لماذا يمتنع كل القطاع الخاص من المشاركة في الرعاية الرياضية لأنديتنا واتحاداتنا الوطنية والمسابقات المحلية والدولية؟ هل علينا أن نؤمن بما تردده غالبية الشركات بأنَّ المشاركة في دعم الرياضة هدرٌ للمال ومحظور ربما شرعا؟!، في الأساس، ماذا نريد من رياضتنا؟ ما الهدف الذي نسعى إليه تجاه هذه الرياضة؟
كثير ما يتساءل المتابعون عن الأسباب التي تدعو شركات القطاع الخاص في بلدنا، أو حتى الحكومية، للامتناع عن دعم الرياضة بقوة نحو الوصول إلى مراتب عالية من الدعم الرياضي، وها نحن اليوم نعود للنقطة ذاتها، بعدما أصبح اتحاد اليد «يشحت» طلبا لدعم مختلف الشركات للبطولة الآسيوية لكرة اليد للناشئين التي ستنطلق الأسبوع المقبل، لو كان الكلام الأخير بأن الرعاية تعتبر هدراً للمال مقبولا، لماذا تبادر المصارف والشركات الأوروبية لرعاية أنديتها؟ ولماذا توجد شركات الغاز والتقنية والسيارات والخدمات والألبان والمنتجات الغذائية والمصارف بقوة في دعم كرة القدم في قطر والإمارات ومرورا بكوريا الجنوبية واليابان إلى كل أوروبا وأميركا الجنوبية، ماذا ينقصنا يا ترى حتى نصل إلى هذا المستوى؟!
ذات مرة سُئل مسئول لإحدى الشركات الداعمة، عن كيفية دعمهم للرياضة في بلده، وهل دعم الدولة يكفي، كانت إجابته: لا، مضيفاً «هل تعلم أنَّ هناك قانوناً رسمياً أصدرته الحكومة يجبر كل شركة مدرجة في سوق الأسهم بتخصيص نحو 2.5 في المائة لدعم الرياضة المحلية.
ربما يمكننا القول بأنَّ وضعنا يختلف قليلا عن الدول الأخرى، وخصوصا أن الشركات الخاصة تعاني هذه الأيام من الأزمة السياسية الواقعة في البلد وتأثيراتها على الاقتصاد البحريني، وغياب الدعم الحكومي عنها، إلا أن هذا لا يعفي تلك الشركات من المبادرة ولو بالقليل في دعم الأنشطة الرياضية المختلفة، ولو بأساليب مختلفة، منها الدعم المادي والعيني وغيرها، ولعل دخول طيران الخليج كأحد الراعين للبطولة الآسيوية لكرة اليد على رغم ما تعانيه من خسائر كبيرة بسبب إيقاف الدولة لطيرانها عن إيران والعراق قبل أكثر من سنة، إلا دليل واضح على القدرات المادية الكبيرة التي تتمتع بها من دون شك كل الشركات والمصارف ووكالات الاتصال القادرة على ضخ ولو شيء بسيط في هذه البطولة أو غيرها نتيجة الأرباح التي تحصل عليها، سيما وأنَّ البحرين مقبلة في الأشهر القادمة على تنظيم مسابقات قارية وإقليمية ودولية كبيرة تتطلب من القطاعين الحكومي والخاص المشاركة في دعمها.
بالعودة للإجابة عن سؤال المقال، حري بنا أن نشاهد النجاح المنقطع النظير لأحد أشكال الدعم المادي لمسابقات كرة السلة من خلال شركة اتصالات زين، والتي تبرهن سنة بعد سنة إثر المستوى الرائع الذي وصل إليه دوري السلة، لما لهذا الدعم الكبير من تأثير على المسابقة والأندية، يكفي هذا المثال المحلي ولدينا الكثير في الدول المجاورة لنتأكد من أن ما تردده غالبية الشركات بأن المشاركة في دعم الرياضة يعتبر هدراً للمال غير صحيح بالتأكيد.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3644 - الثلثاء 28 أغسطس 2012م الموافق 10 شوال 1433هـ
المشكله في ادارات الانديه والاتحادات
انه بصفتي عضوا بمجلس ادارة احد الانديه احمل مشكله عدم دعم القطاع الخاص للانديه والاتحادات الي اداراتها بشكل اساسيه فاغلب مجالس الاداره هم من المتطوعين ( لاعبين سابقين ) يفتقرون للمبادئ الاساسيه للاداره الصحيحه فلا خطط استراتيجيه واضحه المعالم تحدد طبيعه اعمالهم ولا صنع للفرص المغريه للقطاع الخاصه في الاستفاده من دعمها لهم