العدد 3639 - الخميس 23 أغسطس 2012م الموافق 05 شوال 1433هـ

البوندسليغا ينطلق بين قوَّة اقتصادية وشعبية متزايدة

ينطلق الموسم الخمسون من الدوري الألماني لكرة القدم «بوندسليغا» اليوم (الجمعة) وهو يحتلُّ مكانة ملفتة في القارة العجوز، نظراً للتقدُّم الكبير، الذي حقَّقه في السنوات الأخيرة على الصعيدين الفني والجماهيري.

أصبحت «البوندسليغا» من البطولات التي تجلب المتعة للمشاهد الأوروبي، وتزامن بروزها مع خفوت أهمية بطولتي إيطاليا وفرنسا، إذ على سبيل المثال سيحضر مباراة بوروسيا دورتموند، حامل اللقب في الموسمين الأخيرين غداً الجمعة مع فيردر بريمن التاسع، 80 ألف متفرِّج على ملعب الأوّل «سيغنال إيدونا بارك».

بعد تأسيسه في 28 يوليو/ تموز 1962 من دورتموند تحديداً، سار الدوري الألماني على سكة مالية صحيحة، خلافاً لمعظم الدوريات الكبرى لأوروبا الغربية، التي تغرق أنديتها في ديون كارثية، وفيما تفتقد مدرَّجات البطولات الأخرى للجماهير باستثناء مباريات القمّة فيها، تعجّ الملاعب الألمانية بعشاق المستديرة.

طفرة اقتصادية

بعد نصف قرن على انطلاق القاطرة الألمانية، أصبح النجاح الباهر هو عنوان الحالة الاقتصادية للمسابقة بشكل عام، إذ بلغت دورة رأس مال أندية النخبة الموسم الماضي مليار دولار أميركي.

هذا يؤكِّد تنامي القوّة الاقتصادية للدوري، الذي أصبح في المركز الثاني وراء الدوري الانجليزي الممتاز «البرميرليغ» ومتقدِّماً على الليغا الإسبانية والـ»سيريا أ» الإيطالية.

وفي ظلِّ نفاد تذاكر مباريات الأندية الكبرى على أرضها، بلغ معدل الحضور الموسم الماضي 44293 متفرِّجاً في المباراة الواحدة، وهو مرشَّح للزيادة في موسم 2012-2013.

نجاح تسويقي

دورتموند نال حصة الأسد، نظراً لسعة ملعبه والحضور الجارف لجماهيره، فبلغ معدله 80521 متفرِّجاً، ليتخطَّى حتى العملاق الاسباني برشلونة.

أصبح تسويق البوندسليغا أسهل من البطولات الأخرى، فالفرجة متوافرة مع 3 أهداف كمعدل تسجيل في المباراة الواحدة، وأسعار تذاكر مقبولة للمباريات، إذ تعرض بعض الأندية بطاقات بأقل من 20 يورو، ما يعني أن الرحلة لمتابعة إحدى المباريات يمكن بسهولة أن تكون عائلية.

النوعية المرتفعة سمحت لرابطة الدوري ببيع حقوق النقل التلفزيوني في ابريل/ نيسان الماضي لأربعة مواسم مقبلة بقيمة 628 مليون يورو في السنة مقابل 412 مليون يورو في العقد السابق.

قانون «50+1» في الدوري يحظر على أي فرد امتلاك أكثر من 50 % زائد حصة واحدة من أي نادٍ، ما يعني أن الأندية الألمانية أقل عرضة للسيطرة عليها من قبل رجال الأعمال الأجانب الأثرياء.

بايرن الأغنى

العملاق البافاري بايرن ميونيخ لطالما اعتبر نفسه كنموذج للأعمال التجارية الناجحة في عالم كرة القدم، فقد مازح رئيس بايرن أولي هونيس مؤخَّراً قائلاً: « في الوقت الذي تذهب فيه الأندية الأخرى إلى المصرف للاقتراض، نذهب نحن إلى المصرف، لكي نودِع الأموال في حسابنا».

وعلى رغم إنهائه الموسمين الأخيرين من دون أي لقب، حقَّق بايرن دخلاً مالياً في موسم 2010-2011 بلغ 328.5 مليون يورو، ويملك النادي احتياطاً مالياً بأكثر من 129 مليون يورو.

يبقى على الأندية الألمانية العودة للمنافسة على البطولات القارية الكبرى، فعلى رغم بلوغ بايرن نهائي مسابقة دوري الأبطال مرَّتين في السنوات الثلاث الأخيرة، إلا أن لقبها الأخير يعود إلى العام 2001 مع بايرن بالذات.

ولعل أكبر دليل على عدم مبالغة الأندية الألمانية في الإنفاق أن أغلى لاعب في تاريخ الدوري الألماني كان ماريو غوميز، الذي استقدمه بايرن من شتوتغارت مقابل 35 مليون يورو العام 2009، وهو رقم بعيد جدَّاً عن 94 مليون يورو دفعها ريال مدريد الإسباني لاستقدام البرتغالي كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد الانجليزي في العام عينه.

العدد 3639 - الخميس 23 أغسطس 2012م الموافق 05 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً