العدد 3640 - الجمعة 24 أغسطس 2012م الموافق 06 شوال 1433هـ

رغم أتون الحرب.. سوريون يخططون لما بعد سقوط الأسد

تستعر الحرب في سوريا فيما يحاول المجتمع الدولي توحيد قوى المعارضة المتشرذمة غير ان مجموعة صغيرة من السوريين انهت خططها لليوم التالي بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.
ويجيء تقرير هذه المجموعة المقرر ان يصدر هذا الاسبوع في صدارة الجهود التي يبذلها السوريون انفسهم لرسم خريطة المرحلة الانتقالية في سوريا بعد الاسد وتحاشي ما يخشاه كثيرون من استمرار حمامات الدم حتى بعد ان يرحل الرئيس السوري.
وبعد مرور 17 شهرا على الانتفاضة ضد حكمه يبقي الاسد في سدة الحكم ولم يظهر زعيم وحيد للمعارضة يوحد الصفوف في البلاد.
ويقول خبراء السياسة الخارجية انه ليس هناك ما يكفل وقف نزيف الدم حتى في حالة رحيل الأسد.
ويقولون إن السيناريو الأسوا لحرب اهلية تستمر سنوات احتمال جلي.
ومن منطلق القلق من هذا التطور تحديدا اطلق افراد في المعارضة السورية مشروع "اليوم التالي" بمساعدة معهد السلام الامريكي والمعهد الالماني للشؤون الدولية والامن في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وقال ستيفن هايدمان الخبير في الشؤون السورية في المعهد الالماني الذي تموله الحكومة "ما يقلق المجموعة كثيرا احتمال ان يعقب انهيار نظام الاسد تنامي العنف الطائفي. ان يخلف الكثير من الغضب وربما الكثير من العنف مما قد يقوض فرص التحول إلى الديمقراطية."
وتأمل الولايات المتحدة وحلفاؤها أن يجري تشكيل حكومة جديدة تتجاوز الانقسامات الطائفية وتوحد البلاد التي تضم اغلبية سنية واقلية علوية ينتمي إليها الاسد إلى جانب اكراد ومسيحيين ودروز.
وشارك افراد من هذه الطوائف في المشروع ومن المقرر ان يصدر التقرير الذي يقع في 120 صفحة تحت عنوان "اليوم التالي: دعم التحول الديمقراطي في سوريا" يوم الثلاثاء القادم في برلين.
وقالت رفيف جويجاتي الناشطة الامريكية من أصل سوري وهي عضو في اللجنة التنفيذية للمشروع "ليست مسودة بكل تأكيد. انها مجموعة من التوصيات لخبراء من مختلف ارجاء العالم وتستند لخبراتنا ومعرفتنا بالسوريين."
وذكر هايدمان أن نحو 50 سوريا - بعضهم شارك من داخل البلاد من خلال خدمة سكايب الالكترونية - اعدوا المشروع الذي يسعى لوضع توصيات تقوم على مباديء التسامح والشفافية والمحاسبة.
وتابع "لم تخرج المجموعة وتقول هذا ما يجب ان يكون عليه الدستور. تقول هذه الاجراءات المناسبة التي تفرز دستورا من خلال الكثير من الاخذ والرد بين المواطنين والقائمين على صياغة دستور."
ويترقب زعماء سوريون سقوط الاسد لتصدر المشهد وقالت جويجاتي "اعتقد أن هناك عدة زعماء تم تحديدهم ولكن لم يعلن عنهم خوفا على حياتهم."
وأضافت "ولكن دورنا ليس اختيار زعيم او زعماء. دورنا هو تعريف الحكومة الانتقالية. وببساطة تقديم توصيات لتصورنا لكيفية تحول سوريا لدولة مدنية ديمقراطية."
وذكرت جويجاتي ان توصيات التقرير تتضمن: - اقرار فترة انتقالية لاستعادة الاستقرار وبدء المصالحة الوطنية وعودة المواطنين لديارهم ومدنهم واجراء حوار بين الاقليات يعقبه انتخابات. - ينبغي ان تقتصر مهمة القوات المسلحة على حماية الحدود وليس اعمال المخابرات والتجسس على المواطنين. - ينبغي ان تقدم الحكومة الانتقالية في آن واحد الاغاثة للاجئين وإعادة من يقيمون في الخارج وبناء مساكن محل المنازل التي دمرتها المعارك وإعادة توطين المشردين. - ينفذ السوريون برنامجا لنزع اسلحة الجماعات المسلحة المختلفة كي يكون هناك فصل واضح بين القوات المسلحة والمدنيين.
وقالت جويحاتي ان التقرير لا يهدف لان يبين للمجتمع الدولي المتشكك ان ثمة انسجاما داخل المعارضة السورية او ان ثمة زعماء جددا متأهبون ولكنه قد يخدم هذين الهدفين.
وتابعت "هذا هو سبب قيامنا بهذا العمل. قمنا بذلك لاننا شعرنا انه خطوة ضرورية. لم نقم بها بهدف طمأنة اي طرف بل بنية انجاز شيء يمكن ان يكون مفيدا."
ويقول مسؤولون امريكيون انه جرى تكثيف التخطيط لفترة ما بعد الأسد في سوريا لاسيما مع تركيا الحليف الاساسي في حلف شمال الاطلسي والتي تعتبر لاعبا رئيسيا.
واجتمعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مع مسؤولين اتراك في اسطنبول قبل اسبوعين لتنسيق الجهود في سوريا وتشكيل مجموعة عمل مشتركة.
ويقول مسؤولون امريكيون ان مجموعة العمل الجديدة تهدف لوضع تصور "لحكومة كاملة" في المراحل التالية من الازمة السورية - بالتعاون مع الجيش والمخابرات التركية - ويعتقد انهما على دارية وافية بتطور الاحداث عبر الحدود.
وقال مسؤول امريكي طلب عدم نشر اسمه "مستقبل سوريا في ايدي السوريين حقا وعليهم ان يقرروا كيف سيضعون نظاما جديدا للحكومة اذا رحل الأسد. "
دون قيادة مسؤولة لجميع الاطراف في البلاد قد تنزلق اكثر نحو صراع اهلي بعد الاسد ولكنها ليست نتيجة حتمية."
وقال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا إن القوات المسلحة السورية ينبغي ان تظل قائمة اذا رحل الأسد من السلطة. وذلك على نقيض ما حدث في العراق حين حلت الولايات المتحدة الجيش وهي خطوة ساهمت دون شك في تصاعد اعمال العنف هناك.
وركزت إدارة الامريكي باراك اوباما على تقديم مساعدات انسانية ومعدات اتصال للمعارضة السورية واحجمتا عن تسليح المعارضة.
ويقول منتقدو هذه السياسة إن تسليح المعارضة سيسهم في اسقاط الأسد وتجنب صراع اطول امدا.
وقال ستيفن هدلي مستشار الامن القومي للرئيس الامريكي السابق جورج دبليو. بوش "هل يمكن ان نحسن الاوضاع إذا تدخلنا ومن ثم نقلص مخاطر انزلاق؟ أقول نعم."
وتابع "الانتظار وترك الامر يطول لن يحد من الفوضى بل يزيدها."
ويقلق المجتمع الدولي ان تؤدي الازمة الانسانية الى زعزعة استقرار المنطقة الأوسع.
وتقول الامم المتحدة إن نحو 170 ألف شخص فروا من سوريا نتيجة المعارك.
ويثير قلقا مماثلا خطر نشوب حرب اهلية طويلة الامد.
وقال بول بيلر المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الامريكية والاستاذ بجامعة جورج تاون حاليا "لدينا هذ التصور الفعلي لحروب اهلية تمتد عبر الحدود.. صراحة لا يقلقني هذا مثلما يفعل صراع طويل داخل سوريا".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 1:57 م

