ويرى الخبراء الذين أجروا الدراسة أن هناك إمكانات لجمع أكثر من 400 مليار دولار سنوياً عن طريق فرض ضرائب على انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في البلدان المتقدّمة: فضريبة 25 دولاراً للطن الواحد من شأنها جمع نحو 250 مليار دولار سنوياً، تحّصلها السلطات الوطنية، على أن تخصصها للتعاون الدولي .
كما توصي الدراسة بضريبة صغيرة جداً على تبادل العملات هي نصف «نقطة أساس» (0.005 في المئة) على جميع عمليات التداول بالأربع عملات الرئيسية (الدولار واليورو والين والجنيه الإسترليني)، والتي يمكن أن تجمع نحو 40 مليار دولار في العام لأغراض التعاون الدولي، ضمن تدابير أخرى.
وقال فوس، إن هذه الضرائب منطقية «من الناحية الاقتصادية»، لأنها تساعد على تحفيز النمو الأخضر والتخفيف من حدّة عدم الاستقرار في السوق المالية.
ويرى الخبير أن آليات التمويل الجديدة هذه ستساعد الدول المانحة في التغلب على «سجلّها من الوعود التي لم تفِ بها لمصلحة العالم بأسره».
ومن جانبه، قال وكيل الأمين العام لإدارة الأمم المتحدة للشئون الاقتصادية والاجتماعية، شا تسو كانغ: «تقدّم الدراسة مقترحات مهمة لتوليد أسس مالية صلبة للإجراءات التي يتعيّن اتخاذها في متابعة الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الآونة الأخيرة في مؤتمر الأمم المتحدة ريو +20 لتحقيق التنمية المستدامة على الصعيد العالمي».
كما تشير الدراسة إلى أن وضع آليات الحكم الرشيد والتخصيص الملائمة هو أمر حاسم للتمويل المبتكر الهادف إلى تلبية احتياجات التنمية في نهاية المطاف، والإسهام في تمويل جدول أعمال التنمية لما بعد 2015.
هذا، ووضعت بالفعل في السنوات الأخيرة آليات تحت شعار التمويل المبتكر للتنمية، ومعظمها في مجال الصحة. وتؤكد الدراسة أن هذه الآليات قد ساعدت على تحسين فعالية المعونة، وساهمت في تمويل الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.
ومع ذلك، وفقاً للباحثين، فالأموال القادمة من خلال هذه البرامج قد جاءت أساساً من موازنات المساعدات الحالية، بدلاً من توليد موارد إضافية.
وعموماً، تم تحويل ما مجموعه 5.8 مليارات دولار لهذه الآليات المبتكرة منذ العام 2006؛ إلا انه يمكن القول، إن بضعة مئات من ملايين الدولارات فقط هي التي تعتبر مساعدات إضافية للمساعدات القائمة.
ويقول الباحثون، إن هناك حاجة ماسة لموارد إضافية، واقتراح فرض ضريبة دولية من أجل التنمية هي إحدى الأساليب.
وقال فوس لوكالة إنتر بريس سيرفس: «لكن ضريبة الملياردير هي مسألة غير محسومة، ولاتزال قيد البحث. لقد وضعنا هذا الاقتراح و(لكن) هو اقتراح صعب جداً من الناحية التقنية».
حيدر ريزوي
وكالة إنتر بريس سيرفس
العدد 3642 - الأحد 26 أغسطس 2012م الموافق 08 شوال 1433هـ