العدد 3644 - الثلثاء 28 أغسطس 2012م الموافق 10 شوال 1433هـ

عذراً... أموالك لا يمكنها تفتيت وحدة وطن

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

صادفنا في هذه الحياة أناساً تُعرض عليهم مبالغ لشراء ذممهم من أجل تدليس وقائع، أو الاعتداء على الآخرين، أو النطق بشهادة زور لاستلاب حقوقٍ من أصحابها، أو إثارة إشاعةٍ وتصديقها والتأثير على الرأي العام لإقناعهم بها، ولكن لم نشهد قط محاولات باسم الدين لشراء أتباع مذهب أو طائفة من قبل أحد المتحذلقين (ش. د)، اكتشف أنهم على غير الصراط المستقيم وخارج ملة الإسلام، وأن صلاتهم وصيامهم وعباداتهم ليست لله الواحد الأحد.

ومن منطلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يدعوهم دعوة - صادقة على حد قوله - إلى دخول الإسلام باستمالات المال!

لا تلقوا عليه باللوم، فالرجل لديه مال وفير لا يعرف كيف يتصرف فيه، وهداه عقله المريض إلى ركوب الموجة، والدخول في نادي المتمصلحين من الأزمة، ومقارعة كتاب أعمدة ورجال دين ورؤساء جمعيات، لهم نهجهم الواضح في التعاطي مع الأمور من باب أنهم وحدهم الوطنيون والأحرص على أمن البلد، فاختلق لنفسه خطاً مغايراً بعيداً عن النعوت المترهلة المستهلكة في وصف تلك الطائفة بـ «الرافضة» و«المجوس» و«الصفوية» و«الخونة» و«العملاء»، فهي بالنسبة له عبارات لا تحمل التأثير اللازم لتهييج الشارع الآخر وإثارته وتحريضه على الدولة من أجل حثها على عزل «الروافض» من باب التشكيك في نواياهم والمزايدة على وطنيتهم وحبهم لهذه الأرض.

الشارع السني بات واعياً لمحاولات المجاميع الطائفية التي تنتشر كالطفيليات، وتعتاش على الصراعات التي تخلقها في المناطق المختلطة، لتصدر الواجهة وتقدم الحضور في المجالس وإلقاء الخطب العصماء في الساحات المفتوحة باسم الولاء للوطن والإخلاص لترابه، والتي كان آخرها محاولة إثارة الفتنة الطائفية في مدينة المحرق العريقة بأهلها، المعروفة بمتانة علاقاتها الاجتماعية، القادرة على التصدي لكل من يحاول اختراقها بسهامه.

لذلك استخدم (ش. د) وسيلةً أخرى لترهيب أبناء هذه الطائفة الكريمة بعد أن عجز عن إقناعهم بأن «الروافض» لا أمان لهم وأنهم خطر داهم وشر مستطير يجب الخلاص منه، فقال في تغريدة على موقع «تويتر»: «كل سُني مقتنع أن الرافضة إخوانه بالدين لهو نجس... ونجاسته مبنية على نجاسة من آخاهم المعلومة للجميع».

وليس من مخرجٍ للخلاص من النجاسة إلا بإعلان التبرؤ من «الروافض»، أو إقامة الحد على كل من يصر على أخوة هذه الطائفة، ومواجهة العزل والرفض والتهميش، على رغم أن من أصدر هذه الفتوى لا يُحسب رقماً في خانة علماء السنة الأفاضل ولا وجهاء الأمة أو أصحاب المكانة والرأي، ولكنه ربما صعد على منبر يوماً أو ألقى خطبة في يوم مشئوم، فتصوّر في خياله أنه أصبح مالكاً لصكوك الجنة يطرد منها من يشاء ويدخل فيها من يشاء، وعلى كل من يوجه لهم خطابه أن يخروا له صاغرين مذعنين ولا يعصون له أمراً حتى ينالوا الرضا والقبول ويتنعمون بفردوس الآخرة.

المال قادرٌ على أن يصنع آفاتٍ تمتص مدخرات الشعوب، ويخلق من توافه العقول وحقارة الأنفس وجاهاتٍ مصطنعة، ومناصب وكراسي تتكئ أرجلها على ظهور البشر، ولكن لا يمكن لهذا المال أن يسير أناساً أحراراً في دينهم ودنياهم كالقطعان نحو حتفهم، حتى وإن مورست عليهم الضغوط النفسية والعقلية، وأُخرِجوا من ملة الإسلام، ووصفوا بـ «الروافض» أو «الأنجاس».

