العدد 3638 - الأربعاء 22 أغسطس 2012م الموافق 04 شوال 1433هـ

الغموض يلف قضية كبير خدم البابا بعد ثلاثة اشهر على توقيفه

بعد ثلاثة اشهر على توقيف كبير خدم البابا، ما زال الغموض يلف قضية سرقة عدد هائل من وثائق الفاتيكان لتسريبها والتي باتت معروفة بفضيحة "فاتيليكس"، اذ تم استبعاد فرضية رجل يتحرك بمفرده فيما لم ترد اي ادلة تدعم فرضية المؤامرة الواسعة.
ففي 23 ايار/مايو، هزت واقعة لا سابق لها الكنيسة الكاثوليكية، بعد ثلاثة ايام فقط من نشر الصحافي الايطالي جانكارلو نوتسي في روما كتاب "قداسته" (سوا سانتيتا) الذي يتضمن عددا كبيرا من الفاكسات والرسائل السرية المسربة من شقة البابا.
وعند تفتيش شقة باولو غابرييلي كبير خدم البابا بنديكتوس السادس عشر، جرت مصادرة كمية كبيرة من الوثائق بينها وثائق عديدة مطابقة لتلك التي نشرت في الكتاب.
واوقف "باوليتو" المعروف بتفانيه الكبير في خدمة البابا وكان اول وآخر من يرى الحبر الاعظم كل يوم. وقد امضى 53 يوما في سجن خلف كنيسة القديس بطرس قبل ان يوضع في الاقامة الجبرية.
واوضح "باوليتو" الذي كان يؤمن بانه مفوض من "الروح القدس"، الى قضاة الفاتيكان بانه فعل ذلك ليكشف "الشر والفساد" ولانه كان يرى ان البابا لم يكن على علم بكل الفضائح.
وفي 13 آب/اغسطس احال قضاء الفاتيكان على محكمة الدولة الصغيرة باولو غابرييلي مع خبير معلوماتية في الفاتيكان يدعى كارلو شاربيلليتي بتهمة السرقة والاشتراك في السرقة.
وسيمثلان امام القضاء في محاكمة عامة في الفاتيكان في الخريف، ما يشكل سابقة.
لكن في الوقت نفسه، ما زال التحقيق القضائي بعيدا عن نهايته. فالصحف الايطالية تضج بالتكهنات حول وجود شريكين او ربما ثلاثة.
فقد ورد ذكر "اكس" و"دبليو" اللذين لم يكشف اسماهما لانهما ما زالا شاهدين، في قرار الاحالة على القضاء لانه كانت بحوزتهما ظروف تتضمن وثائق سرية.
وهناك ايضا الاب الروحي الغامض لغابرييلي الذي عرف عنه بحرف "بي".
وقال السكرتير الشخصي للبابا والمسؤول عن كبير خدم الحبر الاعظم المونسنيور غيورغ غينسفاين، في افادته ان غابرييلي قال له انه يشعر بانه "كبش محرقة" في القضية.
واضاف انه "قال بعد ذلك ببرودة اعصاب كبيرة انه مطمئن لانه تحدث الى ابيه الروحي" الذي نصحه بالانتظار قبل الاعتراف بمسؤوليته "الا اذا طلب منه الحبر الاعظم شخصيا ذلك".
وفي شباط/فبراير وآذار/مارس، تسلم "بي" من كبير خدم البابا علبة تحوي نسخ وثائق يؤكد انه اتلفها لانه كان واثقا من انه "نشاط غير قانوني وغير نزيه".
فهل كان الاب الروحي الذي لم تكشف هويته بعد مجرد شاهد او شريكا؟
وينتظر متابعو هذه القضية بفارغ الصبر نشر تقرير لثلاثة كرادلة سلم في نهاية تموز/يوليو الى البابا. وهؤلاء الكرادلة المتقاعدون تمكنوا من استجواب من شاؤوا وقد شملت استجواباتهم حوالى ثلاثين شخصا بينهم كرادلة اخرون.
ونشرت الصحف الايطالية في الربيع معلومات مثيرة للاهتمام حول تورط كرادلة في الكنيسة، بدون ان يصدر اي تأكيد لذلك.
وكشف جزء كبير من الوثائق التي نشرت وجود شعور بالاستياء حيال الكاردينال الايطالي تارسيزيو بيرتوني، سكرتير الدولة اي بشكل ما رئيس حكومة الفاتيكان.
ويبدو ان سلسلة من الاخطاء وسوء الادارة وافتقاده الى الخبرة الدبلوماسية اثارت استياء متزايدا.
وجرى الحديث عن تآمر كرادلة ايطاليين للتمهيد لمجمع مقبل.
لكن يبدو ان الفرضية الاكثر صدقية هي تلك التي تتحدث عن تمرد من اجل مزيد من الشفافية في وقت جرى ابعاد ايتوري غوتي تيديسكي من معهد الاعمال الدينية، مصرف البابا، بعد يومين فقط من توقيف غابرييلي.
وهذا التمرد ليس بالضرورة منظما جدا ولا على مستوى عال بل قد يكون مجرد رغبة من رجال دين ومدنيين في اثارة هزة اعلامية تحمل الخلاص في نظام متحجر وجامد.
وذكرت الصحف عدة شخصيات مقربة من البابا بينها اينغريد ستامبا وهي الخادمة السابقة ليوزف راتسينغر ومترجمته وصديقته. ويبدو انها كانت على علاقة بغابرييلي.
لكن الفاتيكان نفى بشكل قاطع هذه المعلومات.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:50 ص

      الفساد في المؤسسات الدينية....

      قلما توجد مؤسسة دينية خالية من فساد بعض المتمترسين بها تحت عنوان (خدام الشريعة الغراء ) حيث يسيء هؤلاء إلى الشريعة أكثر من إساءة أعدائها ويكونون دائماً رأس الحربة في مواجهة المؤمنين الحقيقيين بهذه الشريعة والذين لايقبلون الخرافات والتسلق باسم الدين وأحد أكبر ضحاياهم الشخصية الأولى في الهرم الديني التي تتسم بالطهارة والنقاء والعلم والعمل لكن احتياجها للحاشية يشكل نقطة ضعف خطيرة عندها...

اقرأ ايضاً