      حقاني صج

      واللي يرمي المولونوف هذا معارضة شريفة هذه الازدواجية والانفصام

    • زائر 4 | 11:09 ص

      واحد

      الأسد بعد قاعد يخطط لما بعد سقوط المؤامرة

    • زائر 3 | 8:26 ص

      زين سوى

      نجى بنفسه وهرب مثل ماسوى زين العابدين بن علي وهرب لو بن على هرب بأموال طائلة وهالسوري فقيرو لكن ماعليه

    • زائر 2 | 7:56 ص

      حقاني

      المعارضه المتشردمه كاتبين فوق هههه , اكيد متشردمه دلين فلول ارهابيين مو معارضه المعارضه الوطنيه الي بالداخل على عيني وراسي اما بتحمل ليي سلا ح بتقتل في ابناء الشعب السوري لا اكبر غلط ده على جميع المقاتلين الليبين والافريقين في الداخل السوري المغادره وجعل الشعب السوري هو من يقرر مصيره , الله محي الجيش العربي السوري الباسل

    • زائر 1 | 7:52 ص

      حر

      الامل

      لابد لليل ان ينجلي و لابد للقيد ان ينكسر

      بح صوتي و انه اقول بشار مايهمه طائفة او دين .

      ولاكن بعد سقوطه انشاء الله نتمنى ان تكون هناك حكومة و حدة وطنية.

اقرأ ايضاً