إن كان هنالك من يختلف أو يتفق مع ما جاء التصريح المطول الذي أدلى به بطل ألعاب القوى السابق أحمد حمادة صاحب ذهبية دورة الألعاب الآسيوية العام 86 في سيئول، فإن الكل ربما يتفق في أن التصريح أحدث ضجة، أو حتى (حركة بسيطة)، جعلت بعض المسئولين يخرجون عن صمتهم ولو بقليل من الاستحياء، ويردون على تصريح حمادة، وهذا حصل بالفعل.

ربما هنالك كلمة قالها حمادة في التصريح أنا أختلف معه فيها، لكنني أقول أنه كان ربما يقصد شيئاً آخر وخانه التعبير حينما قال إن الميدالية البرونزية لمريم جمال التي مثلت البحرين في سباق 1500 متر جري في أولمبياد لندن جاءت بالصدفة، وأنا لا أبرر وأنا أقف موقف المحامي لحمادة ولكنه ربما كان يقصد أن الحظ وقف كثيراً معها، لأن الأميركية مورجان المرشحة لحصد مركز متقدم في السباق قد سقطت أرضاً في الـ400 مترٍ الأخيرة.

بعض المسئولين عندما خرجوا وتحدثوا وتكلموا وأدلوا بدلوهم ركزوا في حديثهم أن كلام حمادة خاطئ وجمال لم تُحرز البرونزية عن طريق الصدفة وأخذوا يحللون ويبحثوا عن طريقة ليحققوا المطلوب وليثبتوا (البرهان) على أن هذه الميدالية لم تكن وليدة الصدفة، وهم ذهبوا ليتعاملوا مع عالم (الصدف والمصادفات) الذي أثارهم حمادة فيه، وفي الوقت نفسه تغافلوا (الواقع) الذي لا يخضع للمصادفات، وهذا الواقع هو أننا خرجنا بنتائج سيئة للغاية من الأولمبياد، وبالذات في رياضة ألعاب القوى التي صُرفت عليها مبالغ طائلة جداً في فترة الإعداد دون أن يتم تحقيق النتائج المرجوة، وأكرر أن النتائج سيئة، فعلى الرغم من تحقيق برونزية وحيدة وهي الميدالية الأولى أولمبياً للبحرين بعد سحب (الميدالية الفضيحة) من رمزي في بكين 2008، إلا أن ما صُرف على التجهيز والإعداد من معسكرات واهتمام وغيره لا يتناسب إطلاقاً مع النتائج، فما تحقق لا يعدو كونه أرقاماً شخصية تم (تصديع) رأسنا بها.

عليكم الاهتمام بالأمور الواقعية وترك أمور (الصدف)، فالواقع يقول أننا خسرنا أكثر مما ربحنا، ومن عقدتم عليهم العزم ممن هم يمثلون البحرين قد خذلوكم بهذه النتائج، وأنتم على يقين بذلك، فلا تعيشوا في بروجٍ عاجية وتتغنوا ببرونزية وحيدة، ولا تخرجوا بتصريحات بطولية، وأنتم في داخل أنفسكم تعرفون تماماً ان ما تحقق لا يتناسب إطلاقاً مع ما تم صرفه من مبالغ طائلة لو صُرفت على أبناء هذا الوطن لوجدنا العديد والكثير منهم أبطالاً الآن أو في المستقبل القريب، وكلامنا هنا واضح، لأن رأينا ثابت وصريح في هذا الأمر، ولن يتغير، فأبناء الوطن هم أولى، والانجازات إن سميتموها إنجازات تأتي بأفراح (مصطنعة) لن تأخذ مكانها بين أبناء هذا الشعب، فهي تأتي سريعاً وتذهب سريعاً، ولكن انجازات حمادة ومطر وسند والغسرة والشهابي تظل محفورة في قلوب الجميع.