استغربت كثيرا من الصور التي نشرت في الصحافة المحلية يوم أمس عن الزيارة التفقدية لاستاد البحرين الوطني الذي سيستضيف للمرة الثالثة بطولة مجلس التعاون للمنتخبات لكرة القدم بعد أن أنشئ للغرض نفسه في العام 1986 وظل محافظا على موقعه كاستاد وحيد قادر على استضافة البطولات والمباريات الدولية!.
مجددا ستطال يد الصيانة هذا الصرح الرياضي العتيد بعد أن كان مقررا سابقا أن يبنى استاد وطني جديد في منطقة الصخير لاستضافة البطولة إلا أن القدر أبى إلا أن يكون هذا الاستاد موقعا وحيدا لبطولات الخليج في البحرين.
ومنذ أن بدأت ورشة الصيانة في الاستاد الوطني فإن ذلك يعتبر اعلانا بانتهاء مشروع الاستاد الجديد وضياعه في الأدراج إلى أجل بعيد، لأن ذلك الاستاد الذي كان مقررا أن تقام البطولة عليه وينشأ وفق المواصفات الحديثة على شاكلة استاد نادي السد في قطر أصبح ضمن المشاريع المنسية البعيدة المنال كون البطولة الخليجية المقبلة ستقام على الاستاد الوطني التاريخي الذي حطم الرقم القياسي في عدد البطولات الخليجية.
ولكوننا لن نستضيف أي بطولة خليجية قبل أقل من 12 عاما على الأقل فإن الاستاد الجديد سيؤجل لذلك الوقت، وبعد أن تمت صيانة الاستاد الوطني سيكمل المشوار للسنوات الـ 12 المقبلة وعندما تأتي البطولة الخليجية مجددا ستتم دراسة الأمر في حينه، والأرجح الاستمرار في الصيانة!.
مشكلة المنشآت الرياضية التي لا ينكر أحد أنها في السنوات العشر الأخيرة شهدت طفرة كبيرة ببناء عدة ملاعب نموذجية وصالات متعددة الأغراض إلا أنها مازالت قاصرة عن مواكبة التطور الحاصل في عالم الرياضة والتطور الحاصل في المنشآت الرياضية في المنطقة المحيطة بنا أو في العالم.
في كرة السلة مثلا صالة الاتحاد أصغر بكثير من أعداد الجماهير الكبيرة ومواقفها أشبه بلعبة الكراسي الموسيقية وكذلك حال صالة اليد، في حين أن دوري القدم سيلعب على ملعب نادي المحرق في ظل صيانة الاستاد الوطني ودوري الدرجة الثانية على ملعب اتحاد الريف لعدم توافر استاد يستضيف المباريات!.
الأدهى من ذلك أن المحافظة الشمالية مثلا صاحبة الكثافة السكانية الأكبر في البلاد ما زالت تمتلك ناديا نموذجيا واحدا فقط هو نادي الشباب والذي لولا أسبقيته لكان حاله حال ناديي الاتفاق والتضامن اللذين استجابا للدمج وخرجا من المولد بلا حمص.
حتى نادي الشباب نفسه مازال أقل ما يمكن وصفه بناد نموذجي في ظل النواقص الكثيرة التي يعاني منها، ولكن ملعبا مزروعا خيرا ألف مرة من الملاعب الرملية التي قضت أجيال متعاقبة أعمارها الرياضية فيها.
أمام هذا الواقع تمر علينا بطولة مجلس التعاون التي نترقبها باعتبارها بصيص الأمل في كل 12 عاما لتطوير منشآتنا الرياضية، وعلينا الانتظار مجددا كما يبدو في ظل أن الاستاد الوطني مازال قابلا للصيانة، وعندما يصل لمرحلة السقوط عندها فقط يمكن أن نرى الاستاد البديل إن كنا على قيد الحياة!.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3643 - الإثنين 27 أغسطس 2012م الموافق 09 شوال 1433هـ