرات والعناكب والعقارب.
وتبني هذه الحيوانات لنفسها مناطق عيش خاصة بها وتنتمي لرتبة الحرشفيات، شأنها شأن معظم أنواع الزواحف المعروفة.