تنعكس شخصية الإنسان ومكنونه الداخلي على خارجه سواء على سلوكياته الخاصة أو العامة كما تنعكس على حديثه وعلى كلامه، فالظاهر هو انعكاس لداخل الإنسان، فمتى ما صلح داخل الإنسان كان خارجه كذلك؟، إلا في حالات تُعدُ حالات نادرة وهي خارج الحالة الطبيعية.
فالشخصية الصالحة تعكس كلاماً طيباً وعملاً جميلاً، تعكس الخير والبركة، تعكس ما يقرب الناس ويحفظهم ويصلح حالهم ويهدئ نفوسهم، لإنها تبث كلاما وتقوم بأعمال تعكس ما بداخلها.
وفي المقابل، الشخصية الفاسدة، لا يكون كلامُها إلا سباً وشتماً وبذاءة، وعملها لا يكون إلا تحريضاً على الشر والتفرقة وسرقة ما ليس لها وبث الأكاذيب، لأن كل ذلك انعكاس طبيعي للداخل الفاسد.
وهنا قول أمير المؤمنين الإمام علي (ع) «تكلّموا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه»، وحكمة سيد البلغاء واضحة ويمكن لأي إنسان أن يقرأ الواقع ليرى كيف ينقسم الناس بمجرد أن يتحدثوا، فمن يسب ويشتم ولا يكون حديثه إلا بذاءة فهو إنما يعكس شخصيته وداخله المملوء بالقذارة النتنة التي يريد بثها في المجتمع.
كما أن من يريد ان يشتري دين الناس بالمال أو غيره إنما في حقيقة الأمر يعبر عن شخصيته وعن كيفية ارتباطه بالدين، فالاعتماد على الشكل والمظهر كارتباطه بالدين من أجل المال يريد أن يعكسه على غيره وبالتالي يعلن عن شخصيته بالإعلان عن عرض المال على الناس لتغيير مذاهبهم.
والعطر يبث الرائحة الطيبة، وتبث القاذورات الروائح النتنة الكريهة، وكل نفس يمكن معرفتها من خلال ما تبثه، فأما أن تكون طيبة تبث روائح كالعنبر، أو نتنة تبث روائح كالقاذورات.
كما لا ينتظر من اشخاص شاذين في الفكر والفعل أن يبثوا الخير أو يكونوا حريصين على وحدة الوطن وأهله، فالشاذ عن الإنسانية وفطرتها الطبيعية قولا وفعلا لا يمكن إلا أن يكون دائماً شاذاً عنها في كل شيء، لذلك لن تراه إلا ساباً وشاتماً، يريد ان يرتفع بين الناس بسبه وشتمه لأي شخص يختلف معه وهو بذلك إنما يعبر عن انحطاطه وتردي خلقه وشذوذه عن الإنسانية الجميلة التي وضعها الله بداخل الإنسان.
ومن الممكن أن يركز وضيع على سب إنسان كبير ظناً منه أن ذلك يرفعه، وهو لا يعلم أن ذلك في نظر العقلاء ليس إلا من باب الذبابة التي تحاول أن تؤذي أو تحرك جبلا أشم، وله القول «إن يحسدوك على علاك فإنما... متسافل الدرجات يحسد من علا».
المرتفعات
قبل مدة ليست بالقصيرة كتبت هنا عن المرتفعات وأن في البلد كل شيء بالواسطات حتى انشاء المرتفعات واتصل قسم العلاقات العامة بوزارة الأشغال للاستفسار عن الطرق المعنية، وتم إعطاؤهم عناوين طرقات طلب الأهالي وضع مرتفعات فيها إلا ان أحداً لم يعرهم أي اهتمام، وفي المقابل تم وضع مرتفعات تقرب مع بعضها البعض بمسافة أمتار عند بوابة فلل متنفذين.
وطبعا الى الآن لم تفعل الوزارة أي شيء، وهذه الطرق موجودة في العديد من المناطق والقرى، ويبدو أن الوزارة تنتظر حالات وفاة جديدة في مناطق أخرى حتى تضع تلك المرتفعات وفق المقاييس الهندسية العالمية، كما حصل في الشارع الذي وقع فيه الحادث الأليم الذي أودى بست فتيات في عمر الزهور.
إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"العدد 3640 - الجمعة 24 أغسطس 2012م الموافق 06 شوال 1433هـ
رائع
قلم رائع و ممتاز
جميل
كلامك جميل