العدد 3640 - الجمعة 24 أغسطس 2012م الموافق 06 شوال 1433هـ

الشراكة المجتمعية بين الحراك البحريني والمؤسسات الحكومية

عادل سلطان المطوع

رئيس مجلس إدارة المركز البحريني للحراك الدولي

تعتبر الشراكة المجتمعية مظهراً من مظاهر التحضر والوعي لدى المجتمعات، وتأتي لتحقيق حاجات أساسية لبناء المجتمعات المعاصرة، وقد حققت نقلة نوعية في العمل المجتمعي في مملكة البحرين لما لهذا المجتمع من فهم متقدم لمعنى الشراكة المجتمعية.

وتأتي الشراكة المجتمعية في إطار العمل الإنساني لتحديد مسارات وتوزيع المهام والتوجهات التي تحكم نطاق وطبيعة الجمعيات التطوعية التي تعمل في المجال الإنساني وليس من باب حمل العبء عن كاهل وزارة التنمية، لكن من أجل توزيع الأدوار ولكي تقوم كل جمعية بدورها الذي يمليه عليها الواجب الوطني من أجل خدمة المجتمع.

وبالنظر إلى ما تحقق للأشخاص ذوي الإعاقة من مكتسبات نجد أنهم حازوا نصيباً وافراً من الإنجازات التي تحسب لهم وجاءت هذه الإنجازات تقديراً للعطاء المتواصل الذي ظل ذوو الإعاقة يقدمونه عبر العديد من البرامج والمواقف القوية ويمكن اعتبار قانون تشغيل المعوق ورعايته وتأهيله أبرز ما تحقق لهم، فالقانون حفظ للمعوق حقه القانوني والطبيعي في ممارسة دوره وأخذ حقه ومكانته الطبيعية في الحياة وكان له الأثر الأكبر في تحقيق طموحه، وقد تحقق كل هذا بفضل توجيهات القيادة الحكيمة الساعية إلى دمج المعوق في محيطه المجتمعي كفرد وجزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، ومن الإنجازات التي تحسب للمعوق المكرمة الشهرية ودعم الجمعيات وحق التعليم والتوظيف والتصديق على الاتفاقية الدولية لحقوق ذوي الإعاقة والاستراتيجية الوطنية وإزالة كل ما يعيق تقدمه من أجل أن يؤدي رسالته كمواطن له حقوق وعليه واجبات.

فكلنا تفاؤل وأمل في ظل قيادتنا الرشيدة أن يتواصل العطاء الذي امتد عشر سنوات كانت مضيئة بالفعل وشهدت العديد من الإنجازات التي تحسب في رصيد ذوي الإعاقة وتوقعاتنا أن تشهد السنوات المقبلة المزيد من الإنجازات والمكرمات في ظل قيادتنا الرشيدة حفظها الله ورعاها.

ويأتي ملازماً لهذه الإنجازات ومحركاً لها؛ الجهود الحثيثة التي ظلت تبذلها وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية من أجل ذوي الإعاقة وهذه الإنجازات التي تحققت تقف شاهدة على عطائها الثري وعملها الدؤوب وإخلاصها لهذه الفئة التي تحفظ لها جميل صنيعها هذا.

وقد نال المركز البحريني للحراك الدولي ثقة الوزارة بما يقدمه من مشاريع ليكون عنصراً أساسيّاً وفاعلاً في مشروع الشراكة المجتمعية، وهذه الثقة كانت بمثابة التحدي لنا والدافع القوي في أن نحقق ما حققناه من إنجازات نحن راضون عنها ولكن ساعون لأن نحقق إنجازات أكثر وأكبر.

وهنا لابد لنا أن نشكر وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية وعلى رأسها الوزيرة فاطمة محمد البلوشي على جهدهم والدعم اللامحدود والثقة بمنحنا مشاريع تخدم ذوي الإعاقة، وعلى رغم بعض التحديات كان همنا أن نكون عند حسن ثقة الجميع والحرص على تقديم هذه الخدمات على أكمل وجه.

