العدد 3643 - الإثنين 27 أغسطس 2012م الموافق 09 شوال 1433هـ

خسارة قضائية لـ «سامسونج» لن تفسد العلاقة مع «أبل»

تلقت «سامسونج الكترونيكس» ضربة قوية من منافستها الأميركية في قطاع الهواتف الذكية «أبل» التي كسبت دعوى قضائية تتعلق ببراءات اختراع، لكن ذلك لن يفسد على الأرجح الوجه الآخر من علاقة الشركتين، إذ إن سامسونج المورد الوحيد للشرائح لجهازي اي فون واي باد.

وعقب الهزيمة القانونية التي تعرضت لها سامسونج في الولايات المتحدة عقدت المجموعة الكورية الجنوبية اجتماعا طارئا قاده نائب رئيس مجلس الإدارة تشوي جي-سونج ورئيس قطاع الأجهزة المحمولة جيه-كيه شين بدلا من الرئيس التنفيذي كوون اويون والذي مهمته الرئيسية الإشراف على قطاع مكونات الأجهزة.

والرسالة الواضحة التي بعثتها سامسونج هي أن الفصل التام بين قطاعي الهواتف والمكونات داخل الشركة مازال قائما. وفي حين تعتزم سامسونج الطعن على قرار المحكمة الأميركية بتغريمها 1.05 مليار دولار لتقليدها خصائص مهمة من الأجهزة المحمولة الرائجة لشركة ابل - وهو مبلغ قد يرتفع لثلاثة أمثاله- لن ترغب الشركة الكورية في أن تغامر بعقدها لتوريد مكونات إلى ابل بمليارات الدولارات.

وعلاوة على أن سامسونج المورد الوحيد للمعالجات الدقيقة لأجهزة اي فون واي باد فهي تورد أيضا شرائح الذاكرة من نوعي دي رام وناند والشاشات المسطحة المستخدمة في أجهزة ابل ذات الشعبية.

ونقلت وسائل إعلامية عن كبير مستشاري سامسونج تشارلز فيرهويفن قوله إن منتجات سامسونج تستحوذ على 26 في المئة من تكلفة مكونات جهاز اي فون.

وحسب تقرير أصدره مورجان ستانلي في الآونة الأخيرة فإن مبيعات سامسونج من مكونات الأجهزة قد تبلغ 13 مليار دولار العام المقبل بما يدر أرباحا تشغيلية قدرها 2.2 مليار دولار.

ويعادل ذلك ثمانية في المئة تقريبا من إجمالي الأرباح التشغيلية المتوقعة للمجموعة العام المقبل.

ويرى خبراء ومحللون أن العلاقة المتشابكة بين سامسونج وابل مهمة للطرفين بشكل لا يمكن معه المغامرة بها.

ويقول المحلل بشركة كيه.دي.بي دايو للأوراق المالية في سول جيمس سونج «تحتاج ابل إلى سامسونج لصناعة اي فون واي باد... سامسونج هي المزود الوحيد لشرائح المعالجة التي تستخدمها ابل وبدون سامسونج لا يمكنهم صنع هذه المنتجات».

ويضيف «ربما تدرس سامسونج خيارات كثيرة لزيادة أهمية أعمالها في مجال المكونات والضغط على ابل. وقد تكون ابل واعية بذلك أيضا». كانت سامسونج قد سعت لتسوية الدعوى بشأن براءة الاختراع - التي رفعتها ابل بعد إطلاق سامسونج أول اجهزتها من طراز جالاكسي في 2010- عبر المفاوضات وخارج ساحات القضاء.

وقالت الشركة في مذكرة داخلية لموظفيها اطلعت عليها وسائل الإعلام أمس الإثنين (27 أغسطس/ آب 2012) «اقترحنا في بادئ الأمر التفاوض مع ابل بدلا من الذهاب إلى القضاء فهم أحد أهم عملائنا».

وتابعت المذكرة «لكن ابل رفعت دعوى قضائية ولم يكن لدينا خيار إلا رفع دعوى مقابلة». وفي حين خلص الحكم إلى أن سامسونج قلدت خصائص مبتكرة من جهازي اي فون واي باد يؤكد محامو المجموعة الكورية أن براءات الاختراع الخاصة بمكوناتها المبتكرة وتقنياتها للاتصالات اللاسلكية - والتي أكدت هيئة محلفين أميركية أن ابل لم تنتهكها- أسهمت في جعل منتجات ابل واقعا ملموسا.

وقال فلوريان مولر وهو مستشار في مجال الملكية الفكرية على مدونته الخاصة «ابل ليست بهذا الغباء (لكي تغامر باتفاق المكونات مع سامسونج). اتفاقات ابل مع سامسونج تضمن ألا يكون لدى سامسونج أي خيار سوى الامتثال والتوريد».

وأضاف «كما أن بقية عملاء سامسونج سيفقدون الثقة فيها لو اتضح انه لا يمكن الاعتماد عليها. وبما أن ابل هددت سامسونج بالتقاضي قبل عامين فقد كان لديها وقت كاف للوقوف على بدائل».

وتجاهلت سامسونج ذاتها مخاوف السوق من أن عقود المكونات التابعة للمجموعة تواجه خطرا بسبب الدعوى القضائية. وتراجعت أسهم سامسونج أكثر من سبعة في المئة أمس لتفقد 12 مليار دولار من قيمتها السوقية.