(ش. د) حالةٌ شاذةٌ ولكنها ليست بالغريبة على البحرينيين، فمنها أنواع وأشكال أشبه بها وأسوأ منها بكثير، تدير خيوط الصدامات الطائفية في الخفاء، حتى توقع أشد الضرر باللحمة الوطنية دون أن تكشف عن هويتها أو تقدّم أي مسوغ لمهاجمتها مباشرة، وإن تمت تعريتها وكشفت حقيقتها لا تُحاسب ولا يطالها النقد ولا تخضع للمساءلة القانونية؛ لأن المعايير لدينا مزدوجة، فلا تستغربوا إن أساء البعض الأدب وتخطى الحدود، فهم بأسلوبهم الوضيع في تنجيس وتفسيق وتكفير عباد الله، يعبّرون عن انحطاط أخلاقهم ودناءة معدنهم.

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 3644 - الثلثاء 28 أغسطس 2012م الموافق 10 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 10:01 ص

      فاقد العقل لو غبي

      هذا الذي ادعى شيخا لم يضر غير الطائفة السنية الكريمة لانه نجسها متبرا الطائفة الاخرى الكريمة من الاساس نجسه اي انه لم يضف شيئا جديدا لها ولكن المستجد في ترطينته الطائفية قد اتهم اكثر الاخوة السنة بالنجاسة ، غبي الى هذه الدرجة او انه فقد عقله حين استلم الشيك ، شكرا للاخوة من الطائفة السنية الكريمة على موقفهم النبيل

      من فريق النعيم

    • زائر 12 | 8:26 ص

      شاروخانبلادهما وخان السرسري

      يذكرني بشخصية هندية تسمى (شاروخان السرسري) كان يلعب نفس الدور في بلاده

    • زائر 11 | 6:05 ص

      أعصي اكثر من حقه

      لقد اعطي هذا المريض اكثر من حقه فلا ترد علي السفيه جوابا
      خله ينعق في خرابه لان البحرين مازالت بخير في شيمة وطيبة اهلها بارك الله فيك وفي كل وطني حر وبارك الله في الوسط

    • زائر 8 | 2:00 ص

      مثل شراء الذمم والضمائر يشترون العقائد

      كما تشترى الضمائر والذمم كذلك تشترى العقائد ولكن من الذي يبيع عقيدته؟
      كما ان بائع الضمير وبائع الذمة هم قلة نادرة منبوذة في اي مجتمع كذلك ربما يوجد من يبيع معتقده من اجل حفنة من المال وهؤلاء الاشخاص هم رخاص النفوس مثل البضاعة الرخيصة الكاسدة التي لا مشتري لها.
      وبالطبع يوجد لدينا في البحرين كذا شخصية معروفة تم شراؤها وهي تظهر على بعض القنوات بعد ان لفظها المجتمع واصبحت سبة وتبرأ الكل منها وكل ساقط له لاقط الساقط لا قيمة له فيلتقطه ساقط مثله

    • زائر 7 | 1:57 ص

      شراء الذمم

      سياسة شراء الذمم امتد عبر العصور ومارسها طواغيت التاريخ ولكن الحقيقة ساطعة كالشمس في رابعة النهار الحق يؤخذ ولا يعطى ووعي الشعوب هو الفيصل في تحقيق ما يريد

    • زائر 6 | 1:28 ص

      لانه حصل على ضوء أخضر

      مقال في الصميم .. شكرا لك .

    • زائر 5 | 12:58 ص

      بارك الله فيك

      بارك الله فيك

    • زائر 4 | 12:52 ص

      وأين الدولة من كل ما قال ؟؟؟

      ألكلام في الصميم ، ولكن ألم يسأل أحد من أين جاء هذا الشخص ونحن لم نسمع به إلا بعد الأزمة؟ ألم يسأل أحد من جاء بهذه الأموال التي يريد بها أن يشتري ذمم الآخرين?

    • زائر 3 | 12:36 ص

      كلام جميل ولكن من يحركهم ؟

      هؤلاء ليسوا الا ادوات يتم تحريكهم مع الاسف
      وهؤلاء لم يعرفوا من الاسلام والاسلام ننهم براء الا الدينار فقط وهؤلاء رصيدهم في المجتمعات الانحطاط والدناءه وفاشلون في حياتهم بجميع مستوياتها وبل يحملون كراهيه حتى مع عوائلهم فماذا تنتظر منهم وشكرا لكم

    • زائر 2 | 12:13 ص

      صمت مطبق من ش.د ..!!

      الهجوم الذي تلقاه المدعو ش.د لم يستطع الرد عليه الي يومنا هذا والسبب الأحراج الكبير الذي تلقاه أزاء التكاتف الأخوي اذا صح التعبير من قبل أبناء بلدنا الحبيبه فهذه أحدى الصفعات القويه التي الزمته الصمت المطبق وهي بذات الوقت رساله لباقي الفتنويين بأن يرجعو الي رشدهم قبل فوات الأوان ,,

اقرأ ايضاً