كثيرا ما أطب في نفس المقلب البايخ الذي صار يتكرر معي ومع الكثيرين من زبائن محلات التسوق الكبرى والتي تغص بالزبائن تحديدا، ولاسيما تلك التي تبيع المستلزمات الاستهلاكية للمنازل من أكل ومواد تنظيف وألبان وآجار وعصائر؛ فأصبَحَ من العادي جدا أنك تأخذ سلعة من على الرف وبجانبها ملصق يقول إن سعرها ثلاثة دنانير وعندما تصل الى المُحاسب يتم احتسابها بخمسة دنانير! ووسط زحمة الأغراض التي اشتريتها وطول الفاتورة المليئة بالاشياء فإنك لن تلتفت لها إلا إذا فات الفوت!
باعتقادي أن أغلب المحلات تقوم بهذه الحركة عن غير قصد، إلا ان البعض يتقصد فعلها لأنه يعرف أطباعنا في إسداء الثقة في غير محلها واننا شعب كسول لا يكلف نفسه حتى قراءة الفاتورة التي دفعها (وأنا منهم طبعا!)، والمصيبة تكمن أكثر عندما ترى عرضا خاصا يغريك بأخذ كمية من هذه البضاعة بسعر بخس وحين وصولك الى المُحاسب لن يتمادوا بتدفيعك ثمنها الحقيقي وفوقه بوسة كمان الذي هم يريدونه طبعا.
فأعتقد أننا يجب علينا الحذر لا لسوء نية في الآخرين، بل للمحافظة على حلالنا من أن ندفع قيمة أشياء أكثر بكثير من سعرها الحقيقي كما حدث لي فعلا أمس الأول في (...) عندما هممت بشراء مبيد حشري بسعر دينار وثلاثمئة فلس، وبعد دفع الفاتورة التي تفاجأت بمجموعها لأرى سعر ذاك المبيد بأربعة دنانير وتسعمئة وتسعين فلسا!
هل يا ترى مطلوب منّا أن نقوم بتقصي أسعار في جميع الأماكن كما يفعل بعض الناس، أم ان نحمل معنا آلات حاسبة نمشي ونحسب حتى لا يتم استغلالنا؟!
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2479 - السبت 20 يونيو 2009م الموافق 26 جمادى الآخرة 1430هـ