وقال مسئول تنفيذي شارك في اجتماع أمس والذي لم يحضره جاي لي مدير العمليات والمرشح وفقا للمسئول لخلافة رئيس مجلس إدارة سامسونج لي كون- هي «عقد التوريد موضوع منفصل عن الدعوى ولن يشهد أي تعديل في المرحلة المقبلة».

وتمت ترقية كون إلى منصب الرئيس التنفيذي في يونيو/ حزيران وإسناد مسئولية إدارة قطاعات الاتصالات السلكية واللاسلكية والمنتجات الاستهلاكية الالكترونية إلى جيه.كيه شين وبي.كيه يون على الترتيب لتفادي أي تضارب في المصالح إذ تورد سامسونج أجزاء إلى منافسيها الرئيسيين مثل ابل ونوكيا واتش.تي.سي كورب وسوني.

ومع النمو الكبير في الطلب على الهواتف المحمولة أعلنت سامسونج الأسبوع الماضي عن استثمار أربعة مليارات دولار لتعزيز إنتاجها في مصنع الشرائح بالولايات المتحدة حيث يتم تصنيع شرائح جهازي اي فون واي باد.

ويضاف ذلك إلى مبلغ ملياري دولار أعلنت سامسونج قبل شهرين أنها ستستثمره في بناء مصنع جديد للشرائح وتحويل خطوط إنتاج الشرائح الحالية إلى تصنيع الشرائح المنطقية لتشغيل الأجهزة المحمولة.

وتتطلع ابل إلى توسيع سلسلة التوريد الخاصة بها لتقليل اعتمادها على سامسونج. وتواجه الشركة الأميركية على الدوام أزمة توريد عند إطلاق منتج جديد ما يؤدي إلى تدافع المستهلكين وزيادة الطلب عن قدرات التوريد والإنتاج بكثير.

وأبلغ مصدر مطلع رويترز في وقت سابق هذا العام أن البيدا ميموري اليابانية باعت أكثر من نصف إنتاجها من شرائح دي رام إلى ابل. وتزاحم سامسونج بالأساس توشيبا ومنافستها المحلية اس.كيه هينكس في توريد شرائح الذاكرة إلى ابل ومع ال.جي ديسبلاي في توريد الشاشات المسطحة.

ويقول محللون إن سامسونج تستحوذ على حصة 70 في المئة تقريبا من سوق شرائح دي رام للأجهزة المحمولة على مستوى العالم لكن ابل تحصل على 40 في المئة من احتياجاتها من شرائح دي رام من سامسونج ما يصب في مصلحة شركات مثل البيدا واي.كيه هينكس.

وقفز سهم ال.جي ديسبلاي أكثر من أربعة في المئة أمس. ومن المتوقع أن تطرح الشركة شاشة جديدة أكثر نحافة لجهاز اي فون المقبل. وتراجع سهم اس.كيه هينكس 0.5 في المئة بينما استقرت السوق دون تغير يذكر.

ويقول جيمس سونج «سامسونج تنوع أيضا قاعدة عملائها لتقليل اعتمادها على ابل وتضيف شركات جديدة مثل كوالكوم. هذا سيثبت أنه استراتيجية جيدة في المدى البعيد لأن هوامش الربح التي تقدمها ابل على مكونات الأجهزة منخفضة عموما بسبب قدرتها التفاوضية الكبيرة». وأضاف «قد يستفيد موردون آخرون من تردي العلاقة بين ابل وسامسونج في المدى القصير. لكن فيما يخص الهوامش لا أعتقد أنه يمكنهم تحقيق مكاسب جيدة من أي فتات من ابل تتخلى عنه سامسونج».


أسهم «سامسونج» تفقد 12 مليار دولار بعد النصر القضائي لـ «أبل»

سيئول - رويترز

هوت أسهم «سامسونج إلكترونيكس» نحو 7 في المئة أمس الإثنين (27 أغسطس/ آب 2012)، لتمحو 12 مليار دولار من القيمة السوقية للعملاق الكوري الجنوبي؛ إذ أثار النصر الكاسح لـ «أبل» في دعوى قضائية أميركية بشأن براءات الاختراع بواعث قلق حيال أنشطة الشركة في مجال الهواتف الذكية وهي أكبر مصدر للسيولة النقدية لديها.

وأمرت المحكمة «سامسونج» التي تقول إنها ستطعن على الحكم بدفع 1.05 مليار دولار تعويضاً بعد أن خلصت هيئة محلفين في كاليفورنيا إلى أنها استنسخت مزايا مهمة لجهازي آي فون وآي باد الرائجين وقد تواجه أيضاً حظر بيع منتجات رئيسية.

وقال مدير صندوق بشركة كورية لإدارة الأصول كانت من أكبر المؤسسات الحائزة لأسهم «سامسونج» حتى نهاية مارس/ آذار: «مازالت هناك متغيرات كثيرة مثل الحكم النهائي الذي لن يصدر إلا بعد شهر على الأقل من الحكم الأخير وما إذا كانت منتجات رئيسية مثل جالاكسي إس3 ستتعرض لحظر بيع».

وانحدرت أسهم «سامسونج» - أكبر شركة تكنولوجيا في العالم من حيث الإيرادات - بما يصل إلى 7.7 في المئة في أكبر انخفاض لها بالنسبة المئوية في نحو أربع سنوات لتصل إلى 1.177 مليون وون كوري (ألف دولار) مقارنة مع انخفاض 0.2 في المئة في السوق عموماً. وشهد السهم معاملات كثيفة بلغت أكثر من مثلي المتوسط اليومي للأسبوع الماضي.

العدد 3643 - الإثنين 27 أغسطس 2012م الموافق 09 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً