على رغم الطفرة التي تشهدها رياضتنا في عدد من مجالاتها المختلفة فإننا ما زلنا نعاني من بعض الشخوص أصحاب القلوب (السوداء) التي تحارب مبدأ النجاح، والمشكله أنهم يتعايشون فيما بيننا ويتواصلون معنا لكننا من الصعب أن نكتشف ما في قلوبهم وكأن فيروس N1 H1 قد اقتحم هذه الشخوص المريضة التي بدأت تعدي السويين.

قد يتساءل القارئ أنني أركز في كتاباتي على هذه القضية وذلك لأنني أعيش مع أكثر من اتحاد رياضي واتعامل مع الكثير من الشخصيات الرياضية التي تواصلت معها لفترة وقد تكون ليست بالطويلة لكنني من خلالها اكتشفت أمورا كثيرة والدوافع الشخصية وراء هذا العمل التطوعي، فمنهم من وضع أهدافه الشخصية وسعى إليها ولم يصل ومنهم من وصل وتعالى لكنه يعلم أنه لم يصل عبر الطريق الصحيح، وتناسى أنه وعد الوطن بأن يكون مخلصا في العمل. أستغرب ممن يرمون أنفسهم في أمور لا يعلمون فيها ويقحمون أنفسهم فيما ليس لهم علاقة به ولا معرفة ويدعون بأنهم خلاف ذلك، وغيرهم من هو مزحوم ومرتبط بأعماله الشخصية التي تملأ شعر رأسه لكن يبقى مصرا على أن يكون جالسا على كرسي ملأه الغبار فقط ينسب إليه بالاسم!

الدليل واضح لو راجعنا أنفسنا قليلا، لماذا لدينا اتحادات رياضية نشطة تنظم بطولات سواء محلية أو تستضيف بطولات دولية إضافة إلى برامجها المفعلة باستمرار، واتحادات أخرى نشاطها غير ملموس ولعبتها لم تصل الى مستوى التطور المطموح فيه؟ الجواب بسيط هناك أعضاء ومسئولون (فاشلون) لا يدركون شيئا، وآخرون يسعون بجهودهم للعمل في سبيل الوطن.

ومن أجل تحاشي هذا الفشل لابد من علاجه، فلو كانت هناك أنظمة وقوانين وشيء بسيط من الاشتراطات الدقيقة بالترشح لأي منصب رياضي لكنا في حال أفضل، ناهيك عن أمور الاختلاس التي تحدث في بعض البيوت الرياضية، والسفرات السياحية التي ينظمها بعض المسئولين الرياضيين على حساب المشاركة في مؤتمر أو بطولة ما، ولنكن صريحين أكثر فقد حدثت كثيرا ومازالت، فهي الفرصة الملائمة للسفر وبالمجان فهؤلاء الفاشلون لا يفوتونها، ولكيلا نسمح بانتشار إنفلونزا الخنازير فيما بيننا لا بد من استئصال المرض من جذوره.