وفي هذه الإطار يقوم المركز البحريني للحراك الدولي بتنفيذ العديد من المشروعات وتقديم العديد من الخدمات المجانية التي تصب كلها في مشروع الشراكة المجتمعية ومن هذه الخدمات:

- حضانة وروضة أزهار الحراك: حيث تستقبل الروضة كل عام ما يقارب 24 طفلاً معوقاً وسليماً لتحقيق سياسة الدمج الاجتماعي وتقوم بتقديم العديد من البرامج والتدريس بمناهج ووسائل حديثة ومتطورة وأستاذات متخصصات في التدريس، وقد ازداد الإقبال على الروضة من قبل أولياء الأمور بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية ما زاد من المسئولية والمصروفات المالية.

- ورشة عجلة الحراك: جاءت فكرة الورشة للتسهيل على ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم الحصول على مكان معروف لديهم يقوم بإصلاح كراسيهم، وقد نالت هذه الورشة رضاهم بما تقدمه من خدمات صيانة وقطع غيار وأصبحت متاحة لهم وخاصة في وقت المساء وهناك خطة لتطوير هذه الورشة بحيث تكون أكثر فاعلية وتقدم خدماتها صباحاً ومساء. كما نسعى إلى تطوير هذه الورشة بإحضار متخصص في مجال إصلاح الكراسي الكهربائية لتكون أكثر شمولاً وفعالية وخاصة مع توسع استخدام الكراسي الكهربائية.

- مركز العلاج الطبيعي: وجد هذا المركز القبول والرضا من قبل ذوي الإعاقة وأولياء الأمور حيث يقدم خدمات العلاج الطبيعي إلى هذه الفئة عبر أطباء متخصصين في هذا المجال، ويجد المركز إقبالاً جيداً ويقدم خدماته لكل ذوي الإعاقة وخاصة الأطفال.

- مشروع تدريب السياقة: هذا المشروع نستطيع أن نقول إنه يعتبر الأنموذج في الشراكة المجتمعية بين الوزارة والمركز؛ فبعد أن آلت إلى المركز مسئولية تدريب ذوي الإعاقة الحركية والسمعية على السياقة؛ سعى المركز جادّاً في هذا المشروع وخصص له إدارة متفرغة قامت بحصر ذوي الإعاقة الذين يرغبون في تعليم السياقة وقامت بعمل جدول للتعليم والاتصال بالراغبين وقد أنجز المركز حتى الآن تعليم أكثر من 150 فرداً حيث نالوا جميعهم رخصة القيادة وكان هذا بمثابة إنجاز كبير للمركز ولذوي الإعاقة.

وخلال الفترة الماضية استطاع المركز أن يدرب جميع المتواجدين على قائمة الانتظار وبدأ في إجراء اتصالاته وعمل إعلاناته للإعداد لقائمة جديدة لتدريبهم وهو على استعداد لتدريب كل ذوي الإعاقة الحركية والسمعية على السياقة لما اكتسبه من خبرات وآليات لهذا العمل.

وحرصاً من إدارة المركز البحريني للحراك الدولي على توثيق هذه المشاريع المهمة؛ تتم حاليّاً الاستعانة بذوي الاختصاص في مجال الإعلام لإعداد كتيبات عن هذه المشاريع.

كما أن للمركز عدة مشاريع أخرى يسعى إلى إنجازها تسهم في تدريب وتأهيل ذوي الإعاقة وهو الآن في إطار جمع التبرعات لها وسترى النور قريباً بإذن الله وجميعها تصب في إطار الشراكة المجتمعية وتهدف في المقام الأول إلى خدمة ذوي الإعاقة، وهي:

مختبر الحاسوب والاستعانة بمعهد متخصص في تقديم الدورات على مدار العام، دورة الإلكترونيات والتثقيف الصحي، مشروع حمام السباحة، المرسم والأشغال اليدوية، المحاضرات والبرامج المتنوعة، ركن نادي الأطفال.

ويتطلع المركز في المستقبل القريب إلى نيل شهادة الجودة (الآيزو) في العمل الإداري، كما نسعى حثيثاً لأن نكون أنموذجاً يحتذى به في تقديم الخدمات التي ترضي طموحات ذوي الإعاقة في إطار الشراكة المجتمعية، وإننا جاهزون لأي تكليف من شأنه أن يعلي شأن هذه الفئة ويؤكد مكانتها المجتمعية.

إقرأ أيضا لـ "عادل سلطان المطوع"

العدد 3640 - الجمعة 24 أغسطس 2012م الموافق 06 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً